أسماء بنت عميس رضي الله عنها
زوجة الطيار والخليفتين الراشدين
-ضيفة هذا اللقاء- مهاجرة من المهاجرات الأول والمسلمات السابقات.
أسلمت قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
- زوجة جعفر الطيار -رضي الله عنه-.
- زوجة الخليفتين الراشدين أبي بكر وعلي -رضي الله عنهما-.
- الصحابية الوحيدة التي تزوجت بخيار الصحابة إنها:
أسماء بنت عميس بن معبد الحارث الخثعمية أم عبد الله.
تاريخ حياتها الموجز:
أسلمت قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب المعروف بجعفر الطيار رضي الله عنه إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد الله، ومحمد وعونًا. فلما هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع، واستشهد يوم مؤتة تزوجها أبو بكر ثم بعد وفاته تزوجها علي (لها هجرتان وللناس هجرة).
ولما قدمت أسماء من الحبشة قال لها عمر: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة، فقالت: لعمري، لقد صدقت، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء، أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته فقال: للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان. [أخرجه البخاري- كتاب المغازي باب غزوة خيبر (7 / 371، 372).]
تلكم إحدى الشهادات العظيمة التي ظفرت بها أسماء رضي الله عنها ثم بعد مقتل جعفر تزوجها أبو بكر رضي الله عنه وولدت له محمد بن أبي بكر في حجة الوداع، يقول جابر في حديث حجة النبي صلى الله عليه وسلم: حتى إذا أتينا ذا الحليفة، [ذو الحليفة: ميقات أهل المدينة يسمى الآن آبار علي، بينه وبين المدينة ستة أميال أو سبعة.] فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستثفري بثوب، وأحرمي" . [أخرجه مسلم رقم (1218)، وأحمد (6 / 369)، وابن سعد (8 / 221).]
هكذا لم يمنعها الحياء من العلم والسؤال.
وكانت -رضي الله عنها- تحب الصديق ويحبها، حتى أنه لما مات أوصى أن تغسله زوجته أسماء، قال قتادة: فغسلته بنت عميس. امرأته. [أخرجه ابن سعد (8 / 221)، وأخرجه مالك (1 / 223)، وعبد الرزاق في المصنف (6117).]
وعن عبد الله بن أبي بكر: أن أسماء غسلت أبا بكر، فسألت من حضر من المهاجرين، وقالت: إني صائمة، وهذا يوم شديد البرد، فهل علي من غسل؟ فقالوا: لا". [أخرجه مالك (1 / 222، 223)، وعبد الرزاق (1623)، وابن سعد (8 / 222).]
ولفضلها ومنزلتها خصها عمر بمزيد في العطاء كما خص السابقات المهاجرات، فعن مصعب بن سعد أن عمر فرض الأعطية، ففرض لأسماء بنت عميس ألف درهم". [أخرجه ابن سعد (8 / 222).]
زواجها بأبي تراب:
ثم تزوجت -رضي الله عنها- عليًا -رضي الله عنه-، فولدت له يحيى وعونًا وفي إحدى الجلسات العائلية في بيت علي -رضي الله عنه- حدث هذا الموقف: يقول عامر: تزوج علي أسماء بنت عميس، فتفاخر ابناها: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، فقال كل منهما: أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك [وقع هذا منهما وهما طفلان فلا لوم عليهما.]
قال: فقال لها علي: اقض بينهما، قالت: ما رأيت شابًا من العرب خيرًا من جعفر، ولا رأيت كهلًا خيرًا من أبي بكر فقال علي: ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير الذي قلت لمقتك. [لمقتك: لأبغضتك.]
قالت: إن ثلاثة أنت أخسهم خيار [أخرجه ابن سعد (8 / 222)، وإسناده ثقات كما قال محقق السير (2 / 287). ]
أي ثلاثة أنت أقلهم خيار، فكلكم خيار، وكلكم فضلاء، وكان علي -رضي الله عنه- يثني عليها ثناء عاطرًا، ويفضلها على زوجاته.
يقول علي -رضي الله عنه- كذبتكم [كذب ها هنا إغراء، أي عليكم بالحارقة، وهي كلمة نادرة جاءت على غير القياس، والحارق: المرأة التي تغلبها شهوتها، وقيل غير ذلك. والمعنى عليكم من مباشرة النساء بهذا النوع الذي يرغب فيه الرجال. انظر الفائق للزمخشري والنهاية لابن الأثير ولسان العرب مادة حرق.] أي عليكم -من النساء الحارقة، فما ثبتت منهن امرأة إلا أسماء بنت عميس. [أخرجه ابن سعد (8 / 222، 223)، وإسناده صحيح كما قال محقق السير (2 / 287).]
وكانت أسماء مع رعايتها لأولادها وطاعتها لزوجها إحدى راويات الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فجمعت بين العلم والعبادة، وإصلاح النفس وإصلاح البيت.
وزيادة على هذه الفضائل، فقد كانت معلمة وداعية حيث نشرت علم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاه عنها بعض الصحابة وبعض التابعين، منهم عبد الله بن جعفر ابنها، وسعيد بن المسيب والشعبي والقاسم بن محمد وغيرهم، وهكذا جمعت -رضي الله عنها- بين العلم والعبادة وإصلاح الأسرة وتعليم المسلمين والدعوة إلى الله- تعالى.
------------------------------------؛
من قصص الصحابيات رضي الله عنهن