بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(  المعـــرة   )   ؟.؟؟؟؟؟؟؟

 

هي دولة عظمى  (   بمعيار ) الظنون .. كما أنها دولة عظمى ( بمقدار ) الظنون .. في ناحية نجدها هي تلك الدولة القوية بعلمها وإمكانياتها .. وهي الدولة الأولى يوماَ من الأيام وضعت أقدامها فوق جبين القمر .. لتتخطى بالبشرية إلى آفاق الفضاء والعلوم  ..  وقفزت بالعالم إلى مسافات المستحيل .. ولها المزيد والمزيد من الأفضال للبشرية وتلك حقيقة يجب أن تقال .. كما أنها هي التي بدأت أولى خطوات الطيران والفضاء  وعلمتنا كيف نمتطي الهواء لنختصر المسافات  .. وكانت تلك الخطوة أيضاَ من أعظم الانجازات التي أفادت البشرية ..  كما أنها في مجالات شتى من أمور البحوث العلمية والمعرفية كانت سباقة وأفادت واستفادت .. وهناك المئات والمئات من الطفرات التكنولوجية التي قدمتها تلك الدولة للعالم .. وخاصة في السنوات الأخيرة .. فهي تنطلق في كل مسارات العلم والحداثة بخطوات سريعة شارفت سرعة الضوء .. غير أن لتلك الدولة نواحي أخرى قاتلة ..  فكما أنها تتعالى بتلك السرعة الجنونية نراها تسقط وتأخذ العالم معها  نحو الهاوية بنفس السرعة .. وعيوبها كثيرة فاقت رمال الأرض .. ومن أعظم عيوب تلك الدولة أنها تفقد معاني الأخلاقيات المسبوقة في الأمم السابقة .. وهي دولة تبيح كل قبيح متى ما نادى بها الفرد باسم الحرية .. صورتها كالحة في الأذهان بفوضى الإباحية والإفراط .. بغاء وشذوذ وقمار وعربدة .. وهناك قائمة من الموبقات التي لا تعد ولا تحصى .. ثم هناك الناحية الثانية العويصة في نواحي الأخلاقيات المتردية حيث أنها بدأت يوم أن بدأت خطواتها في عقر دارها بالقتل والفتك والإبادة الجماعية .. ثم في مراحل لاحقة بدأت بأخلاقيات الاستعباد والرق لتثري مزارعها الشاسعة حتى تقوم اقتصادياتها فوق جماجم البشر ,,  وهي الدولة الأولى التي خرجت عن أخلاقيات الحروب الكونية .. حيث قابلت معارك الند بالند المتعارف عليها عسكرياَ بين جيوش العالم بممارسة نوعية من الحرب الغير أخلاقية لأول مرة في تاريخ العالم .. حيث قابلت الند العسكري العالي التي اكتسحت ميناء بيرل هاربر بندية الإبادة الجماعية بمئات الآلاف في لحظات قليلة حيث في هيروشيما وحيث في نجازاكي .. ففي حرب الميناء نجد الدمار دمار عسكري بالمعنى المتعارف عليه من أقدم العصور في المعدات وفي الجند ..  ولا تدخل فيها موبقات القتل للأبرياء من بني البشر ..  أما هناك في أتون هيروشيما وناجازاكي فنجد الأتون تحرق كل العلامات التي تمنح الحياة للبشر وللشجر .. والهدف كان مقصوداَ بالمعنى الصريح المصاحب بالجرأة .. أي كان الهدف هو البشر وليس تدمير المدن أو الأماكن الإستراتيجية .. وذلك حتى تنال نصراَ سريعاَ واستسلاماَ .. ضارباَ بذلك الأخلاقيات العسكرية بعرض الحائط ..  وكان ما كان ..  وتلك تمثل أسوأ شهادة تتهرب منها جيوش العالم ..  فقد تنصلت تلك الدولة عن أخلاقيات الحماية لمن يستوجب من النساء والأطفال .. وتلك السنة التي تخالف الأعراف العسكرية قديماَ وحديثاَ .. وقد أنكرتها أمم العالم في الماضي وفي الحاضر  .. غير أن تلك الدولة العظمى تتخذها نهجاَ عند المحك حتى تاريخ اليوم في حروبها .. ومع أنها تحس بنوع من الاستحياء إذا وردت في السيرة أخلاقيات الحروب العسكرية .. فهي قليلاَ جدا جداَ ما تتحدث عن  ( هيروشيما وعن ناجازاكي ) .. وتخشى أن تتوسم تاريخها العسكري كما توسم غيرها بالمحرقة النازية ..  ولكن التاريخ لا يرحم ولا يقبل التلوين .. ثم هناك الجانب السلوكي والأخلاقي في مسار تلك الدولة العظمى ..  وذاك الجانب هو من أسوأ الجوانب التي شهدتها الإنسانية في مسار البشرية ..  فهي تفقد في قواميسها معاني العدالة والإنصاف والأحقية .. وترى ( الحق ) بأنه هو ذلك المنال الذي يكون بالقوة أو بفرض الواقع ..  وتلك السنة هي بدأت بها المسار عند مولدها مع جماعات الهنود الحمر .. ولا تزال تتخذها نهجاَ حتى تاريخ اليوم  .. وتلك كروت الفيتو التي نصبت مراراَ وتكراراَ في مجاراة الظلم والهضم .. فهي لا تبالي بعدالة تشرف العظمة لدولة عظمى كما تسمى  .. ولكنها ترى أنها محقة ما دامت هي تلك القوية .. أما الأخلاقيات وسلوك الحضارات الراقية فتضرب بها عرض الحائط كعادتها .. وكم وكم جاءت الويلات لشعوب الأرض من تلك الدولة حيث فيتنام والعراق وأفغانستان ومواقع أخرى كثيرة في العالم حيث تركت تلك الدولة العظمى فيها علامات القتل بالأعداد الكبيرة .. واقترن اسمها بالدمار والقتل أينما حلت وأينما ارتحلت .
         .والخلاصة أن تلك الدولة العظمى لها أفضال كثيرة على البشرية .. وقد استفادت البشرية منها كثيراَ رغم جرأتها المشوبة بالعيوب والتناقضات القاتلة .. في مجال العلوم وفي مجال التكنولوجيا وفي مسارات أخرى كثيرة .. ولكنها في نفس الوقت تملك كل موبقات ( المعـرة ) ..  و( المعـرة ) في اللغة أخذت كل صفات التنفير والقبائح .. ونالت كل نعت تكرهه النفس .. فالمعرة هي الأذى ..  هي الإثم .. هي الخطيئة .. هي الجناية .. هي العيب .. هي المكروه .. هي الإساءة .. هي الأمر القبيح .. هي الخيانة .. هي المسبة .. هي الشدة في الحرب .. هي ( عبوس الوجه ) .. هي ثمن دم القتيل  .. هي ما تسلبه الجنود من حقوق الغير بغير حق .. ثم  ( المعرة ) هي الأرض الجدب قليلة النبات .. ثم ( المعرة ) هي الكوكب دون مجرة .. وهناك نعوت أخرى للمعرة .. وقد نالتها تلك الدولة العظمى وحملتها فوق ظهرها بجدارة .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة
نشرت فى 3 إبريل 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,576