ماذا قدمنا للإسلام؟ 

سؤال نكرره على أنفسنا وعلى بعضنا البعض عديد المرات: ماذا قدمنا للإسلام؟ ماذا قدمنا لدين الله؟ الله شرفنا بالانتماء لهذا الدين العظيم فهل كنّا أهلا لهذا الانتماء؟ الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم جميعا قدموا أموالهم وأنفسهم من أجل أن تكون أرض البلاد العربية أرض إسلام، ويعلم الله كم اضطروا من مرة إلى إعادة فتحها حتى يستقر هذا الدين في أرضنا الطيبة، فهل أدينا واجبنا في الحفاظ عليه ونشره؟

لكن الاجابة على كل هذه الأسئلة ليست بالسهولة التي قد يراها البعض، لأن المسلمين المتدينين الملتزمين بدينهم من كل التيارات الإسلامية، هم في الحقيقة أقلية أمام عموم المسلمين الذين لا يمثل حمل هموم الدين قضية بالنسبة لهم. وهنا تقع كل المسؤولية على هذه الأقلية، كيف ستنقل الوعي بأهمية تبني قضية الإسلام في حياة المسلم، بالتطبيق أولا ثم بالنشر والتعريف بها ثانيا.

 

هناك كثير من المسلمين و خاصة من العرب لا يرون أن الإسلام مهدد، ولا يهتمون بشؤون المسلمين، بدعوى من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وبأن الحريات الدينية مكفولة. في حين أن المسألة ليست دفع الناس بالغصب نحو الدين أو أن لنا حرية ممارسة الشعائر. المسألة هي من سيحمل همّ هذا الدين ليكون صورة ناصعة له يقتدي بها الآخرون، أين المسلمون الأقوياء الذين سيعينون المسلمين الضعفاء؟ أين الذين يخصصون جانبا من ثروتهم لخدمة دين الله والدعوة ومساعدة فقراء المسلمين والمحتاجين والغارمين منهم؟ أين العلماء لتعليم أبناء المسلمين أصول دينهم والعلوم الدنيوية من منظور إسلامي لا من منظور إلحادي كما يحدث في بعض المدارس والمعاهد والكليات؟ من منا يخصص جزءا من وقته للدفاع عن دين الله وخدمة المسلمين وقضاياهم، من منا يخصص جانبا من مرتبه لبيوت الله أو لطلبة العلم أو لمساعدة المحتاجين؟ 

 

 

نحن لا ننكر وجود المحسنين والخيرين لكنهم مازالوا أقلية، لماذا لا يكونون بالملايين عوض أن يكونوا بالآلاف؟ ثم إن العمل في سبيل الله لا يجب أن يكون مسألة مزاج، بل يتعين أن يكون التزاما دائما متواصلا (مثلا: ألتزم بأن أتصدق على الفقراء بـ 10 دنانير شهريا ، ألتزم بالاجتهاد في تعليم أبناء المسلمين ساعتين في الأسبوع مجانا، ألتزم بمعالجة 5 مرضى أسبوعيا مجانا...) كما يتعين أن ننشر هذا الالتزام ليس من باب الرياء والعياذ بالله بل من باب نشر السنن الحسنة الطيبة التي تفيد المسلمين. 

 

حدثني أحد الإخوة أن هناك جمعية متصهينة توزع قصصا وأقراصا مدمجة على الأطفال وعمال المصانع، تشككهم في الله وفي رسالة الإسلام، فقلت: سبحان الله! أعداء الإسلام يجتهدون في محاربتهم ويدفعون أموالهم العزيزة جدا على قلوبهم للصد عن سبيل الله، بينما لم أسمع بجمعية أو مجموعة من المسلمين توزع قصصا وأقراصا مدمجة إسلامية تُعرّف بالصحابة، وتعلمهم الدين وتحببهم فيه، بالرغم من أنهم سوف يؤجرون أجرا عظيما على ذلك. 

لذلك فعلينا أن نشجع بعضنا البعض، وأن نكثر من طرح السؤال نفسه على أنفسنا وأن نذكر به بعضنا: ماذا قدمنا للإسلام؟

هل يمثل الإسلام قضيتك الأولى؟

الدنيا جميلة خضرة، لكنها أيضا مؤلمة وفيها الكثير من المشاكل والهموم ومع ذلك فهي تجذب تفكير الانسان إليها حتى أنه لا يكاد يفكر في غيرها. أما بالنسبة إلينا ـ معشر المسلمين ـ فالدنيا ليست إلا دار امتحان فانية. والإسلام لا يمنعك من الاستمتاع بها، بل يحثك على ذلك، شرط أن لا تنسى الدار الآخرة. والأولى بالنسبة لكل مسلم أن تكون الدار الآخرة هي سعيه الأول لأنها الأبقى، ولأن حجم التحدي فيها ضخم جدا، إما إلى النار أو إلى الجنة.

 

و في ظل التكالب على الدنيا وكثرة مشاغلها، فلا يسع المرء إلا الاستلهام من سلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين، الذين لم يمنعهم غناهم في الدنيا عن السعي للآخرة كما لم يمنعهم فقرهم في الدنيا من طلب الآخرة.

 

 

لقد رأينا كيف أن الغني منهم خدم الإسلام أيما خدمة بتجهيز الجيوش وإعانة فقراء المسلمين، والعالم فيهم كيف اجتهد في نشر العلم وتعليم أبناء المسلمين والطبيب فيهم كيف اجتهد في استنباط طرق علاج جديدة لمداواة المسلمين، والفقير فيهم كيف تعفف وخرج للجهاد على قدميه، أو رابط على ثغور الأعداء. ما يجمعهم كلهم هو أن الإسلام كان قضيتهم، وكل شيء كان يهون في سبيل الله ونشر دين الله. كي ننعم به اليوم هانئين. 

 

لكن السؤال المطروح هو: هل الإسلام قضيتك الأولى؟ اجعل الإسلام قضيتك الأولى وهو سوف يساعدك على تحقيق أهدافك.. تريد أن تنجح في الدراسة؟ اجعل الإسلام قضيتك وقل المسلم القوي خير من المسلم الضعيف، وكن من المجتهدين في ذلك لإعلاء صورة المتدينين، إذا أردت شراء سيارة فاجعل نيتك أنها من أجل حفظ أهلك من الاختلاط في المواصلات العامة (بشرط أن لا تكون بقرض ربوي). إذا أردت أن تنشأ مشروعا فلتكن نيتك خدمة المسلمين وتشغيل البعض منهم وكف حاجتك وحاجة عائلتك عن الناس ودفع الزكاة. 

يقول البعض: إني أتحمس في البداية لعمل خيري وأنوي أن أواظب عليه، لكنني أشعر بالملل بسرعة وأتخاذل في ذلك؟ 

و الحل يكمن ههنا في الصحبة الصالحة التي تذكرك بالله وبفعل الخيرات، حاول أن تتنافس معهم في فعل الخير والتقرب الى الله، واستنهضوا هممكم مع بعضكم، فالمسلم قليل بنفسه كثير بإخوانه. كما أن صدق النية لله وتذكر الجنة وما فيها من خيرات والنار وما فيها من العذاب من المحفزات على فعل الخير وأن الله لا ينقص مالا من صدقة حيث أنه يمحق الربا ويربي الصدقات، ووقتك الذي تخصصه لدين الله ولنفع المسلمين هو صدقة. المهم أن لا تكون الدنيا فقط هي محرك تفكيرك وجهدك وأن تكون الآخرة حاضرة بين عينك في أي عمل تقوم به سواء كان دنيويا مباحا أو أخرويًا لوجه الله تعالى.

-------------------------------؛ 

من يحمل هم الاسلام؟

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

896,503

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.