بسم الله الرحمن الرحيم
يـا بحــر لا تصـدق !!
طيب أنت يا بحر .. وقلبك مفعم بعطيـة الـدفع .. مدراراً تشاطر وتبذل بسجية النبـع .. زاخراً بالفيض وعطائك معصـوم من شـيمة المنع .. وليس كل من يبكي على الشط هو يصدق بالدمع .. وكم من مراء يرائي وقلبـه مشحون بالطمع .. وأنت طيب يا بحر وقلبك ينخدع بجملة السجع .. يجاهرون بالصدق وفي الأعماق يخادعون بالجشع .. ورب صائد يروم العقيق من صيده ويدعي قلة الشبع .. أو طامع في أجنة الأصداف من الآلي ويدعي الهم من كثرة الوجع .. وأنت تصدق الوعد دوماً وترى الدمع صدقاً وينفطر قلبك بالفزع .. ولا ترى عينك تلك الخناجر في الخفاء تجاهر بالقمع .. أتريد صدق القول يا بحر من الشعر ومن السجع .. القوم فيهم من يسلب الموتى أكفانهم لعلمهم بالموتى ولعلمهم باستحالة الرجع .. وفيهم من يسرق العفة غدراَ من عيون البراءة بالقلع ..
مروءة البحر أوكت حبال الوصل بالبر .. وطيبة القلب أوقعت البحر في الشر .. وفيضك يا بحر مبذول في غفلة من الأمر .. وكم من غواص يجوب العمق بالسر والجهـر .. ليأخذ الأسرار ثم يبدأ غداً بالغدر والنشر .. لا تصدق يا بحر فليس كل من يدعي الموت في خطر .. وليس كل من يزرف الدمـع هو بقلب منفطر .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسي محمد أحمد
ساحة النقاش