بسم الله الرحمن الرحيم
دنيــاهم وأعيـادهم ؟..؟؟؟؟؟؟
ما بكينا يوماً لزينة أعياد لهم فاتتنا أفراحها .. وما رأينا تلك الدنيا التي يرونها دار قرار تستوجب العمل من أجلها .. في ليلة هي الكبرى لديهم يقف العالم يترقب اللحظات والثواني ليكون حلماً واستقبالاً لعام جديد .. ثم إذا دقت الثانية الأولى من العام الجديد أنتفض العالم في كل المعمورة بصيحة عالية .. بعدها الرقص والفرح والمجون والسكر والفحش والعربدة حتى بزوغ الشمس .. وقد تطول الساعات و الأيام في المعاصي ومحاربة الله .. عالم ينسى من أوجد الكون وأحكم الثواني والدقائق والساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنين .. ثم يجاري الخالق بالمعاصي والكفر والجحود والنسيان .. وعندما تدق اللحظة لا يفكر أحد بمن أوجد اللحظة وأدار الكون بدقة عجيبة .. تلك السنين التي تأتي بمقدار ولحظة ثابتة ودون خلل في المعيار والدقة منذ خلق الكون .. وسبحان رب العرش العظيم .. الذي خلق فأبدع وقدر فهدى .. وكل حركة في كون الله آية تؤكد قدرة الله .. وإعجاز يستوجب العقول السليمة بالتفكير فيه بتعمق ثم الإيمان بالله .. ولكن كم وكم من الناس ومن الأمم من يعيش الهوامش كالأنعام .. يأكل ويشرب ويتمتع جاحداَ لا يعرف لله فضلاً .. ولا يبذل لله حمداَ أو شكراً .. يل يقابل الإحسان بالنكران .. ولا يكتفي بذلك إنما يتفاخر ويجاهر الخالق بالعصيان .. ويأتي من الفواحش والكبائر ما تقشعر لها الأبدان .. ولا يخاف من يوم يشيب له الولدان .. تلك دنياهم التي يرونها قد بلغت أوج التقدم والعمران .. فلا تبهرنا إطلاقاً زينات تلك الليالي من بالونات الأنوار والألوان الزاهية المتلألئة .. والألعاب النارية التي تعانق صفحة السماء في كل أنحاء العالم .. ترسم أشكالاً من الزيف في الفضاء ثم تختفي آثارها بعد حين .. مما يلمح للعاقل والمفكر بأنها تمثل تلك الدنيا التي تغطي الحياة بالأمنيات الزائفة ثم تختفي كما تختفي تلك الأنوار في ظلمة السماء .. ولا تكون وفية ودائمة تقبل الرهان بالبقاء أبداً .. إنما هي الدنيا تترك الناس عند الشدة والمحك حيث النهايات بمقدار الإيمان بالله والعمل الصالح الذي يرجح كفة الميزان .. تلك دنياهم يتمناها البعض منا .. ويرى أن الحياة هي تلك المباهج الزائفة التي هم فيها .. ويرى الخطوات هي تلك الخطوات التي هم عليها .. ويا ليته علم الحقيقة بأن الدنيا خادعة يتخذها الشيطان مركباً يطلب الرفقاء فيها إلى النار .. ويجتهد في تحقيق قسمه لله يوم أن أقسم قائلاًَ :
بِعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فِيهِمْ
فكيف تبهجنا أعيادهم تلك التي اقترنت بالمعاصي والفحش والكبائر .. وقد يرقصون ويفرحون كثيراً .. ولو أنهم علموا الحقيقة لضحكوا قليلاً ولبكوا كثيراً .. والتماس بظل شجرة بواد أو صحراء غير ذي زرع أو ماء طلباً في طاعة الله وهروباً من عصيانه خير من اجتهاد للوصول لتلك الدنيا من اجل الرقص والمجون والفواحش ومخالفة أوامر الله .. حمانا الله وإياكم من ديار هي معاقل للشيطان .. ووقانا الله وإياكم من أعياد إذا اقترنت بعمل السيئات .
ـــــ
الكاتب السودان / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش