أهل السنة في إيران : حقائق وتأريخ

 

 

مناطق أهل السنة 

زاهدان

مركز إقليم سيستان وبلوشستان ،تقع جنوب شرق إيران قرب الحدود مع باكستان وأفغانستان ،ويبلغ عدد سكانها نحو  580.071 .

تاريخها : كانت  في العهد القاجاري عبارة عن ممر للقوافل الذين أسموها (دز دآب) ثم في عام 1898 قام أحد السكان المحليين من البلوش بحفر قناة فيها وبدأ بزراعتها مما جعل منها مكان آهل بالسكان فيما بعد ،وفي عام 1902 قدم هذه المنطقة وفد من الخبراء البلجيكيين لدراستها جغرافياً واستراتيجياً،فأسست أول دائرة للجمارك على حدودها وكان هذا بداية نموها وتقدمها ، ولكن نقطة التقدم البارزة كانت أثناء الحرب العالمية الأولى  حيث ظهرت عليها أمارات المدنية عندما أُسست السكة الحدودية بين (كويتا عاصمة بلوشستان الباكستانية) وبينها بأيدي المستعمرين الإنكليز،وذلك بعد مقاومة من قبل بعض قبائل البلوش ،وبقدوم العهد البهلوي تمت السيطرة على المنطقة في 1928 فآل حكمها للبهلوية وتبدل اسمها إلى (زاهدان) في 1935 .

المؤسسات الدينية :يبلغ عدد مساجدها نحو 300 مسجداً منها 18 جامعاً، أبرزها الجامع المكي الذي أسسه الشيخ عبد العزيز عام 1392 هجري وأصبح مركزاً رئيسياً للأنشطة الدينية ،وبعد وفاة الشيخ عبد العزيز تولى رئاسته الشيخ عبد الحميد حيث تمت توسعة الجامع باقتراح منه .

وإضافة إلى هذا الجامع هناك جوامع أخرى كثيرة تقام فيها صلاة الجمعة،منها جامع فاروقية ،والمسجد الجامع المعروف بمسجد جهارراه رسولي ،وجامع جام جم،وجامع نور العين ،وجامع كريم آباد،وجامع عثمانية ،وجامع الصديقي في بابائيان وجامع جاده قديم، وجامع رحماني.

كما يوجد مركز للدعوة والإرشاد يقع في مسجد التوحيد في شارع سعدي الغربي،ويشرف مجلس متكون من مجموعة من العلماء على أعمال وأنشطة هذا المركز.

وهناك (جامعة دار العلوم) التي أسسها الشيخ عبد العزيز كمدرسة دينية في بادئ الأمر منطلقاً من المسجد العزيزي (الجامع القديم) ثم في عام 1392 هجري انتقلت المدرسة إلى مكان جديد بسبب ارتفاع عدد الطلاب إلى ما بين 60 و80 طالب وستة أساتذة ،وبعد وفاة الشيخ عبد العزيز آلت رئاستها إلى الشيخ عبد الحميد باعتبارها أحد أذرع الجامع المكي وبمرور السنون أصبحت قبلة لطلاب العلم من جميع مدن إيران وخارجها أيضاً كأفغانستان وطاجيكستان،مما أسهم في تخريج عدد من العلماء والمفتين ولدعاة . ونذكر هنا بعض أهداف (جامعة دار العلوم):

1-التركيز على دراسة العلوم الدينية ونشرها في المسلمين من أهل السنة والجماعة.

2-إنشاء جهاز ملائم للدراسات الإسلامية العليا من التفسير والحديث والعقيدة والفقه وأصوله والأدب العربي والفارسي حسب متطلبات العصر الراهن.

3-تستهدف إدارة دار العلوم إلى جانب التعليم العام أن تقوم بتهيئة وتخريج رجال متخصصين في مختلف العلوم الإسلامية ليقوموا بدورهم في ميادين مختلفة من الخدمات الدينية والعلمية والتربوية كالتدريس والتصنيف والدعوة والقضاء والإفتاء والترجمة.

4-إعداد الكتاّب الإسلاميين المتمسكين بالثقافة الإسلامية والمعتزين بتراثهم الإسلامي الأصيل للمساهمة في نشر الإسلام وأحكامه في أوساط المسلمين وعرضه للآخرين بالحجج والبراهين القاطعة.

5-تستهدف الإدارة إنشاء مؤسسة خيرية على نطاق واسع لمساعدة الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام داخل المدينة وخارجها وبخاصة عند الحوادث والكوارث.

الحركات المعارضة فيها:نشطت مؤخراً حركات المعارضة المسلحة البلوشية السنية التي تطالب بحقوق وحريات الشعب البلوشي في بلوشستان.من هذه الحركات ،جماعة (جند الله-حركة المقاومة الشعبية) التي تأسست عام 2002 على يد (عبد المالك ريغي ) و ينتمي إليها أكثر 1000 مقاتل ،وتتهم الجماعة حكومة طهران باضطهاد السنة، وقتل علمائهم، وهدم المساجد وإغلاق المدارس. ويستدل خصوم النظام على “طائفيته” بالمادة 12 من الدستور الإيراني والتي تنص على أن الجعفري الاثنى عشري هو المذهب الرسمي. ويرى أولئك المنتقدون أن ما يسمونه الصبغة الطائفية للدستور تتكرر في مواد أخرى تتعلق بالجيش ومجلس الشورى وقَسم رئيس الجمهورية الذي يتعهد فيه بحماية المذهب الرسمي وفق المادة 121.

وتفيد تقارير صادرة عن جماعة (جند الله) أن حركتها بدأت سلمية سعت إلى توعية السنة بحقوقهم وأوضاعهم، لكن قرار حمل السلاح جاء بعد قيام السلطات بمطاردة أعضاء الجماعة والبطش بهم.

ويوضح بعض المتخصصين بالشؤون الإيرانية أن بلوشستان استخدمت ممراً لعناصر تنظيم القاعدة الخارجين من باكستان “وهو أمر غضت طهران الطرف عنه في البداية طمعا بكسب ورقة للضغط على الولايات المتحدة، لكن الأمر مع الوقت تحول إلى تهديد ضد إيران نفسها وهو ما لم تنتبه له طهران في البداية”.

وقد قامت جند الله بعدة عمليات هجومية ، منها الهجوم الذي وقع  18 /10/2009 في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق إيران وأسفر عن مقتل 29 شخصا وإصابة 28  بينهم قادة في الحرس الثوري كانوا في ملتقى لتقريب وجهات النظر بين القبائل السنية والشيعية في سيستان بلوشستان.
كما تبنت الجماعة تفجيرين انتحاريين على مسجدين للشيعة في زاهدان يوليو 2010 أسفر عن مقتل 27 شخصاً وإصابة 160 آخرين بجروح، من بينهم عدد من أفراد الحرس الثوري الإيراني.

هذا وقد أعدمت  السلطات الإيرانية  زعيم الجماعة (عبد المالك ريغي) في 20 يونيو 2010 بتهمة محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض ،بعدما ثبتت عليه 79 جريمة وفقا لمواد القانون 190، 191، 186، 185، 183 من قانون العقوبات المعمول به في إيران.كما سبق أن نفذت حكم الإعدام شنقاً بحق شقيقه (عبد الحميد ريغي) في 24 مايو 2010 .

وقال أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت في إيران  محمد حسن اختري في إحدى زياراته لمدينة زاهدان ،انه منذ انتصار الثورة الإسلامية أسست أكثر من 400 حوزة علمية ومركز ديني وعلمي لأهل السنة في إيران،وأن هذا العدد يفوق عدد الحوزات للمسلمين الشيعة .

وتصف إيران الذين يقفون وراء العمليات المسلحة التي تحدث فيها من قبل بعض أهل السنة، بأنهم أعداء الثورة الإيرانية ويريدون إثارة الفتنة بين الشيعة والسنة .

وهذا ما يؤيده بعض المتخصصين بالشؤون الإيرانية ويستبعد أن يكون لتلك الجماعة المسلحة قاعدة جماهيرية كبيرة بمناطقها، مشيراً إلى بيان إمام جماعة أهل السنة بمدينة زاهدان مولوي عبد الحميد الذي أدان فيه تفجيرات 18 أكتوبر 2010 ووصفها بالإرهابية وإن ذلك يثبت أن جند الله ليست قريبة من القيادات السنية.

جدير بالذكر أن جماعة سياسية معارضة باسم (الفرقان) تأسست عام 1978 واختفت بعد ذلك بقليل ،ظهرت هذه الجماعة في العناوين البارزة عام 1979 عندما ادعت مسؤولية اغتيال الشيخ الأستاذ (مرتضى مطهري) أحد أبرز مثقفي الجمهورية الإسلامية في إيران،مبررة عملها هذا بالإدعاء بأن الثورة الإيرانية كانت قد اختُطفت من قبل رجال الدين الرجعيين ،والتجار الأغنياء،وشخصيات سياسية ليبرالية وماركسية.

الشخصيات الدينية فيها:(الشيخ خدا نظر) المفتي السابق بجامعة دار العلوم ،ولد سنة 1342 هجري في إحدى قرى (زابل) وتتلمذ على يديه عدد من العلماء ،كما ترك عدد من المؤلفات والتصانيف ،وتوفي سنة 1421 هجري.وحالياً (مولوي عبد الحميد ) رئيس جامعة دار العلوم وإمام جمعة زاهدان.
 

مهاباد

تقع جنوب بحيرة رومية في محافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران ،يسكنها الأكراد وقدر عدد سكانها 197 ألف نسمة.وتعد هذه المدينة من مراكز أهل السنة في غرب إيران،مع وجود عدد ضئيل من الشيعة الوافدين من سائر المدن والمحافظات . يوجد في مدينة مهاباد 72 مسجداً،وفي ضواحيها 185 مسجداً.

كان اسمها قبل سيطرة (الشاه رضا خان بهلوي ) عليها (سابلاغ) ثم غير بعد السيطرة عليها،وشهدت معارك دامية بين الدولتين العثمانية والصفوية ،فكانت تتبع هذه تارة ،وتتبع تلك تارة أخرى ،حسب تفوقها في القوة .

تعد مهاباد رمزاً وطنياً بالنسبة للأكراد ،فقد كانت عاصمة لجمهورية مهاباد الكردية التي تأسست في أقصى شمال غرب إيران سنة 1946كنتيجة للأزمة الإيرانية الناشئة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ،التي ساعدت على توغل قوات الاتحاد السوفييتي في جزء من الأراضي الإيرانية ،والتي كانت تطمح إلى توسيع نفوذها بصورة غير مباشرة عن طريق إقامة كيانات موالية لها،فاستغل بعض الأكراد هذه الفرصة وأعلنوا جمهورية مهاباد ،وكانت دويلة قصيرة العمر لو تدم أكثر من 11 شهراً غير معترف بها دولياً،وبالضغط الذي مارسه الشاه على الولايات المتحدة لكي تضغط بدورها على الاتحاد السوفييتي وتنسحب من الأراضي الإيرانية ،الأمر الذي أدى إلى سقوط جمهورية مهاباد .

مهاباد بين عهدين :أدرك النظام البهلوي أهمية الموقع الجغرافي والسياسي الذي تتمتع به مهاباد ،فبادر إلى تخطيط برامج ومشاريع عمرانية ،فوصلت بعض أسر المدينة إلى مناصب عليا ،إلا إن سياسة تصفية القوميات التي كان يتبعها النظام السابق خلق الكثير من الأزمات التي تسببت في حركات ثورية لقيت أجمعها قمعاً من جانب السلطة .

وبقدوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية 1979 نتيجة الثورة التي قام بها الخميني ،بدأت المدينة عهداً جديداً من المعاناة كواحدة من سائر مدن السنة في إيران ،حيث انخفضت مشاركة الشخصيات البارزة في مهاباد في المجالات العلمية والسياسية بشكل ملحوظ بعد الثورة .

التمييز على أساس العرق  والدين

يقول كرد إيران أنهم يتعرضون لاضطهاد منظم من السلطات الإيرانية، وأنه يحظر عليهم تعلم اللغة الكردية في المدارس، ويواجهون تقييدات في نشر الأدب الكردي وأن ما يصدر من منشورات كردية يصدر بإشراف المخابرات، وذلك برغم أن البند 15 من الفصل الثاني ينص على حق الأقليات في استعمال لغاتها في المجالات التعليمية والثقافية.

وبرغم أن المادة 19 من الفصل الثالث من الدستور تنص على عدم التمييز بين الإيرانيين على أساس عرقي، يقول الكرد أن هناك تمييزا ضدهم في فرص العمل والقبول في الجامعات، وأن من يشغل المناصب العليا في المناطق الكردية هم من غير الكرد، وأن مناطقهم هي الأقل من حيث التنمية والتأهيل والأعلى من حيث البطالة، وأن الكردي مهمش بشكل كبير ولا يسمح له بالتعبير السياسي الحر عن نفسه، حيث تقوم السلطات بإعاقة تشكيل الأحزاب الكردية، وقد أيدت مطالب الكرد هذه وأكدتها منظمات حقوقية معروفة.

ومن جهة أخرى إن الكرد في معظمهم هم من الطائفة السنية، ودستور الدولة يتخذ من المذهب الشيعي مذهبا رسميا له، ووظيفة السلطة هي حماية المذهب ونشره، مما يعني حرمان بقية الأديان والطوائف ومن بينهم الكرد حقوقهم السياسية، بوصفهم المذهبي إضافة إلى وصفهم العرقي.

حركات المعارضة في إقليم كردستان إيران

وظهر في كردستان إيران عموماً تنظيمات إسلامية سنية كرد فعل للنظام الشيعي الجديد ،منها (منظمة خبات الثورية الإسلامية ) التي تأسست عام 1980 من قبل مجموعة من الشيوخ والمثقفين للسعي من أجل حقوق أهل السنة في إيران  و أيضاً هناك(حركة مكتب قرآن) التي تأسست أصلاً قبل انتصار الثورة على يد أحمد مفتي زاده ، وجماعة “الموحدون الأحرار” تأسست في عام 1992م بزعامة موسى عمران، وهي تعبر عن نفسها بأنها حركة توحيدية اجتهادية، وتدعو إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه وإقامة جمهورية إيرانية شعبية اتحادية.وفي عام 1981 تنادى أهل السنة لإنشاء (مجلس شورى أهل السنة-شمس) وذلك للدفاع عن حقوقهم وخصوصاً في مناطقهم المتعددة (خراسان وكردستان وسجستان وبلوشستان والجنوب وتركمن صحراء) واتت بعض مبادئه كما يلي :

1-السعي في سبيل إحياء ووحدة الأمة المسلمة وإزالة مظاهر التفرق عن وجهها.

2- السعي من اجل توحيد وتنظيم قوى وإمكانيات أهل السنة في إيران كإحدى الخطوات اللازمة للوصول إلى الوحدةالإسلامية.

3- تشكيل مجالس الشورى الفرعية التابعة للشورى المركزية في كل المناطق السنية من ذوي الصلاحيات لتكون وسائل لربط الناس بالشورى المركزية.

4- العمل الدائب والجاد لإزالة المظالم المذهبية والقومية والطبقية في كل إيران عن أهل السنة عن طريق إصلاح مواد عديدة من الدستور وخاصة المادة الثانية عشرة.

5- السعي لإنشاء مسجد ومركز في طهران للتجمعات وأداء المراسيم والخدمات الدينية كالجمعة والجماعات وإلقاء الكلمات.

6- السعي لإنشاء وتقوية المدارس الدينية في كل المناطق السنية الرسمية.

7- إيجاد  الجمعيات المتعددة من ذوي الإيمان والوعي والشعور بالمسؤولية للتبليغ في كل المناطق السنية.

كما تنشط  في كردستان مجموعة كردية  معارضة ذات توجه يساري تسمى (كومله-العصبة الثورية لكادحي كردستان الإيرانية) نشأت عام 1967 بهدف الانفصال عن نظام الشاه ،واستمرت بعد الثورة في ممارسة نشاطاتها المعارضة.

وجميع المنظمات والهيئات السنية، ممنوعة من العمل، بل ومطاردة من قبل النظام، وعملها يتم بشكل سري، حتى المدارس والجوامع المرخص لها بالعمل في مناطق ذات الأغلبية السنية هي أيضاً مراقبة من قبل الأجهزة الأمنية، ولا يسمح لها بالعمل إلا في حدود ما يدخل ضمن قائمة المسموحات التي وضعتها وزارة الثقافة و الإرشاد، وفي بعض المناطق السنية في غرب وشمال إيران هناك ما يسمى “المركز الإسلامي الكبير” وهو عبارة عن مركز حكومي تأسس بإشراف وزارة الأمن (الإطلاعات) مهمته الإشراف على مناهج التعليم في المدارس الدينية والنشاط الدعوي لأهل السنة، ومن يحاول العمل بعيداً عن البرامج التي وضعها المركز المذكور فانه يعتقل ويحاكم.

بوشهر (الأحواز)

تقع جنوب إيران على الخليج العربي ،وتعد حالياً جزء من إقليم الأحواز ،يصل إجمالي عدد سكانها إلى 0.886 مليون نسمة .

ويسمى الأحواز أيضاً ب (عربستان ) و(خوزستان) وهي منطقة ذات أغلبية عربية في إيران ،ظل إقليم الأحواز منذ عام 637 إلى 1258 بعد ما قام (أبو موسى الأشعري رضي الله عنه) بفتحه ،تحت حكم الخلافة الإسلامية وتابعاً لولاية البصرة حتى الغزو المغولي ،ثم نشأت الدولة المشعشعية العربية 1724 في الوقت الذي لم يكن فيه للفرس أي جود سياسي،ثم قامت (إمارة بني كعب) واعترفت الدولتان الصفوية والعثمانية باستقلالها.

وتضم مدنا عربية عريقة، كالأحواز والمحمرة وعبدان والحويزة. وكانت هذه المنطقة تشكل إمارة عربية موحدة، آخر أمرائها هو الشيخ خزغل الكعبي. وقد تم احتلالها من قبل الفرس عام 925م، أثناء حكم رضا خان، والد شاه إيران الذي أطاحت به الثورة.

ورغم محاولة الحكومات الإيرانية المختلفة تفريس هذه المنطقة، من خلال حرمان أهلها من تعلم لغتهم، وتشجيع الاستيطان الفارسي من داخل إيران إلى المحمرة، فقد تمسك أهلها بهويتهم العربية، وظلوا يطالبون بحقوقهم الثقافية والقومية.

كان سكان بوشهر خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر من العرب الذين انتقلوا من الجزيرة العربية إلى هذه المنطقة في بر فارس ،ويدين معظم العرب فيها بمذهب أهل السنة والجماعة ،وقد تعرضت لمحاولات نشر المذهب الشيعي فيها عندما قدم أحد علماء البحرين إليها عام 1216 هجري .

تتواجد في جنوب المدينة محطة كهرباء بوشهر النووية ،ويوجد فيها مسجدان لأهل السنة ،وأكثر من مائة مسجد في مختلف أنحائها.

ويوجد فيها منظمات مناهضة للحكومة الإيرانية تسعى لتحرير الأحواز مما تعتبره احتلالاً لها من قبل إيران ،ك (المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية)  التي تأسست عام 2001 بشكل سري ،و(المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز-حزم) التي أعلنت انبثاقها عام 2010 و(الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية) و(حركة النضال العربي لتحرير الأحواز) التي تأسست عام 1999 وبدأت عملها المسلح ضد السلطات الإيرانية عام 2005 .

أشنوية 

تقع جنوب غرب محافظة أذربيجان الغربية قرب الحدود الإيرانية -العراقية، سكانها من الأكراد الذين يبلغ عددهم تقريباً 62 ألف نسمة .وكانت اشنوية مركزاً لحكومة (ماد) أول دولة رسمية ظهرت في إيران القديمة ،وفي عهد الفتوحات الإسلامية أصبحت هذه المنطقة مركزاً للمعسكرات والجيوش الإسلامية ،ثم في عهد الدولتين الصفوية والعثمانية تذبذبت تابعيتها الإدارية بينهما .

رجال العلم فيها:

1-الربيع بن يحيى أبو الفضل البصرى الأشنانى  ،من كبار محدثيها،وهو من الطبقة  العاشرة ( من  كبار الآخذين عن تبع الأتباع ) حدث عن: شعبة، ومالك بن مغول، ومبارك بن فضالة، وزائدة ابن قدامة، وطبقتهم. وروى عنه  البخاري، وأبو داود، وحرب الكرماني، وأبو زرعة الرازي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن أيوب البجلي، وآخرون. قال أبو حاتم: ثقة ثبت. وقال ابن قانع: مات الاشناني في سنة أربع وعشرين ومائتين من الهجرة النبوية .

2-الفقيه عبد العزيز بن علي الشافعي صاحب الفرائض المعروفة الذي  قدم بغداد وتفقه فيها على الشيخ أبي إسحاق وسمع فيها من جماعة، وكان زاهداً، عارفاً بالمذهب والحديث، وصنف في المذهب والفرائض. رحل عن بغداد، ثم رجع إليها لرد قلم استعاره، وعاد إلى بلده فمات فيها. لم يذكروا وقت وفاته. والغالب أنه توفي في أشنه.

3-أحمد بن موسى الأشنهي الشافعي : وهو أحمد بن موسى بن حوشين أبو العباس الأشنهي. قدم بغداد واستوطنها ودرس الفقه للشافعي على المتولّي وغيره وسمع من أبي جعفر النجاري وأبي الغنائم ابن أبي عثمان وغيرهما وحدث بكتاب تنبيه الغافلين. وكان زاهداً ورعاً فقيهاً مفتياً؛ توفي سنة خمس عشرة وخمسمائة.

4- ابن شيث القرشي الأموي الأشنائي العلامة المنشئ البليغ جمال الدين عبدالرحيم بن علي، ولد سنة 557 .  وتفنن في الآداب بـ “قوص” مع الدين والورع والباع الأطول في النظم والنثر وحسن التأليف والتصنيف. ولي الديوان بـ”قوص”، ثم بـ”الثغر”، ثم بـ”القدس”، ثم صار  كاتبا لصاحب مصر. وكان قاضيا لحوائج الناس كيسا كبير القدر.مات في المحرم  سنة خمس وعشرين وست مئة.

تربت جام

تقع في محافظة خراسان رضوي،قرب الحدود الأفغانية ،ويبلغ عدد سكانها الإجمالي 84.230 نسمة .وهي ذات أغلبية من السنة الفرس،وأقلية من الشيعة الجعفرية .

يوجد بها مدارس دينية ، منها (فخر المدارس) و(الصديقية) وغيرها من المراكز العلمية والدعوية ،مثل (حركة جماعة التبليغ) التي تقوم بنشاطات تستهدف محو البدع والمنكرات التي تنتشر بين السكان.

شخصيات من تاريخها الشيخ أحمد جام :كان عالما شاعرا عارفا ولد في قرية ” نامق ” من قرى جام سنة 1048 م .

ترعرع في كاشمر ثم انتقل إلى جام قد أسلم على يديه خلق كبير في بلاد خراسان . ويرجع نسبه إلى جرير بن عبد الله البجلي اليماني وله العديد من المؤلفات خاصة في الأخلاق والتزكية مثل  : سراج السائرین در ثلاث مجلدات ، انیس التائبین. الرسالة‌  السمرقندیه، مفتاح النجاة، روضه‌المذنبین  ؛ کنوز الحکمه، فتوح الروح، الاعتقادات، التذکیرات، الزهديات و دیوان أشعار له بالفارسیة . توفی أحمد جام سنة 536 عن عمر جاوز التسعين في خدمة الخلق وتوجيههم وإرشادهم في هذه البلاد .

ويعد مسجد الشيخ فيض في محافظة “خراسان”, الذي تحول إلي منتزه عام, هو المثال الأبرز في إطار هضم الحقوق  , لاسيما وأن هدمه في منتصف تسعينيات القرن الماضي (عام 1994 )قد نتج عنه ردة فعل عنيفة كانت بمثابة شرارة البدء الأولي لتحرك الجماعات المسلحة السنية داخل إيران من قبل بعض السنة البلوش, تمثلت في تفجير أحد المقامات الشيعية في مدينة مشهد ،وأعلنت جماعة سنية يطلق عليها “الحركة الإسلامية الإيرانية” مسئوليتها عن  هذه التفجيرات, ومّثلت أول تحرك مسلح للبلوش السنة ضد السلطات الإيرانية .

تركمن صحراء

تبدأ من ميناء تركمن ومدينة كميشان الواقعتين على سواحل بحر قزوين في محافظة كلستان ،وتنتهي إلى منطقة راز  وجركلان التابعة لمدينة بجنورد الواقعة في محافظة خراسان الشمالية كما تجاور من شمالها مملكة تركمنستان ، يسكنها قبائل من التركمان الذين يتكلمون اللغة التركمانية وينتمون لمذهب أهل السنة والجماعة، ويبلغ عدد المتواجدين فيها أكثر من مليون نسمة .

لمع في تاريخ هذه البلاد المعاصر الشيخ “عبدالقادرالداغستاني” والشيخ “عبدالوهاب الداغستاني” و يرجع أصلهما كما هي معلومة من نسبتهما إلی اقليم داغستان من ولايات الروس المستقلة.وبعد مشوار من المقاومة ضد الشيوعيين آنذاك في داغستان ،هاجر (عبد القادر) إلى تركمن صحراء عام 1348 هجري.ثم لحق به (عبد الوهاب) وانقطعا جنبا إلی جنب إلی الدعوة ومكافحة البدع واللادينية وإلی نشر المعارف الدينية في هذه المنطقة .

سيستان

تقع جنوب شرق إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان ،عاصمتها زاهدان،ويبلغ عدد ساكنيها 3.1 مليون نسمة وأهل السنة يشكلون 50% من سكانها .

غالبية السنة في “سيستان” يعيشون في القری بسبب اشتغالهم بتربية المواشي والزراعة، أو القری الكبيرة التي تبدلت إلی مدن في السنوات الأخيرة. مدينة “دوست محمد” في مديرية “ميانكنكي” ومدينة “زهك” في مديرية “ناروئي” من المدن التي تتشكل السنة غالبية سكانها. و20 في المائة من تعداد سكان مدينة زابل مركز “سيستان” هم من أهل السنة.

قدم (محمد غل حسن زهي) إلی هذه البلاد وأسس المدرسة المحمدية في قرية “إسلام آباد لوتك”، ثم توسعت دائرة نطاق نشاطات هذا المركز الديني في جميع أنحاء سيستان وصار مثابا علميا وتربويا لمتعطشي علوم النبوة، ونفخ روحا جديدة في أهل السنة في هذه الأراضي، وتقام الجمعة في مدينة “دوست محمد” و”كهك” و”زهك” و”زابل”.

ومن رجال المنطقة أيضاً (قمر الدين ملا زهي) الذي أسس جامع النور سنة 1381 هجري والذي توفي سنة 1424 هجري .

وهناك (عبد الستار كرد) الذي أسس مدرسة مخزن العلوم في قرية (خاش) سنة 1392 والذي توفي سنة 1415 هجري.كما نذكر (محمد شهداد السرواني) أحد أبرز علماء تاريخ بلوشستان المعاصر ،ولد سنة 1342 هجري في (سوران ) إحدى القرى التابعة لبلوشستان والتحق بجامعة ديوبند في الهند سنة 1361 هجري ،وترك عدد من التصانيف العلمية القيمة ،كما ترجم بعض الكتب من الأردية والعربية إلى الفارسية ،توفي سنة 1407 هجري .

أردبيل

تقع شمال غرب البلاد ولها حدود مع أذربيجان ،سكانها من القومية الأذرية التركية وأقلية قومية التاليش الإيرانية.يبلغ عدد سكانها1168011 نسمة ،ويسكن السنة في ثلاث مديريات منها هي:خلخال، كوثر ،نمين.

دركز

تقع في محافظة خراسان رضوي،يبلغ عدد سكانها الإجمالي 38.800 نسمة 5% منهم أي حوالي 7000 نسمة من أهل السنة الأتراك.
إن بلدة درگز لها مسجد واحد فقط، مع أن أربعمائة عائلة من أهل السنة والجماعة يسكنون في تلك البلدة.

وبعد درگز تری القری الأخرى لأهل السنة وهي: چقر ، گل خندان، خيرآباد، مير قلعه، وبلدة لطف آباد.وأما بالنسبة لمساجد أهل السنة، ففي بعض هذه القرى يتمتع أهل السنة من مساجد خاصة لهم وفي بعضها ليس لهم أي مسجد بل إنما يصلون في مساجد الشيعة.

جدير بالذكر بأنه لا يوجد العلماء في هذه القرى السنية إلا في خمسة قری و طالما ما رأت هذه القرى العلماء نحو أربعين أو خمسين سنة اللهم إلا الجماعات التبليغية أو الطلاب في شهر رمضان فقط.

بندر عباس

مدينة تقع في جنوب إيران على الخليج العربي ،وتعتبر عاصمة لمحافظة (هرمز كان) ،يقطن المدينة 352.173 نسمة.ويتواجد أهل السنة في محافظة هرمزكان خاصة مدينة بندر عباس وضواحيها وجزيرة قشم والمناطق الواقعة على سواحل الخليج وبحر عمان.

كما يتواجد السنة في مناطق أخرى مثل :بيرجند مركز محافظة خراسان الجنوبية ،تقع قرب الحدود الأفغانية ،يقدر عدد سكانها 183.010 ساكن .

ومحافظة كرمنشاه: الواقعة في شرق و جنوب شرق إيران و التي أيضاَ يشكل الشعب الكردي المسلم أكبر نسبة من سكانها و مركز المحافظة مدينة كرمنشاه.

و محافظة فارس: و خاصة في منطقة (لارستان) و ضواحيها و قراها و أيضاَ في مناطق أخرى مثل: طلة دار، خور، اوز، خنج، بستك، فيشور و جناح ،و منطقة طوالش و عنبران الواقعتان في غرب بحر قزوين في الشمال،وأيضاً بندر مقام، طاوبندي و كشكنار و مناطق أخرى في جنوب غربي إيران.

منظمة هيومن رايتس ووتش

قالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في 24 يناير 2011 إن أزمة حقوق الإنسان تفاقمت في إيران عام 2010 لأن النظام «يلجأ إلى التعذيب والترهيب لممارسة الضغوط على منتقديه والبقاء في السلطة». وفي تقريرها لعام 2010 اعتبرت المنظمة أن «القيود المفروضة على حرية التعبير والتمييز على أساس الدين والجنس استمرا بالعنف نفسه».

وأدان التقرير أيضا التمييز بحق المجموعات الدينية التي تشكل أقلية، بينها السنة والبهائيون والصوفيون والمسيحيون.

وكتبت المنظمة أن «القانون الإيراني لا يزال يمارس التمييز بحق الأقليات الدينية، منها السنة، فيما يتعلق بالتعليم والتوظيف»، موضحة أنه «لا يسمح للسنة (10 في المائة من السكان) ببناء مساجد في المدن الكبرى».
*********
المصادر
-ويكبيديا
-موسوعة المعرفة
-الموقع الرسمي لأهل السنة والجماعة في إيران (سني أون لاين)
-حوار مع المرجع الديني لأهل السنة في إيران الشيخ عبد الحميد إسماعيل الزهي (الشرق الأوسط 6 يناير 2010)
-مقال (السنة في إيران وتوجهات أحمدي نجاد) بقلم :علي عبد العال (مجلة العصر 5/1/2006 )
-موسوعة الحركات الإسلامية في الوطن العربي وإيران وتركيا –أحمد الموصللي.
-تقرير(تفجير بلوشستان وحقوق السنة في إيران) بقلم:حسين جلعاد (الجزيرة نت 19 /10/2009 )
-صحيفة (كيهان عربي) العدد 7877 السنة الثلاثون 9 آيار 2011 .
-دستور إيران –ويكي مصدر.
-مقال (السنة في إيران بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل ) بقلم:إبراهيم الأهوازي (مركز الشرق العربي )
-مقال (زاهدان..زراعة الشوك وحصاده) بقلم:صباح الموسوي (موقع قصة الإسلام)
-كتاب (أحوال أهل السنة في إيران) الجزء الثالث –عبد الله محمد الغريب.
-شبكة الشيعة العالمية.
-موقع زاد المعاد.
-كلمة (العرب وإيران بين الذاكرة والتاريخ )–للدكتور وجيه كوثراني ،في ندوة (العرب وإيران) المنعقدة في الدوحة 17 /1/2011 عن (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات).
-حوار مع الشيخ عبد الرزاق البخاري رئيس هيئة العلماء السنة في إيران في صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 3/5/2007 نقلاً عن منتديات الوليد بن طلال.
– ملخص كتاب المسبار السادس والأربعون (أهل السنة في إيران) أكتوبر 2010 –كتاب يحوي إحدى عشرة دراسة.
-مقال (إيران..لوحة فسيفسائية وصراعات مركبة ) بقلم:يوسف مكي (صحيفة الاقتصادية الالكترونية 6 مايو 2011)
-موسوعة الإخوان المسلمين.
-الأقليات في إيران:الواقع والمستقبل-بقلم:رانيا مكرم –عن موقع كتّاب من أجل الحرية.
-أوضاع العرقيات والأقليات في إيران (الراصد نت)
-حقوق الإنسان في إيران –إعداد:محمد عبدالعاطي (الجزيرة نت 3/10/2004)
-كرد إيران –بقلم:شفيق شقير (الجزيرة نت 11/6/2006 )
-جريدة الشرق الأوسط 25 يناير 2011

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 173 مشاهدة
نشرت فى 9 يونيو 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,431

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.