بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أحذروا الغفـلة وطول الأمـل   !! 

 

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا .. هذه  الحكمة ينسبها الكثيرون لعلي ( كرم الله وجهه ) والبعض يقول أنه حديث نبوي ..        والتفكير المتعمق لمعنى هذه الحكمة يأخذ المرء إلى اتجاهات متفرقة .. فالبعض يرى أن الإنسان غافل عن الآخرة بدرجة ذلك النائم الذي لا يعرف ما يجري حوله إلى أن يفيق بالموت  ..   فهنا النوم بمعنى الغفلة .. فيكون الإنسان قد أفنى جل عمره في التيه والضياع وطلب الدنيا .. وعدم الاجتهاد في العبادات والذكر .. مؤملاً لغد يكون فيه عابداً ..  ومؤجلاً العمل الصالح الذي هو زاد الآخرة .. متكاسلاً  أو متهاوناً .. فهو في نوم وغفلة والأيام تتسابق يوماً بعد أخر .. وحتى إذا جاء الأجل وحانت لحظة الموت تنبه وأستدرك .. ولكن هيهات هيهات ..  

             وهناك تفسير آخر هو أقرب للصواب ..   فيرى البعض أن المعنى هو أن الموت فعلاً يقظة من نوم الحياة  .. والحياة الثانية ما بعد الموت أكثر صفاءً وأكثر جمالاً .. فيكون الإنسان في هيئة أقوى وأنضر .. بحيث أنه يستطيع استقبال يقظة الموت بقوة .. فيتنبه فجأة أنه كان نائماً وأن الحياة التي ظنها أنها مليئة بالحيوية والانجذاب والتي كان خائفاً من فراقها تحولت بالموت إلى منام بالنسبة لحقيقة اليقظة الكبرى .. والإنسان لا يقف على حقيقة تلك اليقظة الكبرى إلا إذا مـر بالموت .. فيعود إلى تكوينه الأول متخلصاً من شوائب المادة والدنيا .. فاللحظة الأولى للموت فجأة تزيل حجاباً كان يغطي حياة اليقظة الكبرى فيتنبه الإنسان ويخرج من غفلة الحياة الدنيوية  .. ( لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) .. فيكتشف أنه لم يكن نائماً فحسب بل كان متغطياً كذلك بحجاب .. ويخرج إلى رحاب غير ذلك المقيد بعوامل الدنيا المادية .. وحياة الدنيا كانت لحظة قصيرة في عمر الزمان لامتحان الابتلاء .. (قوله تعالى : الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) .. فاللحظات الأولى للموت تنبه الإنسان بأنه كان نائماً .. وأنه فجأة أفاق إلى حياة رحب بذلك الموت ..

أما بعد ذلك فهو مرهون بأعماله في تلك الحياة الدنيوية التي حجب فيها وأدخل فيها في تجربة الابتلاء .. وبنتيجة عمله قد يكون في روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ( والعياذ بالله ) . ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم فيمن اجتهدوا في الطاعات والعبادات ونالوا رضى الله .. وفازوا بحسن الخاتمة .

ــــــــــ

 الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 629 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2011 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,123