كيف تقضي على الخوف؟

هل شعرت يوماً بالخوف من شيء ما، وهل جاء أحد ليصور لك الأمور بشكل معقد تجعلك تخاف وتضطرب حياتك. فما هو الحل؟ دعونا نتأمل هذه الآيات الرائعة للعلاج...

 

الخوف هو غريزة أودعها الله في المخلوقات لها فوائد عديدة. فالخوف يمكن أن يكون سبباً في نجاة إنسان من حادث أو من هلاك إنسان بمرض. كذلك الخوف يكبح تهور الإنسان فهو بمثابة صمام  الأمان له.

ولكن عندما تكثر المخاوف وتصبح شبحاً يطارد صاحبه لابد من علاج، وأفضل علاج ما نجده في كتاب الله عز وجل. فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما في نفسه وأعلم بما يصلحه ولذلك أعطانا العلاج بسهولة ويسر.

على مر التاريخ كان الصراع بين الحق والباطل، ومهمة الشيطان هو تخويف الناس وزرع الرعب في قلوبهم ليفقدهم الثقة بالله تعالى ورحمته. فدائماً ما يأتي الشيطان ليوسوس للإنسان أن يخاف مما سيأتي، أو يخاف من الناس، أو يخاف من مصير مجهول. ولذلك فإن القرآن طرح علاجاً رائعاً لمشكلة تعترض طريق كل مؤمن.

يقول تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) [آل عمران: 173]. هذه هي المشكلة، قد يأتي شخص ويخوفك من المستقبل، أو يخوفك من بعض الناس. وتبدأ الاضطرابات النفسية وتبدأ معها المخاوف التي من الممكن أن تدمر حياة إنسان آمن.

ولكن العلاج بسيط جداً ... دعونا نكمل الآية الكريمة (فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران: 173]. هذا هو حال المؤمن يزداد إيماناً بسبب ثقته بالله عز وجل، وأن الله قادر على حمايته من أي خطر كان. ولذلك ينبغي على كل واحد منا أن يحفظ هذا الدعاء ويكرره كلما أحس بالخوف: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

ولكي لا يدع لك القرآن مجالاً للخوف أبداً أعطاك نتيجة من يكرر هذا الدعاء وبالفعل يعتقد أن الله حسبُه ويكفيه الشر وقادر على تحصينه من الضرر أو المرض أو الفقر... يقول تعالى في الآية التالية: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران: 174]. سبحان الله! تصوروا معي هذا التعبير الرائع (لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) أي حتى مجرد السوء البسيط لم يقترب منهم ولم يمسسهم ماداموا يثقون بالله ويقولون: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

وتأتي الآية التالية لتطمئن المؤمن أن هذا الخوف من الشيطان فهو وهم وليس حقيقياً، يقول تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]. فالخوف من الله هو أفضل علاج لأنه يجعلك تشعر بالقوة لأنك تستمد قوتك من القوي سبحانه، وتشعر بالغنى لأنك تثق بالغني الكريم...

وأخيراً أحبتي

النتيجة أن الثقة بالله تعالى والتفكير باليوم الآخر وعذاب الله، والجنة والنار، والوقوف بين يدي الله يوم الأهوال والحساب.. وتخيل نار جهنم والوقوف ليوم سيمتد لآلاف السنين يوم القيامة.. كل ذلك يقوي الثقة بالنفس ويخفف من الخوف من الدنيا.. ولا تنسوا تكرا ر هذه الكلمات (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) لأنها وسيلة لنا في هذا العصر لنقضي على الخوف والاكتئاب ونتقرب من الله عز وجل فهو الوحيد المتصرف في هذا الكون وهو القادر على أن يحقق لك ما تطلبه وما فيه سعادتك في الدنيا والآخرة. 

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com/ar

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 116 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,512

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.