بسم الله الرحمن الرحيم
ديــن الأهـواء !.!!!
لماذا تريد مني أن ألازم خطواتك وألتزم بنهجك في الديـن ؟؟ .. وأنت لن تجيب عني عند السؤال في القبر أو تجيب عني يوم القيامة .. والعقل فيك ذاك التائه المبتعد عن جادة الصواب .. فأوجدت ديناَ محدثاَ وهو دين الأهواء .. وقد ابتعدت كثيراَ وكثيراَ عن نهـج أحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .. ونهجك فيه الكثير من علامات الضلال .. واجتهدت من نفسك في الكثير من العبادات والذكر .. والدين ليس بالاجتهاد طبقاَ الأهواء .. إنما جاء مكملاَ بآيات الكتاب والأحاديث النبوية الشريفة .. وتـلك الأوراد والأذكار التي أنت تقدسها كثيراَ هي تخالف الدين جملةَ وتفصيلاَ .. مما تجعلني أتحاشى خطواتك بقيمة جازمة من غير مجاملة لك في معتقدات أنت غير مستعد للتراجع عنها .. أراك في حضرة الدفوف والمزامير وأنت تدعي الذكر لله بذلك .. وأراك تتراقص يميناً وشمالاَ وانحناءَ وقياماَ واللسان فيك يردد كلمات متقاطعة لأسماء الله الحسنى غير مكتملة بأمر يعني الدعاء أو يعني الاستجداء أو الاسترحام .. أنما مجرد حروف تتلاحق لتناغم حركة الرقص الذي أنت مولع بها وتظن نفسك أنك موغل في ذكر الله وهو ليس كذلك .. فلو كانت حركاتك تلك ورقصاتك تلك والدفوف المصاحبة لك من الذكر والعبادة لله لجاء الأمر بذلك من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. ولم يثبت في السيرة ومسار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم انه كان يذكر الله بمرافقة الدفوف والمزامير .. ولم يثبت أنه كان يقضي الساعات والساعات في ساحات القبور في أيام معينة من الأسبوع ليتراقص يميناَ وشمالاَ وقياماَ وقعوداَ بحجة الذكر لله .. فأذكار الرسول صلى الله عليه وسلم معروفة ومدونة ومفصلة بغير لبس أو شك .. فمن أين أنت أتيت بتلك الأذكار والأوراد ثم تريد من الآخرين أن يلحقوا بركبك ؟؟ .. ثم أنت تزيد في نهج العبادات من المحدثات كما تشاء ِ.. فكأنك تعيب على أحمد الرسول الكريم بالتقصير في الدين .. كماء أنك تنقص في الكثير من الأذكار المأثورة والثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكأنك تلوم سيد الرسل بالإسراف .. ووجدت في نهجك كذلك الكثير من مزالق العجب حيث الرياء بإشارات كثيرة تلمح بالادعاء بأنك من الأولياء الصالحين .. فهنا تدعي بأمر ليس في يدك وليس في يد غيرك .. فالبواطن أسرارها في كف الرحمن .. وهو أدرى بقلوب عباده .. فهناك قلوب التقوى وهناك قلوب النفاق .. ورب عبد أشعث اغبر هو من عباد الله الصالحين ومن أولياءه المقربين ودون أن يدعي أو يلمح بذلك .. ورب قائم راكع ساجد صائم يريد بتلك العبادة الرياء لكي يقال ولا يريد بتلك العبادات الإخلاص لوجه الله .. فإذن أحكام الصلاح وفرض ألقاب الأولياء ثم وصف الكثيرين بأنهم من الأولياء الصالحين مجرد رميات اجتهادية من الناس قد تصيب وقد تخطئ .. وكلها تدخل في حقائق الغيب الذي يختص بعلمه رب العرش العظيم .
فاتقوا الله يا أولي الألبـاب .. والدين لله في الأول وفي الآخر .. وليس لأحد أن يدعي الأحقية في التشريع بعبادات وأذكار حسب الأهواء .. ثم بعد ذلك الجدل العقيم في التمسك بالبدع حتى آخر رمـق فقط لمجرد المكايدة والعناد والإصرار بعدم التراجع للصواب .. فأنت بذلك لا تضر أحداَ ولكنك تظلم نفسك كثيرا َ كثيراَ .. فيجب ان نتفق على قاعدة سليمة لا تميل للمسميات أو للجماعات .. فالتكن القاعدة كالآتي : على المؤمن الحق أن يتحرى عن كل عبادة أو ذكر يطابق عبادة وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقصان .. ويتمسك بذلك بشـدة .. وبعد ذلك لا أحد يجامل أحداَ في الأذكار والأوراد التي تخالف نهج الرسول صلى الله عليه وسلم مهما كانت تلك الأذكار مبررة من أصحاب الحجج والضلال .. ففي النهاية أنا وأنت قدوتنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكل عبادة وذكر يناقض ذكر وعبادة الرسول صلى الله عليه وسلم هو مردود لصاحبه .. وهي تلك الاجتهادات العشوائية التي أظهرت أعلى درجات البدع عندما أوصل البعض أن يتراقص ويردد أعذب الألحان برفقة الدفوف والمزامير وهو يدعي بذلك الذكر لله .. فكيف يعقل ذلك .. والعبادات والذكر جاءت مفصلة وموضحة كلها خطوة بخطوة كما أداها سيد الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ !! .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش