بسم الله الرحمن الرحيم
الصفحـة المنزوعـة ؟..؟؟؟؟؟
سافرت في دفاتر الذكريات .. فما بقيت منها إلا الأطلال وأهلها غائبون .. وصور الخيال من الماضي العزيز تلوح في عمق الوجدان بشجون .. في رياض المعاني التي كانت ذات يوم حلماَ من الأحلام .. كانت مرتعاً لقلوب يافعة تعيش نعمة الآمـال .. رسمت بأناملها وخطت في الأرض علامات ود لتدوم عبر الأيـام .. فإذا بالأحداث تمحو تلك الذكريات وتوسمها بويلات المـلام .. علامات جدب وقحط وقليل من صدى الماضي الذي يهمس بكلام .. والرياح ظالمة أزالت حروف الود والشوق إلا حروف الحاء والباء فقد بقيت بسـلام .. وفي السماء كانت النجوم وكانت نجمة تغطي صفحـة السماء بالوئام .. نالت العزة ونالت المقام ونالت الأشواق بكل أطيـاف الهيـام .. قلوب غفلت بجهلها وتناست أن الحياة ظالمة وفيها الـويل بالآلام .. قريرة صغيرة يا ليتها علمت أن الدنيا جدل بضياء وظلام .. كانت تظن الخير في الناس ثم ترسم لوحـةَ بصفاء وتتركها لتداس بالأقـدام .
ودفاتر الذكريات فيها كل ألوان الزمان إلا صفحة مزقت بعـداء .. صفحة عزيزة في النفس تروي قصة القلبين وتحكي قصة الأبرياء .. نزعت ومزقت بأيد الكائدين لتكون عبرة للأوفيـاء .. وللأقدار قـول فيما جرى وقولها حكم يلـزم الإذعان بالانحناء .. فكم من جريح يكتم الآلام ويتقي المذلة بعـزة الكبرياء .. بعيون تدمع ثم ترى أحلامها تنهـب بأيد الغرباء .. لتعيش في كنـف الذكريات وأدراج الريـاح تنوء بالأهـواء .. وما ناح بلبل فوق غصن إلا وقد أوقظ الشجن بالنـداء .. وما فاحت الأزهار عطراَ إلا وفي الماضي كان عطرها في الأرجاء .. وما تغنى كروان شوقاً إلا وأبكى الوجدان بالغنـاء .. وما تراقصت فراشة فوق زهر إلا وتراقص القلب معها باللقـاء .. فكيف تنسى قـلوب أحـلامها وما زالت ذكرياتهـا تنوء بالأهـواء .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش