بسم الله الرحمن الرحيم
الفضائل والرذائل !!
من يتسامى بالعفاف يتوشح بوسام القيم .. ومن يتدنى بالشبهات يسرح في مهابط الرمم .. ومساقط الشلال عطاء وفيض وبهجة .. ومساقط الأخلاق خذلان وسيرة منحطـة .. ومهاب ذاك الذي يحق الحق .. ومذل من يتوارى بدين استحق .. شامخ من يزيل الدمع من جفن اليتيم .. وناهب مال اليتيم هو في أصل الجحيم .. يشقى صاحب الطمع في جمع الرزايا .. ويهنأ صاحب الكرم بفضل العطايا .. يتعثر صاحب الزلات بمساقط وزره .. وهامته دائماً للأرض في امتهان .. ويترفع صاحب العفة بعفته ولا يلتفت لسواقط العيون .. وهو دائم التسامي عالي المقام .. مثل نجم يستدل به الأنـام .. هناك من هو شامخ وسامق بدينه وهناك من هو متسلق لهوى الأوثان والأصنام .. أرض المروءة مروج خضراء ترعى بها أحلى المعاني .. وأرض المعاصي شح وجدب وقحط يمرح بها اعتى الأفاعي .. من يستنير بأهل السيرة البيضاء لا يتوه .. ومن يستنير بأهل السيرة السوداء أيداً يتوه .. ووشاح الشرف تاج في رأس ذاك الشريف .. ووسام العز نجم في كتف ذاك النظيف .. وعباءة الفحش وحل وكدر من زلات يعربد فيها السفيـه والضعيف . وشجرة الفضائل مثل نهر لا ينضب وأفضاله لكل وارد للرصيف .. وبؤرة الرذائل مثل جيفة تجمع الذباب حولها والنفس تعافها ولها رائحة تخيف .. وشتان بين فاضل أستحق الوزن بمعيار الذهب وبين ساقط قد يتواجد ولكن لا تراه العين .
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش