بسم الله الرحمن الرحيم
أيـام الحـزن في سـاحة الســودان !
تلك رفقة الصحراء ..
حيث لا نبع ولا ماء ..
والسماء تفقد الغطاء ..
لا شجر ولا ظل ولا هواء ..
وحيث النفس تنازع بالبكاء ..
وتنادي بالرخاء في جدل تلو النداء ..
والحسرة تحيط الأنفس في الخفاء ..
وكلام مع الذات دون من يشاطر بالعزاء ..
والخاطر ذلك المجروح ينزف بالدماء ..
في دنيا تبدلت معالمها إلى الجدب والصحراء ..
حيث أبراج الأحـزان تعانق السماء ..
لا زهرة هناك ولا نسمة توحي بالإغراء ..
وبقايا شجرة حزينة كانت ذات يوم وارفه خضراء ..
أصبحت عوداَ تماثل الحـزن في صورة العذراء ..
وبالقرب منها بومة خرساء فوق صخرة صماء ..
لا تبالي بمن يجتاز سواحلها فقد ملت من نظرة الدخلاء ..
كانت ذات يوم في سعادة تلك البومة الحسناء ..
ثم أصبحت تكنى اليوم بالبومـة الشمطاء ..
رحلت الأحلام ووعود الإنقاذ ضاعت في الهبـاء ..
نالها اليأس ونالها السـخط ونالها سجال الرمضاء ..
وسنوات الصبر بأحلام اليقظة كم كانت أملاَ في الرجاء ..
ووعود الرخاء طالت بها السنوات فأين نحن من الرخاء ..
خمس وعشرون عاما عاشهاَ الشعب في أمل يراود بالعطاء ..
ثم كانت نهاية المطاف لطمة في الوجوه فيا فرحة الجزاء ..
سواد ربيع بعد محنة صيف ثم قحط خريف بعدها قسوة الشتاء ..
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش