بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

بيــن المطـرقة والســندان !!

لن نجامل أحداَ ،، وهناك من يريد الأحلام حسب الأهواء .. النظام في السودان الآن يذيق الشعب السوداني الويل والمرارات والعيشة الضنكة .. ولا يحسس الشعب الكادح المغلوب على أمره بمثقال ذرة من الاهتمام .. ولا يبالي بمعاناة الشعب السوداني الآن لأنه يظن أن الأرضية الداعمة التي كانت على طول المدى من قبل في السنوات السابقة ما زالت قائمة .. والنظام في ذلك متوهم ومخدوع  .. فالذين كانوا يقفون مع النظام اليوم يتقلصون مقداراَ يوماَ بعد يوم .. بعد أن تأكدت لهم أن النظام يضعهم في الهامش ليمثلوا الدعم عند الضرورة .. والتهميش  الكامل عند استحقاقات العطاء حيث الأهلية والألوية لمن يجارون في الخندق تحت الوصيات الحريصة .. نظرة مقيتة وكريهة في نظام يجب أن يعامل أفراد الشعب على أساس التساوي كأسنان المشط ..  ويحترم العقول والناس على الأقل إذا لم يحترم العدالة السماوية .. والنظام بالنسبة لعامة الشعب لم يكن منصفاَ إطلاقاَ لا في الماضي ولا في الحاضر حيث النظرة الثنائية في أفراد الشعب الواحد ..  والقلة التي بقيت الآن لتقف مع النظام هي تلك القلة التي تترفل في نعيم الجنان والبذخ والاستئثار بضروع البقر .
           ثم يأتي الذكر للجانب الأكثر إيلاماَ .. والأكثر ضراوة  .. والأكثر خطورة .. وذلك الجانب هو جانب البديل المتربص .. وذلك البديل نحن نعرف أسراره جيداَ .. ونعرف عيوبه وبلادته وغباوته جيدا جيدً .. والشعب السوداني له تجارب انتفاضات وثورات ومحصلات سابقة .. وكل تلك التجارب خابت وفشلت فشلاَ قاتلاَ مريعاَ .. والسبب في ذلك هو ذلك البديل المتربص .. ذلك البديل الذي حول الثورات والانتفاضات إلى حالة من البؤس والشقاء حيث كانت البلاد تدخل بعهدتهم في حالة من البؤس الشديد .. وتتراجع لتنازع الأنفاس في كل المسارات .. وكم من المرات وصلنا لتلك المراحل الكئيبة الكالحة المريرة حتى تأتي الخلاص منها بأيد العسكر الذين كانوا يتواجدون للخروج من تلك البوائق ليقدموا القليل  ثم ليفسدوا الكثير .. حقائق يجب أن تقال سواء أن رضيت تلك الأطراف المدنية أو تلك الأطراف العسكرية   .. حقائق لا تريدها تلك الأطراف بل تريد المدح والثناء بالكذب والافتراء ..  أما الشعب السوداني الذي دائماَ يكتوي بنار التجارب فلم يجد الراحة في ذلك البديل في كذا من المرات .. كما أنه لم يجد الراحة في ظل النظم القائمة  .. ولا يظن أحد أن الشعب العاقل المتفهم يلدغ من نفس الجحر عشرات المرات ويتلهف الآن لعودة هؤلاء الذين يمثلون البديل .. ويمثلون الموت !! .. فهم في الحقيقة يشكلون شوكة الحوت المتورطة في الحلوق .. لا ينتهون مع مرور الأزمان ولا يغادرون الساحات .. لتتواجد البدائل الشابة التي قد تخرج الشعب السوداني من تلك الدائرة المفرغة الخالية من أية قيمة في كل التجارب .. وآن الوقت للسودان أن تنظف الساحة السياسية من كل العدة المتوفرة في معامل التجارب السابقة .. لتكون هناك عدد جديدة ومفاهيم سياسية جديدة .. أما هؤلاء الذين يتربصون كبديل .. فوجودهم في الساحة السياسية اليوم يشكل هماَ وغماَ أكثر هماَ وغماَ من تواجد النظام الذين يكيل الشقاء .. والإدراك في ذلك أن العذاب بالنار درجات .. فنار النظام أخف كثيرا كثيراَ من نار هؤلاء الذين يمثلون البديل والذين يتربصون الآن .. ونسأل الله العلي القدير أن يصلح الأحوال .. وأن يريح الشعب السوداني من مكيدة الطرفين .. من مطرقة النظام القائم فوق الرؤوس ومن سندان البديل الذي يلوح كقاعدة العذاب الجديد . 

ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,769