بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 التنــازلات     ؟.؟؟؟

مشوا في الدرب يوماَ حرفاً بحرف .. وقد اقتبسوا من نور الفضيلة والمحاسن .. أوامر مثلى تمثل ونواهي من الموبقات تمنع .. وفرضوا أحكام شرع الله في كل الأمور .. في الحكم وفي السياسة وفي المعاملات وفي العبادات وفي العادات والأخلاقيات ..  وأتبعوا أمر السماء نصا وروحاً فأوجدوا السعادة في حياةَ دنيا رغم أنها زائلة وعملوا بجـد من أجل سعادة هي في أخرى قادمة ..  والحرص الشديد منهم على المضي في ذاك المسار النوري كان هو السبب في أيجاد بيئة فاضلة مثلت يوماَ تلك الصفحة الناصعة البياض في تاريخ البشرية ..  ثم بدأت علامات التراخي والتراجع من البعض .. وظهرت خطوات التخاذل والتقاضي عن المذلات .. وكل خطوة شائبة تتم كانت تجد من يتشدد في محاربتها وتجد من يتسامح فيها بالقول ( لا تشددوا فيهربوا ) .. ومن تلك الخطوات بدأت علامات التنازلات .. خطوة تلو خطوة .. وكل مرة كان هناك من يتشدد وهناك من يردد نفس المقولة ( لا تشددوا ) ( يسروا ولا تعسروا ) .. فبدأت التنازلات في الأول في مسار النوافل ثم في مسار السنن ثم أخيراَ نراها في مسارات الواجبات والفرائض .. وتلك هي لعبة إبليس اللعين في مسايرة الأحداث وكسب المزيد من الأرضية   .. في البداية كان الحرص الشديد على تطبيق أحكام شرع الله نصاَ وروحاَ في المجتمعات وفي كل المسارات  .. ثم تراجعوا لتكون تلك الأحكام محصورة فقط في أمور الأحوال الشخصية  .. ثم تراجعوا لتكون الأمور محصورة فقط في أمور العبادات ولمن استطاع إليها سبيلاَ .. وعطلوا الكثير من العقوبات الشرعية الحدية والجزائية ليسايروا الزمن كما يدعون .. وهم يرون أن تلك العقوبات لا تليق وروح العصر ..  ورويداَ رويداَ بدئوا يبتعدون عن مسارات العقيدة .. متحايلين بأسباب واهية تعني في النهاية كماَ هائلاَ من التنازلات .. ومع ذلك فالكل يرفع شعار الإسلام ( وبغير إسلام  ) حتى يكسبوا أرضية ينالوا بها نفوس المسلمين  .. ويصرون على أنهم على نهج الإسلام .. وهم ليسوا كذلك .. وأخيراَ تركوا كل النصوص لتمثلها جملة واحدة في دساتير البلاد تقول  ( الإسلام هو المصدر الأول للدستور ) .. وتلك الجملة نراها متوفرة في أي دستور من دساتير البلاد الإسلامية .. ولكنها غير مطابقة للحقيقة إنما هي جملة فقط لتجميل ماء الوجه ..   فإذا راجعت معظم الدساتير اليوم نجد تلك الديباجة فقط للتمويه ومنافية للحقيقة .. وهناك اليوم الكثير من الساحات التي تفقد كل علامات العقيدة كفرض دستوري .. إنما المتوفر فقط هو اجتهادات المسلم الذاتي في إكمال عباداته بالكيفية المتاحة .. ثم مع مرور الأزمان أصبحت الأمور عادية رغم مخالفاتها لأوامر الله صريحاَ ..   ورغم مرارات التجارب التي تجلب الكثير من تلك الظواهر الموبقة والفواحش القاتلة .. ثم بالرغم من كل ذلك نجد من ينادي حتى هذه اللحظة بأن الأمور تسير من خير لخير .. فأي خير في معصية الله جهراَ ثم نفاقاَ ؟؟!! .. ومن ينادي بذلك إنما يساير الغفلة ويقع في حبائل إبليس اللعين ثم يخدع نفسه  بأن الأمور على ما يرام ..   والمحصلة في النهاية ما آلت اليها أمور المسلمين من ضعف وقلة حيلة وشتات .. ثم المزيد من مظاهر الموبقات التي تجتاح العالم .

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 121 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,676