جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
أراد أن يتحـدى البحـر !.!!!!
الخطوة بدأت تحت ظلال البراءة .. والقرار كان خلف ستار الغفلة .. والمسار مشوب بالعثرة والهفوة .. أراد أن يجتاز بحراَ ويتحدى المخاطر في جرأة .. وكان يجهل أن البحر يفقد السواحل أصلاَ .. وكلما أبحر وتعمق وجد البحر يمـد بحراَ .. وتيار الأبدية يشده نحو الأبعد والأبعد فلا يجد براَ .. وتلك الآفاق تمتد وتمتد وتبتعد فرارا .. وصفحة أجاج تفترش بساطاَ ثم بساطاَ .. وذلك السر المجهول في الموج الأزرق .. وفي كف الأهوال يجول أسير أحمق .. وذاك الطعم من الصياد يأخذه نحن الأعمق .. فبات أسيراَ في كنف الأسرار ،، تلاطمه رياح الأشرار .. وقد طمع القلب أن يقطف ثمرة من أعلى الأشجار .. وتلك القصة قالت عن أهل السيرة والتكشيرة .. جملة إغراء من بحر وصيد وصياد وطعم وتلميحات قصيرة .. كان يلاحق الطعم شغفاَ نحو الأعمق حتى وقع في شباك الأسرار المحظورة .. أراد الفكاك من تيه الأسرار فلم يجد حلاَ ميسوراََ .. فتلك الأمواج تحاصره قدراَ مقدوراَ .. والأزرق لون الأحلام يأسر قلباَ يجتاز المحنة في حيـرة .. وذاك المحراب يفرض قرباناَ يؤكد إخلاصاَ بالطاعة والتذليل .. وكلما قدم القلب قرباناَ قالوا ذات الكبش أولى في التفضيل .. والتضحية بالذات أوكد صدقاَ عند الأخذ بالتبجيل .. فذاك السجن في عمق الأعماق .. وتلك قواميس البحر مشوبة بأسقام تفقد جدل الترياق .. نفوس قاهرة تتحكم في الأوراق .. حيث قلوب تشرب دموع الأحداق .. وأبداَ تعشق أن تتسلق فوق الأعناق .. وتيارات المد تبشر بالبر ولكن ليس هناك بـر في الآفاق .. مجرد أحلام تحت ستار الخدعة والنفاق .. ومجنون ذلك المخاطر الذي يخاطر في بحار العشق والعشاق .. فتلك البحار تفقد سواحل الإخلاص كما تفقد سواحل الوفاق .. ومقهور ومخذول من يناضل فيها بإصرار .. حيث الاستحالة في إكمال ذلك المشوار .. والذي يقع في حبائل القناص عليه أن يفي بالتضحيات .. يقدم النفس قرباناَ ويفدي بعزة العين حتى يشتري تلك الأمنيات .. ولا تكفي التضحية بقربان القلب بل التضحية بكل الأطراف والحواس .. فهو ذلك الأسير الواهن الذي يجب أن يجاري حكم البحار .. مسـيراَ مجبراَ لا يملك عدة الخيار .. وعليه بالسمع والطاعة مهما كانت قسوة القـرار .. فهو مجرد أسير في قفص الحب ممنوع عليه الاختيار .. والغلطة تتمثل حين يطمع القلب في جرأة ويخوض في أسرار البحار .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش