بسم الله الرحمن الرحيم
إلى متـى تـلك الحــرب ؟.؟؟؟؟
محنة كبيرة فاجعة بأثمانها المكلفة والمجهدة .. يواجهونها بتحدي مقرون بالغرور .. قالوا هي معركة قد طالت عن أمدها المقدر بالانتهاء .. وأخذت تكلفهم المليارات من الدولارات في الثانية الواحدة .. ومع ذلك يصرون ويرون أنهم في الطريق السليم .. وهم ليسوا كذلك .. ولا يبين نصر لهم قريباً يشفي صدرهم .. وساحات المعركة تتسع يوماً بعد يوم .. والأرحام تجود بالمزيد من الجماعات والجماعات .. معركة لا تظهر لها نهايات في القريب العاجل .. والسبب ليس لعلة في الأساليب الحربية أو لقلة في الإمكانيات .. ولكن السبب يكمن في عدم الرجوع للحق ومعرفة الأسباب الأساسية لتلك الحرب ومعالجتها .. وإلا فإن الخسارة في الأنفس والأموال وفي تعثر عجلات التنمية في تلك الدول التي تحارب كانت كبيرة وسوف تكبر مع السنوات .. هم يرون أنهم قادرون على الوصول للحظة نصر حازم بعدها يحتفلون بالقضاء التام على ظاهرة هي أكبر من مما يعتقدون .. بدأت طائرات الاستطلاع تحلق في بداية الحرب الصامتة فوق مساحات قليلة مشبوهة .. وظنوا أنهم قادرين على إخماد أهلها في سويعات وأيام .. ولكن دارت الدوائر .. واتسعت المسافات وتنوعت .. وانتشر الصراع كالنار في الهشيم .. لا تنحصر الحرب حاليا فوق جبال تورا بورا .. أو آفاق أفغانستان وباكستان والدول المجاورة .. بل انتشرت لتكون في مناطق بجنوب الجزيرة العربية ثم بالصومال والدول المجاورة .. وبالأمس كانت الطامة الكبرى عندما أعلنت تلك الدول الكبرى أنها الآن تخوض حرباً شرساً بطلعات طائرات الاستطلاع والمراقبة في امتداد الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا .. وهناك المزيد والمزيد من جماعات وجماعات تؤكد مولدها وتواجدها .. وأن المساحات الحالية في مراقبتها ومحاربتها كبيرة ومكلفة للغاية .. والخشية في امتدادات متوقعة لعمق القارة حيث مناطق شمال نيجيريا والدول المحاطة .. والسؤال البديهي إلى متى ستكون تلك الحروب .. ولماذا لا تعود تلك الدول لمفهوم المنطق والعقلانية في معالجة الأمور .. وتعود لأسباب الحرب الأساسية .. يوم أن كان المقتول مع القاتل في خندق واحد على أمل العدالة .. ثم كان الظلم والإجحاف .. والوقوف مع ظالم مغتصب طوال الوقت دون مراعاة لظلم الآخرين .. تلك الحرب التي بدأت يوم أن أصبح التحيز والدفاع عن الغاصب دون تراجع أو مفاهمة لشعور الغير من المظلومين .. يوم أن أصبح حق الفيتو جحيماً لا يطاق في كبت العدالة وهضم حقوق الآخرين .. يوم أن أصبح السياسة السائدة في العالم هي سياسة حكم القوي .. وسياسات الرضوخ لشريعة الغاب .. بدأت تلك الحرب عندما أبت ورفضت نفوس أبية أن تسكت في قول الحق .. بل قالت ونادت بالعدالة .. ولكنها حوربت وأحجمت .. وعندما حوربت حاربت ببسالة .. ولم تنحني لحظة في مذلة .. والذي يدافع عن الحق من أي موقع هو على الحق دائماً .. ولا تضره ألقاب الشبهات شيئاً .. والأمل دائماً في أحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة في سبيل الله .. وهم كذلك ما أرادوها حرباً وما أرادوها فتنة ولكنهم أرادوها حقاً وإنصافاَ وعدالةً .. فكان الجزاء لهم الحرب بغير هوادة ولا رحمة .. وهم يرون واجب الاجتهاد بالجهاد وما النصر إلا من عند الله .
ساحة النقاش