بسم الله الرحمن الرحيم
تلك ظبية قـد جفــلت !!!
إطلالة الركب على الفيحاء أجفلت البدور عن الجنان .. وتلك ظبية في صحوة العمر جفلت في جملة الغزلان .. لحاظها بهجة فجر كالبرق باللمحة أصابت مقتل الفتيان .. تمردت في حيرة وتنافرت وتلك همهمة بغير بيـان .. وروعة الخوف تجلت حين تقلصت لتحتمي في زاوية كطفلة الجديان .. وتلك إشراقات وجهها تتناثر وجلاَ وخوفاَ ثم توحي ببهجة الألوان .. صبيحة بريئة نقية حروفها في المهد تراوغ في اللسـان .. هي البرعم النابض الغض ما زال يقطن في علا الأفنان .. الملمس حرير والخد مثل لؤلؤة في كفة الميزان .. ومقلتيها كالفضة تجاهرت وتلألأت باللمعان .. أربكت الأعين بحسنها وجمالها وحين ابتسمت سبحان من لوحة أبدعتها يد الفنان .. ترددت في القول ثم تعثرت في كلماتها فهي صغيرة في حفظ أسرار البيان .. ملكت الساحة وهي ما زالت يافعة قريرة فكيف إذا طالت بها يد الأزمان .. يا رونق الفجر رفقاً وصبراً فلا تخافي من أنفس الولهان .. لا أحد يروم الأذى بك ولا أحد يروع بهجة الأبـدان .. سلام لك منا وأمان فاطمئني يا روحة الريحان .. أنت فجر الكون ونوره ولمثلك أبداً منتهى الأمن والأمـان .. فامرحي وأضحكي وأعتقي قلوباً تعودت منابر الأحزان .. ويحق لك التوجس والتردد فالحياة مرتع للغـول والغيلان .. ويرحل الركب عن ساحة الفيحاء فوداعاً في حفظ الواحد المنان .
ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش