جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
فــي محــراب الغجــرية !!
صمتي بذهول في محراب الغجرية .. هي حرة طليقة المشاعر .. ومشاعري متردد يراوغ بالهمس والتلميحات .. مجرد رموز وإشارات في ظلال الحياء .. أرتجف وجلاَ من سيرة الملام .. عهدها أن تمشي وهي ترقص الخيلاء .. وعهدي أن أمشي في وقار واستحياء .. ولمحة اللقاء عندي سريعة خاطفة وجلة بشيمة الجبناء .. ولمحاتها عياناَ بياناَ مثل شمعة الضياء .. عينها تنظر كيف تشاء ومتى تشاء في الأرجاء .. وعيني قد تعودت التجسس في الخفاء .. لقد شبت ونمت وترعرعت في بيئة قد مزقت قدسية النقاء .. ثم تمردت لتعاند الأخلاق وتخرج عن قيود الرقباء .. تمشي شامخة غير عابئة وشعرها تتلاعب به النسمات في الفضاء .. وذاك قدري في القيود والأعراف أن أجتاز شروط الأجداد والآباء .. أحسب الخطوات بحذر وأمشى فوق أعراف القدماء .. لا املك الجرأة في جولة قد توسمني يوماَ بصبغة الخبثاء .. فدائماَ ألازم الجدار حتى أتقي المهازل وأكون في زمرة الفضلاء .. ومعيار الأخلاق عندي هو ذلك المعيار للشرفاء .. ديدني صحبة العفة والطهر ومساري العوم في مياه الصفاء .. كيف نلتقي معاَ وقد تباينت مناسك الأهواء .. فأنا ذلك الوقور صاحب الصمت بشيمة الأدباء .. وهي تلك الحرة الطليقة التي لا تأبه بشروط الخطباء والنزهاء .. والحال يقتضي ويبرر أن يكون مثلي هو الرجل الذي يملك الجرأة عند اللقاء .. وأن تكون هي المرأة التي تنزوي وتكتسي بالحياء .. ولكن تبدل الحال فهي تملك الجرأة بالإفصاح كما تملك الجرأة بالنداء .. وأنا ذلك المنزوي الخائف الذي يرتجف تحت الغطاء .. وجرأة المشاعر عندها تخيف مثلي من تعود الستر والنقاء .. ووصمة الجبن والضعف خير من جرأة يعقبها الخزي ثم البطاقة السوداء .. نظرت إلينا تلك الغجرية وقالت أين أنتم يا أهل الشرق من انطلاقة نحو السماء ؟.. ومن رقصة فوق السحاب ومن قبلة في عمق الفضـاء ؟.. فقلت لها تلك قبلة رخيصة تحمل وصمة عار ما دمنا بين الأحياء .. وهي مقدسة وعزيزة لدينا ما دامت مبذولة بالستر لمن أحل الله له بالعطاء .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش