القطـوف مــن ثمــار الحــكم ؟.؟؟؟؟؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
o هـي الدنيـا أيها الإنسـان :
هـي الدنيـا ..
تمـط الأيـام لتمثل عمر الإنسان ..
أنفاس محسوبة ومعدودة بالقسط والميزان ..
ثم تنكمش الأيام يوماً بعد يوم ليقل العمر بالنقصان ..
والإنسان يبني حائط الآمال وكأنه مخلد يملك السند بالأمان ..
ولا يدري أنه يبني العرش فوق محك زائل هو ذلك الخذلان ..
فإذا تمعن بعقله لأدرك أنه يبني فوق ركام من سبقوه بالبنيان ..
فلو كانت الدنيا لهم دائمة ما تركوها لقادم من بني الإنسان ..
إنما هي الدنيا تلوح بالبشرى وتغري غافلاً بالخلد والجنان ..
وأنت تبني الأماني فوق أرض الأوهام بصحبة الشيطان ..
غفلة وعربـدة وهفوة وضياع وتسويف ونسيان ..
ثم أنفاس تسكت ذات يوم وقد آن الأوان ..
والعمل ذلك العهن لا يثقل الميزان ..
وتلك الندامة والندامة بالخسران ..
إذا لم تكن للعبد توبة وغفران ..
هي الدنيا أيها الإنسان .. هي الدنيا أيها الإنسان ..
هي الدنيا أيها الإنسان .. هي الدنيا أيها الإنسان ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحكيم :
أتبـكي أيـها الإنسان وتشتكي من مجريات الأقدار؟ ..
وأنـت ذلك الجاهـل ولا تـدري خفـايا الأسرار ..
فلو كشف غطاء الغيب للعبد في قدر من الأقـدار ..
ما يختار العبد إلا ما يختار له رب الغيب والأسرار ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجـراس التنبيـه !!
أصوات الأجراس تفرزها النفوس .. فأجراس تدق لتعلن عن قادم جديد .. وأجراس تدق لتعلن عن راحل لبعيد .. وأجراس تدق لتنذر بالوعد والوعيد .. وأجراس تدق فرحاً لقـدوم عيد .. وأجراس تدق حزناً لرحيل ذاك الفقيد .. وأجراس تدق حسرةً على ماض تليد .. وأجراس تدق تحذيراَ لمستقبل أمره شديد .. وأجراس تدق على حاضر يكابده العبد فيه سعيداَ أو غير سعيد .. وللأجراس لها أن تدق كما تشاء فإنها على الأقدار أبداَ لا تحيد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زارع وزارع !!!
هنالك من يزرع خيرات الأرض لتحصد الناس فوائد الإنماء .. وهنالك من يزرع الفضائل بين الخلائق ليحصد الشكر والثنـاء .. وهنالك من يزرع السلام والوئام بين الناس ليكون من الكرماء الأتقياء .. وهنالك من يزرع المفاسد والموبقات بين الناس ليحصد الناس ثمار الشرور والبلاء .. وهنالك من يزرع الأطماع في القلوب حين ينهب الخيرات لتدخل الناس في قتال وعـداء .. وهنالك من يزرع الشقاق والفتن والموت في أمة كانت تعيش في هناء .. فالكل يزرع ولكن ليس كل من يزرع هو الذي ينفع الناس بالعطاء ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المواليـد مـن أرحام اللســان
رب كلام مولود بطرف اللسان يجرح يه القائل بريئاَ فيكسب الإثم ويكون مخلداَ في النار يوم الحساب ..
ورب كلام فاحش يقوله القائل في ساعة طـرب ومزح ولهـو ومجون فيردده أهل الفسوق والألقاب ..
ثم يصبح القول ديدنا يردده الآخرون ليلاَ ونهاراَ .. فيكسب الإثـم بكل حرف وفي الآخرة ذاك العقاب ..
ورب قائل يفسد الود بين الأخلاء ويشعل الفتنة والأحقاد في الأنفس فيكون الشقاق والخصام والخراب ..
ورب قائل يبذل القول فجوراَ حين يغضب فيكون ذلك المنافق الـذي يبدي النفاق عند الخصام بالسباب ..
ورب خائض يخوض في أعراض الأبرياء الأتقياء فيزرع الشك في ساحة الطهر والعفاف بغير أسباب ..
وتلك حصاد الألسن قاتلة حين تجـرح الناس وتكون علقماَ بطعم الزقوم الذي يوجع الحلوق بالاكتئاب ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التســويف بأمنيات الغــد !!
أغلب الناس يخدع النفس حين يؤجل التوبة إلى الغـد ..
فإذا جاء الغد قالت الأنفس تلك جولة أخرى مع غد غير هذا الغد ..
فيأتي الجديد من الغد ثم يذهب كغيره دون فائدة تعني الحزم والجد ..
ليكون حاضراَ ثم ليكون أمساَ ثم ليكون ماضياَ دون ذاك الحـد ..
وتتوالى تلك الأيام تباعاَ والرجاء ما زال متعلقاَ بالآتي من الغـد ..
ودائرة الأمنيات تدور بحبال الغد حتى تكل الحبال من كثرة المد ..
ثم فجأة يعلن العمر أن الخزانة قد خليت من أرصدة ذلك الغـد !!!..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاديـر !!
الأنهار لا ترتد للمنابع بعد أن تكمل المشوار ..
والألبان لا تعود للضروع بعد الحلب والمدرار ..
والموتى لا يعودون أحياء من القبور للديـار ..
وأرحام الأمهات لا تقبل استرجاع مواليد الصغار ..
والسحب لا تملك استرجاع نوازل الأمطار ..
والرمـاد لا يعود خشـباَ بعد الحـرق بالنار ..
والشباب لا يعود بعد الشيب والمشيب والضعف والانهيار ..
وسنوات العمر لا تعيد الخطوات والسيرة بعد الرحلة والأسفار ..
فتلك سنن الحياة لا تعرف التراجـع حين تحكم الأقدار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين يراوغ الإنسان !!!
كان الإنسان أكثر شئ جدلاَ .. كل ممنوع ومحظور ومضر هو ذلك المرغوب في فطرة الإنسان .. وكل متاح مباح حلال مبذول هو ذلك الذي يمله الإنسان .. وأسواق الموبقات والفواحش محاطة بالأسوار وبالزجر وبالمنع ولا تنال إلا بعد المشقة والأثمان .. ومع ذلك يتلهف الإنسان ليكون في المعية خلف السياج يخوض مع الخائضين .. وتلك أسواق الفضائل وكمال المحاسن والأخلاق والعفاف مباحة ومرتاحة مبذولة بغير مشقة أو أثمان ومع ذلك تشتكي من ندرة الإنسان في أروقتها .. ذلك الإنسان الذي يفقد شهية الحلال ويتوق لشهية الحرام .. وتلك بيوت الله تشتكي من قلة الصفوف وندرة الرواد .. في الوقت الذي فيه يتزاحم الناس في محافل اللهو والمجون والأهواء .. وتلك المكتبات العامة في كل البلاد تنوء بأروع كتب المعارف وفضائل العلوم .. مبذولة بغير أثمان ولا شروط ومع ذلك لا يرد في ساحاتها إلا قلة من الناس على استحياء .. في الوقت الذي فيه كتب الإباحية والصور المفضوحة تتداول تحت الأرض وخلف الدهاليز رغم قيود الزجر والمنع .. ومع ذلك فإن الناس تجتهد بشغف وتلهف لاقتنائها والحصول عليها !! .. فالناس تظلم نفسها حين تركض خلف المعاصي التي تورد النار والعياذ بالله .. كما تتجنب تلك الفضائل التي تؤرث جنة عرضها السموات والأرض !! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطوات الشيطان تلاحق خطوات
تجري المفاسد اليوم في العالم كالسيل بما كسبت أيدي الناس .. والعالم اليوم ليس بذاك المهد المطمئن الذي يلجأ إليه الإنسان وينام فيه بملء الجفون .. والخطوة تستلزم الحذر والحيطة من ألغام ومؤامرات وكيديات العصر .. وحتى طفل المهد عندما ينام يجب أن ينام بعين تطمئن وأخرى لا تطمئن .. فلا تخلو مسارات العالم من مساس المخاطر ومزالق الأسافل .. والدماء الطاهرة في الماضي أصبحت اليوم خبيثة ملوثة محقونة بأيد الغدر والخيانة .. ومشبوهة حيث تلاشت عنها صفة النقاء والصفاء .. فذاك الأخ اليوم هل هو ذاك الأخ الحبيب الذي كان بالأمس .. وذاك الخل الذي كان يمثل الوفاء ذات يوم هل هو يحمل نفس جينات الإخلاص في الماضي .. أم هو مسخ من رحم الحاضر الذي يشاطر ويشرب من جداول الشيطان ويطعن من الخلف .. تتنزل وتسود اليوم في ساحات العالم هوابط الأخلاق وتتلاشى عنه محاسن المعاني الرفيعة .. ويوماً بعد يوم تهرب وتبتعد الملائكة عن رياض الفضائل ومراسي النبل والشرف .. لتحل محلها في الأرض ندوات الخبائث بأيد الشيطان وأعوانه .. العفة والبراءة ومحاسن الأخلاق والتقاليد بدأت تلملم أغراضها لتغادر إلى وجهة الماضي المجهول .. والناس في الحاضر على غفلة .. أو في نشوة هم سكارى بخمر يقدمه الشيطان على غفلة .. في الشرق وفي الغرب وفي كل أرجاء العالم تتقدم مخاطر المفاسد باسطاً ذراعيه بالسيطرة والقوة .. وتتراجع وتتأخر محاسن الأخلاق والأديان مدحوراً مخذولاً . ويندر من يحتمي اليوم جاداً إلا بستار وجدار الدين الحنيف والعقيدة السمحة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاختيـار حســب المعيـار !!!
لا تشتكي ولا تتظلم حين لا تخالفك الحظوظ مثل الآخرين .. والحياة فرص ومعطيات لا ينالها الإنسان بالكامل .. وكل ألوان الثمار ليس متاحاَ للقطاف .. والإنسان قد يصاب بحالة الحرمان حين لا يملك حجة التنافس والمفاضلة مع الآخرين .. وتلك المفاضلة واردة ومشروعة ومباحة حين تحكم المؤهلات والمقدرات والمهارات .. ويقال في الأمثال : ( المنخل لا يلام حين يسقط الصغائر ويحتفظ بالكبائر ) .. والعاقل الفطن هو دائماَ من يكد ويجتهد ليمتلك عدة الكبائر ليتخطى حواجز المصائر .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش