بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

شطحـات  بـأعلى  المعيـار  !.!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عشـرة أهـل الطمـع واللئـام   !

عندما رأوه يملك المال والجاه طمعوا في أمـواله ونـادوا بالوئــام  
وأفسحوا له المجلس ليكون سيداَ عليهم دون أحـد ينـازع في الزمام 
وأطاعوه بالسمع والطاعة فبـذل فيهم العطاء حتى اشتكوا من التخام 
ولما جفت الضروع ونادى بالإفلاس انفضوا من حوله فكأنه مصاب بالجذام ..
وقالوا لـه مقدارك بيننا ليس بالعلم وليس بالجاه ولكن مقدارك في مدى الإسهام ..

ثم ضايقوا عليه المجلس يوماَ بعد يوم حتى لم يجـد بينهم سنداَ إلا حافة الإبهام ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد يكـون اليـم أحصـن مـن الأم  !

قـال :

إن قلت الحق قالوا قولك غير مستساغ وقولك فيه الإشارة بالـذم ..
وإن نافقت بالقول نادوا بالوفاق وقالوا ذاك قول يريح القلب من الهـم .. 
يريدون ما يرضى العواطف حتى ولو كانت العاقبة فيها ما ينـذر بالـدم .. 
 ولا يريدون أن يسمعوا الحكمة بالعقـل والحكمة أبداًَ يقود للأمن والسلم .. 
وتـلك أم موسى أخذت نصيحة العقل ورمت بكبدها في اليـم ..
ولو مالت لصوت العاطفة لتمسكت به وعاشت في هواجس الغـم ..
فكيف لأم أن ترمي بوليدها في اليم إن لم تكن قد آمنت بأن اليم أحصن من الأم  ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عجيب أمـر ذلك الإنسـان  !

قـال :

عنـدما أرافقه في مشاوير الفسوق والعصيان ينتشي  ويثقل بالنياشين صدري
وعندما أناصحه بقـول ( اتق الله )  يغضب ويكـاد ينتزع العنـق من كتفـي  
إذا سايـرته بالنفـاق والريـاء أقـوده لحـافة النـار وهــو يفـرح منـي
وإذا ناصحته بإخـلاص المؤمـن  أبعـده عـن النـار وهـو يسخـط منـي
أنال منه الجـزاء والثناء وأنـا أجـره لحفـرة النـار ثم يكـون الرضا عني
وأنال منه العقاب والسباب وأنا أبعـده من حفـرة النار ثم يكون السخط عني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البيـئة تحكــم في الخصـال  !

قــال :    

أعذروا ابن الحضر إذا كان لا يميز بين آثار أقدام النعام وآثار أقدام البعير فوق الرمـال  ..
وأعـذروا ابن البادية إذا كان لا يفرق بين طعام القرى للضيف وطعام الأسواق بالأموال  ..
كل يجهل الأسرار فلا تأخذوا ذاك بعيـبه ولا ذاك بعيبه فـإن البيئة تحكم  فـي الخصال ..

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باحـة النبع وباحة الجدب   !

قــال :    

أتركوني في باحة العلم في رفقـة العلمـاء  ..
ولا تتركوني في باحـة الجهل في رفقة الجهلاء ..
فهؤلاء هم كالنبـع يجـودون دومـاَ بالعطــاء ..
وهؤلاء هم كالجـدب يشتكون دوماَ من قلة المـاء ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكل في السجن سـواء !

أيها الطائـر في قفص الأحزان صبراً فالكل في سماء الحزن سواء ..
وقد تكون سعيداَ في محنة سجنـك حيث تمـلك قفصاَ دون شركاء .. 
والناس جميعاَ في قفص الحيـاة سجنـاء رغـم الاسم أنهم طلقاء  ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البطـل المفقـود  !

قالت الأم : ابني إن لم يكن أسمه في قائمة الشهداء ..
فسوف تجدون اسمه في قائمة الأسرى والسجناء ..
وإن لم يكن اسمه في قائمة السجناء فسوف تجدون اسمه في قائمة المناضلين الشرفاء ..
وإن لم يكن اسمه في قائمة المناضلين فسوف تجدون اسمه في قائمة الأحرار الطلقاء ..
وإن لم يكن اسمه في قائمة الأحرار الطلقاء فلا بد أنه مضى يبحث عن المجد في السماء ..
فذاك ابني لا ينام أبـداَ في خيام الجبناء ولا يميل أبـداَ هامته لغيـر الله بالانحنـاء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التردد سمـة ضمير السوء  !

لما السير فوق حافة السيف !! .. حيث الشفرة الحادة تمنع الثبات بغير خـوف ..  ولما الحرث في البحر والأرض تجاور الرصيف .. ولما الرقص فوق بساط الجدل والزيـف .. ولما ذاك القول الذي يجرح مشاعر الضيف  .. ولما يتبدل الضمير مع رحلة الشتاء والصيف .. فلو تطابقت الأفعال مع حسن النوايا لتطابق الرسم مع الطيف .. ولما تناقضت المواصفات في تطابق الإخلاص بالكيـف ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فلسفة الـود يوجـد الإنسـان !

يتقارب الأبوان وداً  ليـوجدا فـي الأرض إنساناَمولـود بجسد واحـد يحمل الصفتين بيانـاً
وحامل الصفتين ذاك إنسان يكمل الدورة في مدارجديد ليلتقي بود ثم من كل اثنين يوجد إنسانا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وزن الذبـاب  !

قال أنا ذلك الإنسان قاهر الجبال مذلل الصعاب  ..
أهـزم المشـاق مهما كانت وأكسب الألقـاب  ..
إصراري بالمخاطر أوجد أقدامي فوق اعتـى الرقاب ..
أهزم قمم الجبال واجعلها خاضعة تحت أقدامي كالتراب ..
فضحك منه الجبل وقال .. هذا زمن المهازل عصر الذباب ..
ذباب حقير لم نحس بآثاره ولم نجد له وزناَ يستحق الاحتساب ..
يجهد نفسه بالتخطي فوق الصخور وأرى أنفاسه تلهث باضطراب  .. 
إنسان هزيل ضعيف قفص صدره ينتفخ وينكمش كالجراب ..
ضحكت من سخرية الأقدار أنا أحمله فوق كتفي وهو يلهث كالكلاب ..
عجبـاَ من الأحوال .. يشتكي المحمول من كثرة الجهـد والاكتئاب ..
ولا يشتكي الحامل من أثر يذكر أو يستحـق العتاب ..
ثم ينادي ذاك القزم بأنـه هازم الجبال صاحب الألقاب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما تمثـل الحياة ذلك السجن  !

يقول عشاق الحرية : نحن لم نخـرج يوماَ من أرحام السجون ..
عشنا الحيـاة كلها في كنف الأرحام  ننتظر يوم الخـروج ..
فتعقدت مواسمنا  .. حيث طـول حمـل غير مرهـون بفترة 
وضيـق أرحام تفقـد الراحة وتفقد نعمـــة السعــة ..
وسـاعة مـولـد غير معلنـة وغير مرغوبة مـن فئـة ..
والويل ثم الويل من مقبـة ولادة تكـون بالفطــرة ..
عندها يكون الأمر إلزام بالعودة من حيث كانت الخطوة ..
وذاك المحك الأعظم فالاستحالة في أرحام لا تقبل العـودة ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مـن حكـم الصيد والصياد   !

@........... يقال الكيس الفطن لا يوجـد الصيـد مكبلاَ للأبنـاء .. إنما يعلمهم كيف تكون الحيلة ويكف يكون الطعم .. ثم يفيدهم بالحكمة التي تقول :  ما كل حالة صيد موفقة .. وما كل صيد يؤكل لحمه .. وأن الصيد قد يكون أمهر من الصياد .. وأن الصياد قد ينقلب صيداَ .. وأن هناك مكر في حيـلة الصياد ومكر أكبر في حيلة الصيد .
 
@..........  قالت الغزالة يومـاَ لكلب الصيد أنت تركض خلفي لتنالني .. ولكنك لن تلحقني أبـداَ لأنك تركض من أجـل سيدك وأنا أركض من أجـل حياتي .. وشتان بين مجتهد بالوكالة وبين مجتهد بالذات . 
 
@.......... ركض القط ليصطاد الفار ولكن الفار تمكن من الانفلات ودخل جحره .. ووقف القط عند مدخل الجحر وقال : أخرج يا فار ولك الأمان فأنا من اليوم وصاعداَ تبت توبة نصوحة بعدم تناول لحم الفئران .. فقال له الفار : تلك توبة ليست بالنصوحة إنما توبة عاجز لا يملك الحيلة .
 
@............  عندما ظهر الصقر في صفحة السماء ركضت الدجاجة بصغارها واحتمت تحت السقف .. فقالت كتكوتة لأمها عجباَ من أمرك يا أمـاه !! نحن نركض ونختبئ خوفاَ من أن يخطفنا الصقر فلماذا تركضين معنا والصقر لا يقدر على خطفك ؟ .. فقالت الأم ذاك خوف قد دخل القلب منذ أيام الصغر فإذا ظهر الصقر في كبد السماء فإن الأقدام لا تنتظر مني الإشارة إنما تركض تلقائياَ دون أن تتلقى الأوامر !! .

 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 147 مشاهدة
نشرت فى 24 أغسطس 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

802,093