بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

authentication required

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

ذلك المنسـلخ مـن الصفــوف    ؟!!!

لا يكون أبداَ ذلك البشير بعلامات الخيـر للأمـة ..  ولا يمشي واثقاَ الخطوة وهو يطرق الأبواب .. يقضى كل عمره في متاهـات الضباب .. ويضيع الحياة في الأهـواء وهو يركض خلف السراب .. ملحداَ يرى الأديان عبثاَ ويرى العقائد مضيعة للوقت ثم يصفها بالترهات والألعـاب  .. ونراه دائماَ مبهوراَ بحضارة الأعداء في بلاد الاغتراب .. يأخذهم كقدوة عالية راقية فيلبس كما يلبسون ويقول كما يقولون ويضع معيارهم عالياَ فوق السحاب .. يتوهم الرقي في عالم يفقد المثل والأخلاقيات وقيم الكتاب ..  وتحدثه النفس بأنه وأهل الضلال في كفة أفضل من كفة أهل العقيدة .. ويتصور متوهماَ بأنهم فوق الهامات والرقاب .. ويرى مسار الدين والعبادة هو التأخر والتخلف في جملة الأسباب .. وفي النهاية هو يكون صاحب شهادة الجدارة في تشويه صورة الإسلام والمسلمين  ..  فيجد ويجتهد في حرب الإسلام والمسلمين ويجتهد في التدمير والخراب .. يضر بنفسه ويضر بقومه ويأتي بساسف الأفكار والهباب  .. ذلك الإنسان تعود مسيرة الإذلال كحال الكلاب .. فهو دائماَ يستجدي جاثياَ فوق ركبتيه في حضرة الألقاب  .. يطلب الرحمة والعون في مذلة في حضرة الأعداء ويداهنهم بالاقتراب  ..  يفقد المعيار والمقام والاحترام كلياَ متى ما كان هو ذلك المنكر لرب الأرباب .. وقيمة طفل مسلم يؤمن بالله حقاَ تفوقه في المعيار .. فهو عديم القيمة بين المسلمين مثله مثل فتلة الخيش وسط روعة الحرير .. نشاز بنعوت الواهي المعدوم .. ممقوت بالفطرة لأنه يحارب الله ورسوله في كل خطواته وفي كل أفكاره  .. يفقد نور الإيمان ويفقد بهاء وجلاء العابد الزاهد ..  وتظهر في وجهه علامات المقت من الله .. لا يعبد الله فلا يركع ولا يسجد لله خاشعاَ .. فهو قرين الشيطان وقرين إبليس عدو الإنسان الذي يجتهد في محاربة الأديان والعقائد  .. تسول له النفس غروراَ فيتعالى في وهم دون القيمة الحقيقية .. فيمضي جل حياته وهو يظن أنه في المسار السليم وأن الآخرين مخدوعين في أوهام العبادة والصلاة .. يبـدي الشفقة على المسلم المتمسك بعقيدته في الوقت الذي هو فيه أجدى وأولى بالشفقة ..  لأنه على الضلال المبين وأنه على خطر عظيم  .. لا يدري بأنه على التيه والضلال ولا يدري بأنه لا يدري .. ومهما كانت مقدراته من الثقافة والعلم والمؤهلات والمكانة في المجتمعات فإنه يظل ذلك العهن بغير الأوزان ..  يعيداَ عن ذلك المعيار والمقام السامي الذي يستحقه المسلم المؤمن بالله حقاَ وبكتابه وبرسوله   .. فهو ذلك الملحد الذي يجد ويجتهد في محاربة الله ورسوله .. ويسفه الأديان ويتهاون في أمور العبادات .. حياته كلها ضياع في ضياع .. بعيداَ عن منهج الله سبحانه وتعالى .. وبعيداَ عن مسار العقيدة والدين .. وذلك الابتعاد منه عن طريق الحق والنور يجعله ممقوتاً ومكروهاَ من الناس بالفطرة .. رغم أنه بوهم يظن نفسه عظيماَ في نظر الآخرين من المسلمين وغير المسلمين  .. والحقيقة غير ذلك فهو في معيار المسلمين بمثابة روث خنزير معجب بنفسه رغم نتانته  .. وشتان بين الإنسان في عوالم الأنوار وبين الإنسان في عوالم الظلمات .. وشتان الحياة بين عوالم الروحانيات والحياة بين عوالم الماديات والمهابط  .. والإنسان الكيس الفطن لا يختار الدناءة والسقوط بالغرور وقلة الحكمة .. فالدين لله وحده .. فلا يتعاند متعاند لمجرد معاندة قوم يراهم في سلالم متأخرة من التقدم فيحكم عليهم بأن التأخر أسبابه الدين والعقيدة .. ويظن أنهم بحكم الدين ليسوا على الصواب ..  أو الحكم على الدين الحنيف من خلال تصرفات البعض من المسلمين  .. فالدين أصل نوراني نزيـه .. وذلك الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..  والجدل الذي قد يوجد عيباَ في تصرف بعض المسلمين لا يكون شرطاَ أو مبرراَ في أن يكون ذلك العيب في ذات الدين .. إنما العيب قد يكون في تصرف مسلم لم يأخذ المنهج سليماَ .. فلذلك لا يحكم العاقل على الإسلام بتصرفات البعض من المشوهين للعقيدة .. بل عليه أن يدرس ويتعلم حقيقة الإسلام جيداَ .. وعندئذ سوف يجد الدين مكملاَ دون عيب أو نقصان ..  إنما التشويه قد يأتي من سلوك وتصرفات وأخطاء البعض الذين يجتهدون في الدين دون علم أو دراية .. ومع ذلك فإن تلك الصور لا تبرر أن يضع الإنسان نفسه في موضع الانحطاط والخوض مع الخائضين دون عقل أو تفكير أو تدبير  ..  ومتى ما يتمسك الإنسان بالدنيا ويراها هي الغاية القصوى ثم يجد في ملذاتها فإنه ذلك الإنسان الذي يعادل الأنعام في التصرف والسلوكيات .. وكل تصرفاته يكون من واقع الغريزة والملذات وليس من واقع العقل والدراية والحكمة .  

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

802,128