بسم الله الرحمن الرحيم
ذلك الحــرف ممنـوع ؟.؟؟؟؟؟
أصيبت الناس بداء التعصب في هذا العصر .. والكل يريد أن يسمع الأحب إلى نفسه ولا يريد أن يسمع غير ذلك .. والقول الذي لا يرضي أصبح يوجع وإن كان هو الحق .. والذي يتناول جملة طويلة لا ترضي الآخرين قد يكمل الجملة في القبر .. والجدل بين الناس أصبح منهاجاَ لإظهار العضلات وليس للوصول إلى مضمون يرضي الجميع .. وأزيلت معاني الوفاق والاتفاق والتسامح من أخلاقيات الأمم .. والقوي يمتطي فرس القوة ليدوس بأقدامه الضعيف .. والذي يملك تسعاَ وتسعون نعجة يريدها أن تكون مئة بنعجة الآخرين .. والذي يمسك برسن الجمل المحمل يريد الجمل وما حمل .. والذي بيده مفاتيح خزائن الأمة يريد المحتويات خالصة لنفسه دون الآخرين .. وشعار التساوي وأسنان المشط في المجتمعات أصبح من المضحكات .. والشعار القوي اليوم في الساحات هو شعار المصالح .. والمصلحة ( كلمة ) أصبحت ذات سمة مطاطة تعني النيل بالحلال والحرام .. والأوليات القصوى للقادرين على الوصول لحلب ضروع الدول هي الامتصاص حتى النخاع .. ويعاب على أهل التاريخ من الولاة الصالحين الذين كانوا يشعلون شموع الدولة عند الضرورة ثم يطفئونها عندما يتعلق الأمر بأمور الذات .. فكان ذلك هو نهج الصالحين والآن نرى هنا نهج الفاسقين .. ترادفات من المعاني والظواهر التي تهدم وتهد وتدمر الأخلاقيات في كل المسارات والمعاملات .. في غياب الوازع الديني والأخلاقي والضميري .. وهذا العصر يستنكر المثاليات والسيرة الحسنة ؟؟ .. صفات أصبحت من سلاح الضعفاء .. والتجوال في كل مناطق الأمم لا يبشر بتواجد ذاك المنفرد بصفة الإنصاف والعدل .. ولا يتواجد من يشار إليه بالبنان .. إنما أفضلهم لا يخلو من عيوب تندي لها الجبين .. وتلك أصبحت علامة من علامات الساعة حيث التطاول في البنيان وغير البنيان .. وأمم تشتكي من سوء الأحوال ., وإن تعثرت مليون بغلة في أرض من الأراضي لا يجلب ذلك هماَ أو غماَ لوالي من الولاة .. ويا ليت الأمر توقف عند ذلك الحد من عثرات البغال إنما تعدى لعثرات الخلق في ظروف الحياة .. ثم لا نجد من يبكي ويتحسر على الأهوال .. فقد جفت القلوب صلابةَ ونزعت منها معاني الرحمة .. فهي في الأول والآخر لا تبالي .. وتلك هي لغة العصر السائدة اليوم .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش