بسم الله الرحمن الرحيم
هم أوصفوك ولم ينصفوك ..
رشاقة الإضمار قد أخجلت كل الظباء .. وطلعة الوجه قد أخمدت نور القمر .. وذاك الذوق والأدب إرث من طبائع الملوك .. والتيه والمجد قد ألجم الطاووس عن رقصة الخيلاء .. وغرة الخد عنب تفرد في عنقود .. وذاك جيد أخرس الغزلان في الوديان .. ورموش عين ماثلت تيلة حرير .. وبسمة ثغر أطفأت كل الشموع .. ودائرة كحل حول العيون أبكت مها الغزلان .. وقامة كالخيزران .. وهيبة كالصولجان .. وعفـة مستورة بمحاسن البيان .. قالت العجب والقول منها دائماَ حياء يجبر خواطر الإنسان .. والبسمة منها كالبرق تخطف الأبصار .. تكاملت صور المحاسن في الهيئة وفي الخصال .. جمال في جمال .. وخصال في خصال .. أبهرت شلالات جمالها ومحاسن ذوقها خيال الفنان .. فأجتهد في تصوير إنسان ولكنه عجز في تجسيد الخيال .. ولم يجد ما يطابق المعيار في جملة الألوان .. وأجتهد الناس جميعاَ في تصوير القياس .. وهم أوصفوك ولم ينصفوك .. جمالك هبـة .. وخصالك موهبــة .. وكم من واصف أراد الوصف ثم وقف في حيرة يفقد العنوان .. ومهما حاولت الأزهار أن تتماثل في الجمال ذبلت ولم تكمل المشوار .. ومهما أطال فرع البان مال ثم اختفى في الرمال .. ومهما اقتفى أثرها الكروان توقف في حيرة ثم استكان .. وبلوغ وصفك فوق طاقة الأذهان .. فسبحان الله المبدع البديع الخالق لذلك الإنسان !! .
ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش