بسم الله الرحمن الرحيم
لمحـة بيــن السحـاب !
ذاك هـلال بدأ لنا من خلف الهضـاب .. يتردد في الخطى ويرائي بالانسحاب .. يتقدم خطوة ثم يتأنى في ارتياب .. يـا بدر كعهدك تراوغ بين الغمـام .. تارة تحتجب وتارة تحت السحـاب .. والعين ترقب الومضة بشوق وترفض لحظات الغياب .. والبحر يأتي بفيضه ثم يمسك في عتاب .. فإذا لاح قرباً فرح القلب في عمق الحجاب .. وإذا ماتت الومضة فذاك العقل في اضطراب .. والحكمة في نفس تعودت كثرة الانقلاب .. وفي عين تراهن بعودة بعد الغياب .. ومهما تردد البحر في القرار فانتظارنا له بالترحاب .. فلا نكل من طول الظلام ولا نعاتب بالاحتجاب .. والصبر منا مرارة نحتسبها يوم الحساب .. كريمة في عطائها مثل مطر وعباب .. وبخيلة في وصالها بالود والاقتراب .. وعفيفة في خصالها نالت بها شهادة الكتاب .. جميلة في وصفها هي درة من جوهر الأصلاب .. نجمة تجول في فلك الكرام والصيت لأهلها بأفضل الألقاب .. تعالت همة وعفة فيا لها من ظبية الهضاب .. يليق بها الدلال نجلاء تجاهر عينها بالاجتذاب .. وفلجة السن زانت الثغر لسن خالف الأتراب .. وصفوة اللحاظ سبحان من أوجد الحسن من صلصال وتراب .. ثم كانت تلك الدرة فاعتبروا يا أولي الألباب .
الخلق في انتظار هلال في شوق واجتذاب .. تتنافس الأعناق لرؤية طلعة من فوق الرقاب .. وقد يجود البحر بفيضه أو يضيع الليل دون فيض في سراب .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش