بسم الله الرحمن الرحيم
دنيـــا الجمــال !!
دنيا الجمال تسافر بغتة وتتركنا في أتون الذكريات .. نراها تلوح بالكف وداعاً في زمرة الراحلات .. تغادر الروح جسداً ليبقى في جملة الأموات .. وتلك لحظات الوداع مقرونة بدموع العين كاسحات .. وسكن الصمت بأرض الروض وغادرت أشجارها الصادحات .. لا نرى إلا فتات الذكريات تناثرت فوق المروج تلاعبها رياح العاديات .. وساحة الحزن توشحت سواداً وملئت بنحيب الباكيات .. والأزهار نكست أعلامها وتلك أعناقها في المائلات .. أين القباب وأين مراتع الأحباب بين الزهور وبين حلل الراقصات .. أين الكناري والقماري وتلك التي كانت تجاهر بالأغنيات .. جلل أصاب الروض هماَ فأوقفت رقصاتها الفراشات .. وتناست رحيقها تلك النحيلات .. والبومة صارت في جوقة النائحات .. رحلت وبرحيلها رحلت ألوان المبهجات .. فجر تلاشى في زحمة الأحزان ونجمة أفلت لنحيا في غيهب الظلمات .. والصبر مقدور إذا وعدت بالوصال يوماً وإعادة تلك الذكريات .. فمتى يعود البدر يوماً لنحيا في جديد الأمنيات .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش