بسم الله الرحمن الرحيم
قطــار الشـــوق !!
قطـار الشـوق أراك تريـد الانطـلاق ..
وأنـت مثـلي في عجالة تريـد اللحاق ..
جـوفـك يضطـرب وينفــث النـار ..
وجـوفي مثـل بركان يريـد الانفجـار ..
تريـد أن تسـرع وتطـوي المسافـات ..
وأريـدك أن تسـرع وتنسـى المحطات ..
تمنعنـك قيـود الوقـت عــن الانطـلاق ..
وتمنعـنـي قيـود الصــد والأخــلاق ..
فمتـى يحيـن ركضك فـي شـوق وسبـاق ..
ومتـى يحيـن ركضـي نحو حـب وعنـاق ..
أنـت مثلـي في عجـالة تمسك بأيدي الآخرين ..
وأنا مثـلك في عجالة أفلت من قيود الآسـرين ..
والأحبـة على البعـد فـي شوق وانتظـار ..
و نحن هنا على البعـد فـوق جمر وشـرار ..
وصافرة الانطلاق منك صيحة هـزت الآفـاق ..
ولحظة الانطلاق فيـنا فرحة هـزت الأفـلاك ..
ورويدا رويـداً انطلقنا نحو رحب وصحـارى ..
وامتطينا متن عفريت يزمجر ويعربد كالسكارى ..
وأنين العجلات تحتك يردد النغمـات شوقاً وهيامـاً ..
وسرعة البرق حولك تفلت الكون لمحـة وسهامـا ..
وتباعدت وتسارعـت عنا المدائن والقـرى بجنـون ..
وتقاربت وتشارفت منا العـذارى والحيارى بشجـون ..
فالتقيـت أنـت بأوهامـك بعـد ركـض وعنـاء ..
والتقيـت أنا بأزهاري بعـد هجــر وكد وشقـاء ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش