بسم الله الرحمن الرحيم
ظواهر بدأت تضرب هنا وهناك ؟.؟؟؟؟
القيم النبيلة تركناها لنرتاد موائد الأمم .. نبتغي شأناَ به نستبدل الأفضل بالأدنى .. وبأجيالنا نرتاد تلك المحافل بتلهف وشغف .. ونتشبث بالمبذول منهم ونعضعض عليه بالنواجذ .. والمبذول منهم سلة تحتوي السيئات والقلة من الحسنات .. وسيئاتهم تقشعر لها الأبدان .. وقد يفرض المنطق والعقل جدلاَ بأن لا نتقوقع وننكمش والعالم من حولنا يتمدد ويتوسع .. فإذا كانت الحكمة بضرورة التلاقي فلا بأس أن نأخذ منهم المفيد من المعارف والعلوم والتكنولوجيا والمحاسن في الأفعال والأقوال .. ولكن ليس شرطاً أن نمشي فوق خطواتهم شبراَ بشبر وباعاَ بباع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلناه .. فهناك في خطواتهم الويل والهلاك المميت .. وساحاتهم تعج بالكبائر من القبائح وهي مدعومة بالقوانين الوضعية تحت فرية ( حرية الفرد ) .. ممارسات بعيدة جداَ عن الأخلاقيات التي عرفتها الأمم الراقية من قبل .. وهي بالتأكيد منافية لمناهج الأديان السماوية السامية .. والأجيال الحالية نراها وقد أقبلت إليهم بانبهار شديد .. وترى فيهم أهل تقدم وازدهار كما ترى في حاضرها ذاك التأخر وظواهر التخلف والرجعية .. فهنا نظرتهم عن مجتمعات تمثل بواقي الماضي القديم .. وهناك نظرتهم عن عالم التفوق والجديد والابتكار والانطلاق دون قيود الأديان والأخلاقيات والتقاليد .. والمحصلة في النهاية محك في الأخلاقيات والمثاليات .. تلك المثاليات التي تعاني اليوم من أشد أنواع المحاربة والمطاردة .. وأصبحت على وشك الرحيل كفرس جامح يريد الانطلاق إلى المجهول ولا تمسك برسنه إلا قلة من الأيدي الحريصة .. وتلك الأيدي تقل يوماًَ بعد يوم حيث أجيال قديمة ترحل وأجيال جديدة تقدم .. وقد يأتي يوم فيه تصبح تلك المثاليات من علامات التفكه والتندر .. ومن علامات الاستحياء بعكس المدلول .. وعلى الدنيا السلام .. قبل أسابيع قليلة كتبت الصحف المحلية في دولة إسلامية عن طقوس جرت في احتفال لشباب بمناسبة زواج مثليين وبالطريقة الغربية المعهودة .. وتلك الظاهرة ليست هي الأولى في المجتمعات الإسلامية بل هناك أكثر من ظاهرة مماثلة جرت من قبل هنا وهناك .. وفي محك التردي أيضاَ تلك الحكاية المؤلمة عن مجموعة من الشباب التي تدعي أنها مسلمة بحكم تواجدها في مجتمع إسلامي عندما قاموا بمحاولة اغتصاب فتاة في ميدان عام والتحرش بها .. وما زالت القضية أمام المحاكم .. وهناك عشرات الظواهر التي جلبتها الهرولة خلف موائد الآخرين .. ومعظم البلاد الإسلامية تحكمها اليوم الدساتير والقوانين الوضعية .. وتـلك التي تدعي أنها تحكم بالشريعة الإسلامية نراها تعلن ذلك على استحياء .. ودون أن تتقيد بالأحكام الشرعية نصاَ وروحاَ .. وقد تجري فيها الأحكام الشرعية على القلة الضعيفة ثم إذا سرق القوي أو خالف شرعاَ فهو ذاك الممنوع من العقاب .. بل نرى في بعض قياداتها التململ الظاهر حيث الكل يريد التخلص من قيود سماوية تجلب الحروب من العالم حوله .. ويظنون أن الأمر يتوقف عند حد المجاراة وتتبع خطواتهم ويجهلون أن الأسوأ هو القادم .. حيث لن يرضوا حتى نتبع ملتهم .. وإذا سارت الأمور بنفس المنوال الحالي دون التنبه ودرئ المخاطر المحدقة فالذي يحيا سوف يجد يوماَ أن الملايين من الناس وقد أتبعوا ملتهم .. ولا حوله ولا قوة إلا بالله .
ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش