بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
النهــايات     ؟.؟؟؟؟؟

النفس لا تحب النهايات .. فالنهايات تعني العدم وتعني الذكريات .. وتعنى مقدم الليل بحزن وذهاب الشمس بخطوات .. وتعنى أفول الحسن والجمال والريعان مع قوافل الأيام .. ولا تبقى نجوم السعد ملازمةَ أبديةَ إنما الاختفاء يوماَ خلف الضباب .. متحايلةَ تترك الساحات لقادم حزن يمطر بالويلات .. والنهايات حين تشارف تترك في الأنفس آثار الحسرة والكئابة حيث الحدائق الفيحاء التي تنتهي بالجدب والرمضاء .. وحيث الأحوال التي تأبى الدوام والبقاء ..  فلا تبقى أنامل الأطفال كما كانت تتشبث بالأمومة وبالأحضان .. إنما يوماَ بعد يوم تتراخى عندما ينتزعها الزمان بالافتراق .. حيث تنمو الأجساد ويحين موعد الانطلاق .. حينها فطام يحجب العطاء ويلزم المسافة بين الأم والأحباب  .. والضحكة لا تعرف الديمومة والأبدية بل هنالك لحظات في رفقة البكاء والأحزان .. والغد ذلك الأمل دوما يأتي ليكون أمساَ يجلب الحسرةَ بالذكريات .. والذكريات توقد الأحزان وتحرق الوجدان .. وجروح القلب أشد ضراوة من جروح الأبدان  .. وسنة الحياة تنادي بأن دوام الحال من المحال .. وتلك محاسن الربيع تخاف مقدم الشتاء والصيف ثم الأوراق التي تتساقط في الخريف ..  ونضارة الشباب وروعة الأبدان والأجساد تنالها تعرية الأيام فتشتكي من تشوهات تبدأ بالتحدي والإصرار .. وتلك علامات تنادي بأن سواحل النهايات قد شارفت وتلوح في الآفاق ..  ولا تريدها النفس بل تتهرب منها رغم الاستحالة في الأسباب ..  وهيهات هيهات فلابد من الوصول يوماَ لشواطئ النهايات .. فتلك الصحة والفتوة والعافية تتناقص يوماَ بعد يوم حيث يطردها مقدم الكبر والمشيب في جرأة الفرسان ..  علامة من علامات النهاية غير مرغوبة وليس الخيار فيها للإنسان  ..  وينبوع الحياة ينضب حالاَ بعد حال لينتهي المصير في مصب قبور كمصب الأنهار ..  وذلك المصب دائماَ يذكر بالنهايات لتفقد النفوس ملذاتها في الحياة على الدوام  .. ويوماَ بعد يوم يتواجد في موانئ الرحيل من ينتظر الدور وينتظر باخرة سفر بغير عودة .. والذي يودعه يعلم يقيناَ أن المسافر مفقود في قوادم الأيام ..  في سفر دون عودة حيث رحلة الأبدية في مدار الأقدار  ..  والنهايات تلتقي عند خط لا عودة بعده حيث ينتهي بحافة الوجوم والسكوت  .. أضرحة وقبور بأهلها ممنوعة من همس الكلام .. وذلك الصمت سر يعـجز العقل ويعجز عبقرية الإنسان .. والأسرار في برزخ النهايات تترك خلفها أسئلة محيرة تربك الأذهان  ..  أين الذين صالوا وجالوا ذات يوم ثم ركبوا سروج الرهـان  .. رحلوا وكأنهم لم يكونوا ذات يوم ودخلوا في عوالم النسيان .. يتركون خلفهم أسئلة تدور في الأذهان كيف حكمت بهم الأعمال وكيف كانت نتائج الامتحان ؟؟ .

ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 319 مشاهدة
نشرت فى 3 إبريل 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,558