بسم الله الرحمن الرحيم
الحيـرة والبوصـلة المفقــودة ؟.؟؟؟؟؟
الخاطرة على لسان أحدهم :
قـال :
أمشتني فوق خطوات الاتزان .. وأرشدتني لسماحة الدرب بعدالة الميزان .. وعرفتني بدرجات المقام .. وأخرجتني من ظلمات التيه والأدران .. وتناولتني بالـود والإحسـان .. وعلمتنـي كيـف يكون الإنسـان .. وزرعت في وجداني معاني التسامح والغفران .. فتكاملت الخصال كتكامل المطرقة بالسندان .. ثم رحلت عني فجأة لعوالم النسيان .. تركتني حائراَ أشتكي من محنة الفقدان .. تركتني وأمواج الحيرة تلاطم نفسي في بحار من التوهان .. أمتطي جواد الشك والتردد ولا أملك قلباً بجرأة الشجعان .. حائراً بين ذلك الماضي في معية القبس وبين ذلك الآتي المبهم في كفة الميزان .. متردداً خائفاً وجلاَ أفقـد الثبات بالاتزان .. فهل أعود للماضي َكما كنت مخيـراً دون قيود الإذعان .. أكسر الأعراف والأخلاق وأسلك مسالك الشيطان ؟؟ .. أم أرتاد خطواتها مقيداَ بأوتاد المحاسن والتبيان ؟؟ .. أمشي فوق آثارها تلك النبيلة التي كانت تقتدي بالقرآن .
واليوم يراودني الشك في ظلمات أفتقد فيها أنوار النصيحة فألتمس الدرب بكف الاجتهاد .. لأجتاز قفاراً كنت أجتازها برفقة الأنداد .. والطائر لا يحلق إلا بجناحين فكيف التحلق بجناح الإنفراد .. مفقوداَ وقد تعودت من يمسك يدي في متاهـات السواد .. ومن تعود الإسناد دومـاً لا يكلف النفـس بالاعتماد .. وخصلة الماضي البعيد قبل الالتقاء بها كانت مسار التيه والإلحاد .. حتى جاءت تلك النبيلة تنادي بمسـالك الخير والإرشاد .. فكم عرجت بنا في سلالم الحسن وعلمتنا مسالك الأمجاد .. وكم نالت بصمتها وحياءها ما لم ينال غيرها بسلاح العنــاد .. شجرة تفيض عطفاً وحناناً كانت تظللنا دوماَ بنعمـة الأعياد .. جاءت ذات يوم حين أقبلت وفي كفها نور تطرد به ظلمــات القلب والفـؤاد .. وأصلحت نفسـاً كانت تمتطي فرس الهوى والفســاد .. ثم رحلت بـلا عـودة وقد تركت قلباَ ما زال حائراً يرى المسالك كلها في انسداد .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش