بسم الله الرحمن الرحيم
( حـروف مـن ذهـب )
القـلب في قبضـة الكـف !
بفرحة الشوق أمسكت الندى بين الأنامل ..
وقبضت أحلى عزة عين في باطن الكف ..
قبضـة لين ورحمة فاقت الضعف في اللطف ..
أجعل البنان سياجاَ حول نبع كأضلع تحاط القلب باللف ..
درةَ كأني أخاف الناس فيها تنازعني بالجدال وبالخطف ..
نعمة عز جعلت لها القلب دثاراَ يحيطها بعلامة الرضا والعطف ..
لتنام تحته إن شاءت هانئة مطمئنة لسنوات كأهل الكهـف ..
أحلى لمسة نالها الكف يوماَ وقد فاقت المدى في روعة الصنف ..
لمسة عادلت كفة الدنيا رغم أنها كانت في ثانية مقدارها جزءَ من الألف
نعمة ما ذاقت النفس مثلها وإن نالت في حياتها مباهج الرشف ..
وكانت تعلم النفس يقيناَ أن المستحيل لا يرتجي بحـد السيف ..
إنما فضل أقدار إذا شاءت أمطرت السعادة بالداني من ثمار القطف ..
والسعادة قـد تصيب مرةَ في العمر مثل ليلة القدر خير من ألـف ..
عبق من البراءة في كأس عفة يسكت كل من يجادل بالعنـف ..
وعـزة المقـام شرف يخـرس أعين الحساد رغم الأنـف ..
وتلك نسمة ترحل حيث شاءت ولا تمنعها قوابض الشد فوق الكتـف
إنما هي حـرة أسـرارها بعيـدة دون ذاك اللبس في الكشـف ..
نزيهـة عفيـفة سيرة الماضي لها خالية من سواقط القـذف ..
نعمة إطلالة حيث تحل وحيث ترحل تخلو سواحلها من قبائح الوصف .
ذهب في كفة المعيـار وغيرها هباء يترحل مع الريح كالعصـف ..
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش