بسم الله الرحمن الرحيم
أوهـام تطـل من عمـق الهوامش !!
مقدار ذات البين عقدة يا ترى .. أم محنة اضطراب في عقل قد أفترى .. ولو تمعن ذلك الحصيف في عمق المقام لأدرك أن أقدامه ما زالت تلامس الثرى .. ومازالت تجول في كنف الأرض ولم تبلغ عنان السماء .. يطال عنقاً بغير لب يمثل سنداَ فهو مثل برج يفقد الدعم وحين يفتري يهوى .. والعين لا تغطي الحواجب مهما طغت فهي ما زالت تحت الحواجب كما نرى .. فالعلم سلاح يفضح زيف الضلال والظلام بين الورى .. شمس تحجب الجهل وتبرز أهل العلم والتقوى .. والجهل يخلق جاهلاَ يفقد الحكمة والعقل وإن أدعى ., أحمق يجتهد ليقهر الصحراء دون ماء أو دليل أو زاد من التمر والنوى .. وهنالك من يتسلق جبال المجد دون سند يعاضد للعلا .. يفقد العلم ويفقد المقام ويفقد الجاه كما يفقد الصيت الذي يبلغه المدى .. فهو مثل صنم من الصلصال يزان شكلاَ وجمالا ثم يعبد بالهوى .. أو مثل جاهل لا يحمل آية من الكتاب ثم يؤم قوماَ في الصلاة ليقرأ عنه المأموم فيركع ويسجد في الثرى .. يتمادى في التعالي ولا يملك من العدة إلا الجهالة والهبالة والبلادة والردى .. لا يملك الحق بمؤهل ولكنه يوجد الحق بالإدعاء حين يرى أنه في الخلق فوق المستوى .. أنفس تتعالى دون وزن ثم تفضح الذات عند المحك حين تقول ويحي أنا .. فهي مثل بالونه في يد طفل يافع يملك قوة الوخز بشوكة لتفنى البالونة في الهواء ولا ترى .. حينها تتساءل الناس جدلاَ أين ذلك الوهم الذي كان قبل لحظات في كف الفتى .. قـد تناثر في الفضاء دون آثار تتساقط فوق الثرى .. وعلة الأنفس أنها لا تعلم ولا تعلم أنها لا تعلم وتلك علة تهلك بالجوى .. ورياض العلم تزان بالتواضع وهوامش الجهل تزان بالقذى .. فعجباَ لأنفس تملك الحق في التيه والتفاخر ومع ذلك تتعالى حين تمسك تواضعاَ وسماحةَ ورضـا .. وعجباَ لأنفس بأوزان العهن لا تملك الثقل حين تتعالى .. تجتهد لتكون في الثريا والأقدام ما زالت في الأوحال تتردى .. معيارها هوامش الدنايا ومقاديرها بثقل قطرات الندى .
ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش