هل المشكلة في تكاليف "ليلة العمر" أم المهر والمسكن؟

الزواج الجماعي.. «التيسير» يصطدم ب«العادات» و«التميز»!

الزواج الجماعي يحد من العنوسة ويقلل من التكاليف الباهظة على الشباب «إرشيف الرياض»<!-- image_desc -->

    برزت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة فكرة «الزواج الجماعي»؛ بسبب ارتفاع تكاليف الزواج، ورغبة في التخفيف على كثير من الشباب، وسط مباركة من جمعيات خيرية ومسؤولين ورجال أعمال، طلباً للأجر، ومساهمة في تخفيف الأعباء المالية، لا سيما مع ارتفاع الأسعار الذي طال كل شيء تقريباً.

وعلى الرغم من أهمية «الزواج الجماعي» في تخفيف الأعباء على المتزوجين، لكن هناك من يرفضه، سواء من المتزوجين أو أولياء الأمور، بدافع التمسك بالعادات تارة، وبحب التميز والتفرد تارةً أخرى.

«الرياض» تطرح الموضوع لمعرفة آراء المؤيدين والمعارضين، والأسباب التي أدت لمعارضة فكرته، مع مناقشة المتخصصين في هذا الشأن.

تعميم التجربة

في البداية قال الأستاذ "عبدالرحمن الشهري": إن فكرة الزواج الجماعي فكرة ممتازة للتخفيف من التكاليف الثقيلة والباهظة على عاتق المتزوج، وقد نجحت هذه التجربة في بعض المناطق، مضيفاً أنها تحتاج إلى قرار شجاع من المجتمع، لتعميم التجربة، باعتبارها "سنة حسنة"، مشيراً إلى أن إحدى القبائل في تبوك عملت زواجاً جماعياً، فما كان من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان، إلاّ أن شجّع هذا الزواج بحضوره الحفل، بل ومنح كل متزوج مساعدة مالية، وحول أسباب امتناع البعض عن إقامة هذا الزواج أوضح أنه مع الأسف هناك من يمتنع عن الاشتراك في هذا النوع من الزواج بحجة أنه ولد فلان أو حباً للظهور وإن كان محتاجاً، وربما يكون هذا المتزوج في وضع مالي سيئ، وبالتالي يزيد من الأعباء المالية عليه.


د.العسكر: القبول الاجتماعي مختلف..

أفضل الحلول

وأوضح الأستاذ "سعد بن صليم" -مرشد طلابي- أن فكرة الزواج الجماعي فكرة رائعة وجميلة؛ لتخفيف الأعباء المالية على المتزوجين، خصوصاً أن الغلاء الحاد شمل كل شيء تقريباً، مبيناً أن الفكرة تحتاج إلى من يتبناها، سواء جهة حكومية أو أهلية أو أفراد، لكي تصبح حقيقة على أرض الواقع.

وتتفق "لمار" مع رأي المؤيدين حيث ترى أن الزواج الجماعي من أفضل الحلول في هذا الزمن، موضحةً أن الفرحة حاصلة بين الزوجين، بغض النظر عن طريقة الزواج.


السهلي: حل عصري لمساعدة الشباب

ويوافقها الرأي "أبو مهند" الذي أكد على أن الزواج الجماعي خطوة إيجابية، وخاصةً في ظل هذا الغلاء الفاحش، مشيراً إلى أن من استطاع الاختصار بدلاً من الزواج الجماعي سلم من التكاليف الزائدة وحقق ما يرغبه.

فكرة دخيلة

وقال "هاشم علي" -متقاعد-: إنني اختلف مع فكرة "الزواج الجماعي"؛ لأن هذا الزواج في نظري "فكرة دخيلة" على مجتمعنا، بل ولم يكن موجوداً في تاريخنا مثل هذا النوع، موضحاً أن فكرة هذه الزواج وصلتنا من شرق آسيا باختلاف بسيط في أنها حفلات مختلطة، بمعنى كل زوج إلى جانب زوجته، واصفاً المتزوجين بأنهم يخرجون وكأنهم "طابور عسكري" يختفي معه الفرح الذاتي للعريس والعروسة، بل ويشعر المتفرج بأنهم نسخ مكررة، داعياً إلى البحث عن حلول مبتكرة تحد من الإسراف وزيادة التكاليف في الزواج، وفي نفس الوقت تحافظ على خصوصية المتزوج وتعطيه الفرح والتميز الذي ينشده، موضحاً أنه سافر إلى دول كثيرة ووجد أن لديهم حلولاً مناسبة تختصر التكاليف، ومنها إقامة الزواج في النهار، ولكن لدينا جميع الزواجات تقام ليلاً، وما يصاحب ذلك من إسراف كبير على مختلف المستويات، بل وولائم يرمى الكثير منها، ناصحاً بإقامة حفل الزواج في النهار، لما لذلك من اختصار في الوقت والتكاليف، ومن كانت أموره المادية "شحيحة"، فعليه باختصار حفل الزواج، وبذلك يخفف التكاليف


العبيكان: يحد من العنوسة والإسراف

زواج مختصر

ويوافقه الرأي الأستاذ " علي عبد الرحمن" قائلاً: في الوقت الذي نشكر فيه كل يد تمتد بالخير للآخرين وتتلمس حاجاتهم ومعاناتهم وتعينهم على قضاء حوائجهم، والتي من أهمها الإعانة على الزواج والتسبب في تكوين أسرة مسلمة، إلاّ أنني شخصياً مع المعارضين؛ نظراً لعدة عوامل منها العادات، مبيناً أنه يمكن اللجوء إلى حل أفضل وهو البحث عمن يحتاج إلى المساعدة وتقديم العون له ليقيم "زواج مختصر" وبتكاليف معقولة، مشيراً إلى أنه بذلك يرفع الحرج عن العريس وأسرته، بل وتقل التكاليف الأخرى.

وكشف الأستاذ "محمد اليامي" عن سبب آخر للعزوف عن الاشتراك في الزواج الجماعي، وقال: ليلة الزواج هي ليلة العمر وحلم كل شاب وفتاة، ومن المفترض أن يكونا سيدا تلك الليلة ونجميها، مبيناً أنه بالنسبة للتكاليف فإذا كانت تمثل مشكلة لبعض المتزوجين، فيمكن أن تخفف في جوانب أخرى دون اللجوء إلى الزواج الجماعي.

حاجة الشباب

وقال "د.منصور العسكر" -أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية-: إن الزواج الجماعي غالباً ما يحدث إما لعوامل اجتماعية أو "ديموغرافية" -سكانية- أو بيئية أو اقتصادية، واصفاً الزواج الجماعي بالصيغة التي يتم من خلالها تزويج أعداد من الشباب إلى عدد مماثل من الشابات، بهدف تكوين أسر جديدة تسهم في نماء وتطور المجتمع، مؤكداً على أن ظاهرة الزواج الجماعي من الأمور المستجدة في المجتمع، ظهرت بناء على حاجة الشباب لمن يساعده ويقف معه في تيسير الزواج، والذي يواجه بعض العقبات التي تقف عائقاً أمام زواجه، مثل غلاء المهور وتكاليف ليلة الزواج وغلاء صالات الأفراح، إلى جانب ما يترتب على ذلك من ولائم وحفلات تتواكب مع الزواج، مضيفاً أن الزواج الجماعي يختلف من حيث القبول الاجتماعي من منطقة إلى أخرى، فبعض المناطق قبلته وأضحت تفتخر به وتتنافس في إقامته، وبعض المناطق رفضته، معتبرةً أن الزواج للعريس، وهو في حد ذاته ليلة العمر، يريد أن يشعر أنه سيد الموقف، وكذلك الحال بالنسبة للزوجة، فهي تعتبر نفسها في تلك الليلة هي نجمة الحفل، فمتى ما شاركها أحد في عرسها تضايقت وتنكد حالها.

15 ألف ريال

ويرى العديد من أفراد المجتمع بأن الزواجات الجماعية أصبحت تحظى بقبول في المجتمع لما لها من آثار إيجابية في إعانة الشباب على الزواج في تخفيض التكاليف عنها في الزواجات المنفردة، بل وتسهم في تقليل التنقل لأفراد المجتمع المدعوين لحضور تلك الزواجات، فيما أبدى البعض تذمراً من عمل بعض الشباب المشاركين في الزواج الجماعي مناسبات بعد الزواج، مما يلغى معه الهدف للزواجات الجماعية، وهو خفض تكاليف الزواج على المتزوج.

وقال بعض الشباب المشاركين في أحد الزواجات الجماعية: إن ما أنفقوه لإقامة حفل الزواج لا يتعدى (15) ألف ريال للشخص الواحد، بينما ينفق المتزوج منفرداً ما يزيد على (50) ألف ريال، مشيرين إلى أنه من السنن الحسنة في مثل هذه الزواجات هو تبنيها من قبل بعض رجال الأعمال، إيماناً منهم بأهمية التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

ضرورة اجتماعية

وأوضح الشيخ "أحمد السهلي" -رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج بالطائف - أن الزواج ضرورة اجتماعية لبناء الحياة وتكوين الأسر، إلى جانب تنظيم بنية المجتمع واستقراره، ذاكراً أنه نشأت فكرة حفلات الزواج الجماعي، وانتشرت في عدد كبير من المدن، وهو ما يمثل شكلاً من أشكال المساهمة الفعّالة في زواج الشباب والفتيات، بل ويمثل حلاً عصرياً لمشكلة ارتفاع نفقات الزواج، مشيراً إلى أن الزواج الجماعي فكرة رائدة تسهم في علاج ظواهر اجتماعية متعددة، بمساعدة الشباب المحتاج للزواج وتذليل العقبات المادية التي تعترض زواجهم.

تجاوز العقبات

وأكد الشيخ "أحمد العبيكان" -عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج بالطائف- على أن ظاهرة الزواج الجماعي ظهرت بناءً على حاجة الشباب لمن يساعده ويقف معه في تيسير الزواج، والذي يواجه بعض العقبات التي تقف عائقاً أمام زواجه، مثل غلاء المهور وإيجار المسكن وتكاليف حفلة العرس وغلاء صالات الأفراح، مضيفاً أن إحياء الزواج الجماعي، كان سبباً في إقبال الشباب على الزواج، بل والحدِّ من العنوسة للنساء، وكذلك توفير المال على المتزوج، وعدم الإسراف والتبذير في الولائم، بالإضافة إلى إراحة كبار السن من عناء الحضور في كل زواج، مشيراً إلى أن المتأمل في حال أكثر الناس في الأعوام الماضية، يرى العجب العجاب، فلا يهنئون بإجازة الصيف، ولا يسلمون من التنقل بالعائلات بين الاستراحات، بل وتذهب أوقاتهم سدى من بعد العصر وحتى منتصف الليل.

هناك من يفضّل أن يكون في «منصة الحفل» وحيداً حتى لو تحمل الديون في النهاية

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 29 أغسطس 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

896,560

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.