بسم الله الرحمن الرحيم
لقــد مــرت بالنافـذة ؟...؟؟؟؟؟
العقل تمام في وعيه وإدراكه .. وليس هناك شائبة في صحة وعافية الوجدان .. ولكن سافر العقل في عمق الماضي .. إلى محراب ذاك اليوم في صفحات الأيام .. ولسبب يجهله يتكرر الحال .. فلماذا تطل فجأة رياح الذكريات من عوالم الماضي لتحتل مسرح الحاضر .. وعلى خشبة المسرح فجأة تقف أناس هم عزاز إلى النفس .. كانوا ذات يوم .. غياب بالأبدان .. ولكن دائماً هم حضور في الذكريات .. والخيال يتمثل كالحقيقة في جمال الصورة .. وروعة العفة .. ونقاء السيرة .. حتى العطر منها تصدق الحاسة به برغم الغياب .. فعجبـاً لذلك الوهم العالي في المقام .. الطلعة نور بالبهاء .. والوجنتين درر تشع بالنقاء .. والعيون لمعة بالصفاء .. والمقلتين سبحان من أوجد هالة السماء .. والشاعرية تكتمل عندما يعرض الخيال تلك البسمة التي كانت ذات يوم .. فيبتسم في وحدة دون وعي وإدراك .. وفجأة يتنبه لذاك الخلل ثم يتوارى خجلاً .. ويختلس النظرات في الجوار هنا وهناك .. فهل هناك من عيون تراقب الابتسامة ؟؟ .. ثم يجتهد في قتل تلك الابتسامة .. وحتى يبتعد من ساحات المس والجنون . ويتكرر الأمر .. وبدوام الحال هو داخل في ساحة المس والجنون برغم الإدعاء بغير ذلك .. فهناك خيط رفيع يفصل .. فذاك مجنون يقر ثم يستسلم .. وآخر مجنون ولكن يرفض ولا يقر ثم يستنكر .. والأمر سيان .
قالت له ذات مرة .. والقول منها مرة .. ولكن في الذكريات قيلت ألف مرة .. ( هل ستذكرني إذا غبت يوماً ؟؟ ) .. والقلب منه يجيبها ألف مرة .. ويرددها ألف مرة .. ( وهل نسيتكم لحظة حتى يستدعي الأمر إعادة الذكريات !!؟؟؟ ) .. ويقول في نفسه مـا هذه الدنيـا !! .. لحظات السعادة فيها لمحات .. ولحظات التعاسة فيها ألف ساعة .. والأزهار فيها دائماً تبخل بورودها الزاهية العطرة .. بينما تتوافر في ساحاتها نبات العشر والحنظل وذات الشوكة .. والسموم بالرمضاء في أجوائها .. بينما الندرة في الغيوم والأمطار .. وأهل الجمال وأهل العزة فيها غاليات نادرات .. بينما تعج محافل الأرض بكثرة المنقصات .. فيهرب بقلبه المسكين إلى أتون الواقع ليعيش في خيال الذكريات .
ثم فجأة استيقظ الحالم .. وأنتفض كالمجنون واقفاً .. وركض إلى خارج الغرفة .. وهو يقسم .. ويكرر القسم والقول .. ويتكلم وحيداً وينادي ويصيح .. إنها هي !! .. إنها هي !! .. لقد مرت بالنافذة !!
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
قالت له ذات مرة .. والقول منها مرة .. ولكن في الذكريات قيلت ألف مرة .. ( هل ستذكرني إذا غبت يوماً ؟؟ ) .. والقلب منه يجيبها ألف مرة .. ويرددها ألف مرة .. ( وهل نسيتكم لحظة حتى يستدعي الأمر إعادة الذكريات !!؟؟؟ ) .. ويقول في نفسه مـا هذه الدنيـا !! .. لحظات السعادة فيها لمحات .. ولحظات التعاسة فيها ألف ساعة .. والأزهار فيها دائماً تبخل بورودها الزاهية العطرة .. بينما تتوافر في ساحاتها نبات العشر والحنظل وذات الشوكة .. والسموم بالرمضاء في أجوائها .. بينما الندرة في الغيوم والأمطار .. وأهل الجمال وأهل العزة فيها غاليات نادرات .. بينما تعج محافل الأرض بكثرة المنقصات .. فيهرب بقلبه المسكين إلى أتون الواقع ليعيش في خيال الذكريات .
ثم فجأة استيقظ الحالم .. وأنتفض كالمجنون واقفاً .. وركض إلى خارج الغرفة .. وهو يقسم .. ويكرر القسم والقول .. ويتكلم وحيداً وينادي ويصيح .. إنها هي !! .. إنها هي !! .. لقد مرت بالنافذة !!
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش