جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
نلتقي رغم التعالي والكبرياء !!
قـــــــــال :
لا تتنازلي أبداً عن الدلال فإني أحب ذلك الكبرياء والتعالي ،، والأنجم في كبد السماء تزداد قيمةً ومقاماً كلما تسمو نحو الأعالي ،، وتلك الثمار تحلو مذاقاً عندما تتواجد في قمم الأشجار ،، وتفقد النكهة والحلاوة كلما تتدلى وتتواجد في تناول الأنظار .. والنظرة المحببة هي تلك النظرة المستحيلة المبذولة عبر أثقاب الغربال ،، والمعروض جهراً في ساحة الأسواق ليس كالمعروض خلسةً في علبة الأسرار ،، هويتك لأني أبحث دائماً عن ذلك الكنز المستحيل في أعلى البحار ،، وصعبة المنال تحلو كلما يحاط قطافها بتلك الأخطار ،، لقد تناغمت السيرة قبل مقدمها فكيف يا ترى تلك البهية عند القدوم والإشهار !.. تشوقت كثيراً حين أوصفوها وقالوا عنها الكثير والكثير من الأشعار ،، وبالأمس زارني عطرها فجأة وعندها أدركت أنها بالجوار ،، فالعطر قد يسافر أميالاً وأميالاً بقوة الحسن والانتشار ،، ثم يتوارد في الأنوف قسراً وجبراً والناس يجهلون مواقع العطار ،، أعرف أنها مستحيلة المنال وتلك الاستحالة تجبرنا حتى نزعة الانتحار ،، ولو تنازلت عن كبريائها لحظة لما ركضت خلفها بالليل والنهار ،، وندرة الألماس تجعل الألماس غاليةً ومرغوبة يحلم بها الكبار والصغار ،، كم وكم يطربني عناد تلك المستحيلة ولو تساهلت قليلاً لبكيت من تدني المعيار ،، فأنا لا أطيق التنازل من نجمة عالية المكانة والمقدار ،، فذاك مدارها فوق السحاب فيا نعم المدار ،، تتوهج عزاً وروعة كالشعلة في قمة المنار ،، تتحدى بحسنها ملكات الجمال كما تتحدى بحسنها مباهج الأزهار،، كم وكم من يعيب الكبرياء والتعالي ويرجو ذلك التواضع في المسار ،، ولكني أرى التواضع جدلاً لا يليق بالأنجم ولا يليق بقمر من الأقمار ،، وتلك العدالة تعطي المحاسن حقها ولا تساوي بين الجواهر والأصفار ،، فأعذروني إذ أردتها سامقة لا تواكب الأخريات في القياس والمقدار .. كم أتوق في الخيال أن أقبض في يدي قبساً مهيباً لا ينال بالسهل والاستهتار ،، والزهرة المستحيلة العزيزة هي تلك الزهرة المحاطة بالأشواك والأسوار .. ولا ينالها إلا ذو عزيمة يعرف القيمة لتلك الجوهرة المصانة بأسوار العفة والوقار .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش