جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصوت القادم من الماضي !!
نسائم الليل قد داعبت خزائن الذكريات .. فأيقظت كوامن الأشجان في الوجدان .. وفي الأفاق قد لاحت بوادر الماضي .. حيث صدى صوت جاء يطرق الأبواب بعد الصد والهجران ،، صوت قد لامس الخيال بلطف فسالت الدموع في الأحداق .. يجادل الكروان عزفاً وعذوبةً ويطرب الثقلين الجن والإنسان .. يدندن نهجاً وتناغماً ويغازل الخيال بطراوة الألحان .. لقد أعاد ذكريات الماضي وأطرب القلب بالأشجان .. فما الذي أتى بذلك الصوت بعد طول الغيبة والنسيان ؟. لقد كان جدلاً ذات يوم عزيزاً ومحبباً في النفس عند الهيام والغرام .. ثم أمسك عن الإطلالة لأسباب مجهولة الهوية والبيان .. صوت قد أعاد للخيال طيفاً يذكرنا بأيام الحسان .. بهية كانت تغازل القلب في جملة الأحبة والخلان .. ثم توارت عن الأعين دون أعذار تبرر العصيان ،، تركتنا تعمداً فتركناها جدلاً لا يستحق الخوض في الحسبان ،، وأرى اليوم طيفها يعيد السيرة بعد طول الصمت والكتمان .. طيف يعادل الشمس نوراً وإبهاراً دون ذلك النقصان .. وكنت أحسب أن قلبي قد تناسى ذلك الهيام في حوبة الصد والنكران .. ولكنه قلب ضعيف يفقد العزيمة في معارك الند والفرسان .. وقد تراجع وتنازل بعد ذلك الحصاد من الويلات والخسران ،، فكيف تلك الأوبة للماضي بعد التوبة والغفران ؟.. جدل يستحيل على العقل وإفراط لا يقبل المنطق والبرهان .. فما الذي أيقظ ذلك الماضي بعد طول الهجر والنسيان ؟.. أتلك النسائم قد أزالت أغطية الجفاء والبهتان ؟.. أم أن ذلك العبق البهيج قد أعاد للأذهان سيرة الإنسان ؟.. ومهما يقال فإن طيفها قد ملك الفؤاد في لحظة لم تكن في الحسبان ،، وقد أصبح القلب سجيناً في محبس هو ذلك السجن للسجان ،، فيا عجباً من عاشق يعشق الشمس رغم فداحة الهجر والنيران .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش