جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
شـر الأمـور ما يضحـك !.!!!
يقول لـه بقوة السلطة إذا لم يعجبك الأمر فهناك البحر .. أحرث فيه كيف تشاء وأشرب كل ماء البحر .. وهو حتى ولو امتثل لسـخرية ذاك الظالم فأين ذاك البحر ؟؟ .. وقد أصبح البحر مشواراَ محاطاَ بأسوار الجمر .. وكل خطوة إلى البحر بقيمتها وضريبتها .. وهناك الجلادون يسدون الدروب والبحر ليس بذاك الحلال المتاح .. وإذا استحال عبور الموانع إلى البحر فالمتاح قد يكون هو فقط العبور لساحة القبر .. وتلك قصة أخرى ليست بذاك اليسير .. وليس من السهل العبور والسكن مع الموتى دون محك ومحاججة من السلطات .. فالموت في العصر الحديث ليس بذاك المسموح لكل من هب ودب .. وهي حالة بشروطها .. حالة تتطلب شهادة الوفاة .. والميت يجب أن يثبت بالحجة القوية أنه ميت فعلاَ .. ويجب أن تكون لديه شهادة وفاة موثقة مدعومة بالوثائق الطبية اللازمة تؤكد أنه ميت فعلاَ .. وبعدم تلك الوثائق فهو في عرف القانون ليس بميت !! .. بل هو ذلك المحتال الذي يراوغ .. وأنه مجرد ميت يتحايل ويتهرب من الواجبات القومية العامة .. فالميت يجب أن يفي بكل شروط المواطنة وبكل الالتزامات للدولة .. من ضرائب مستحقة وزكاة ومسميات أخرى من المستحقات الواجبة على كل فرد في المجتمع .. ويثبت كذلك أنه قد أدى واجب الخدمة الإلزامية العسكرية في القوات المسلحة .. وبالعدم فإن حالة الوفاة مرفوضة جملة وتفصيلاَ .. وهناك حارس القبور الذي لديه الأوامر صريحة بعدم السماح بمرور أي شخص لا يستوفى شروط المواطنة اللازمة .. وكما أن للسلطات تلك الحجج الواهية العقيمة فكذلك الميت فإنه يراوغ أيضاَ ولا يلح بنفسه في طلب ونيل تلك الشهادة .. أي شهادة الوفاة تلك الوثيقة الهامة التي تبرر ساحته .. لأنه يريد البقاء قليلاَ في الدنيا ليناكف السلطات !! .. وهو يعلم جيداَ أن تلك الوثيقة لا تجدي هناك نفعـاًَ في القبر .. حيث هناك المنافع بثوابت الأعمال .. كما أنه أصبح لا يخاف من الموت أو السلطات .. فالسلطات لن تستطيع أن تفعل معه أكثر من الموت .. وهو قـد مـات !! .. والآن هو الذي يستطيع أن يقول للسلطان تلك هي جثتي أدفنها أو أفعل بها كما تشاء .. وإذا لم يعجبك الحال فأشرب كل ماء بحـار الدنيا .. وفي كل الحالات فإن الخاسر الوحيد في ذلك السجال هو البحر الذي يواجه الشرب حتى آخر رمق وحتى آخر قطرة !! .. وهو الذي أصبح يمثل حائط المبكى لكل خائب يفقد الحيلة بالتصدي .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش