بسم الله الرحمن الرحيم
مالي أراك حـزيناً !!
للحزن أهله وأنت في حل من الأحزان .. وكيف يحزن من تربى في كنف الجنان .. مولد الفجر كان في حضرة السلطان .. قصر منيف وفيحاء وبستان .. وفجر المهد كان يحرسه ملك من الرحمن .. يقبل الجبين كل حين ويمسك بالبنان .. ورشفة الزاد كانت من ثدي الغزلان .. تتغني لغفوتكم عصافير المروج ثم تصحا بنداء الكروان .. وخطوة العمر دامت بعناية وحنان .. ومنعت من ساحاتكم مكائد الشيطان .. نماء وسماء ونقاء وصفاء وعفة في كمال إنسان .. كيف تحزن وقد أزيلت من معاجمكم كلمة الأحزان .. وكيف يلتقي بكم الحزن ولا تعرف الدموع منكم الأجفان .. وتلك فرية ظالمة أن تتساوى في اللوحة جملة الألوان .. وتلك لوحة باهتة لو اشتكت فيها يد الفنان .. ونقطة النشاز في بحر أغنية تعكر صفوة الألحان .. وأنت بعيد من عواصف الأسرار ومعصوم من الأدران .. والكون متاح لمثلك بالأمان .. وغيرك قد تعود الغوص في أعماق الحزن والأشجان .. فعلام الحزن وعلام النقطة السوداء في بحر الزمـان .. قد يعشق الحزن سجاياكم فيطرق بابكم وله العذر في جملة العشاق والولهان .. ومراتع الكرم لا تخلو من غشوه الفرسان والقرصان .. وساحة الروض تسكنها الشحرور والفئران .. ومنابر الوجدان صافية وقد تعكرها مرارة الأحزان .
ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش