أثر حسن الظن في التماسك الاجتماعي

حسن الظن هو أن يتوقع المرء الخير والصورة الحسنة عند غيره من الناس الذين يعاشرهم أو يساكنهم أو يجاورهم، بحيث لا يتوقع أو يظن أي جانب سيئ يراه حالا بهذا الآخر، مهما كان هذا الآخر مختلفا عنه في عقيدته أو مذهبه أو عاداته وتقاليده أو لونه أو غير ذلك، ما دام ملتزما بأصول المساكنة والمعاشرة الحسنة.حسن الظن دعامة أساسية للمجتمع الآمن. ونقيضه: سوء الظن، الذي يشيع بين الناس التفسيرات الخاطئة والمجانبة للصواب عن سلوك الأفراد وأفكارهم وعلاقاتهم الاجتماعية، ويشعرهم كأنهم واقعون تحت الرصد والمراقبة الشديدة، مما يخرب هامش الأمان، الذي يعد لبنة أساسية من لبنات السلم الاجتماعي.
فالعلاقات الاجتماعية يجب أن تتأسس على الثقة في الآخر وحسن الظن به، حفاظا على تماسك المجتمع الآمن، وترسيخا للاستقرار وقيم المواطنة والسلم والتعاون والتكافل، مهما اختلفت أعراق ومعتقدات أبنائه. وحسن الظن -بالتالي- يعد من أبرز أسباب التماسك الاجتماعي، بقطعه الطريق أمام تحقير الناس بعضهم لبعض أو تكفيرهم أو تبادل الاتهامات الباطلة بينهم.
قال رسول الله  " صلى الله عليه وسلم" : «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه» (1). هذا الحديث يضيء سبل استيعاب قول الله تعالى في كتابه العزيز: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} (الحجرات:12). وفي تفسيرها قال ابن كثير رحمه الله: «ينهى الله عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس من غير محله، لأن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثيرا منه احتياطا» (2).
سوء الظن، خلافا لحسن الظن، يدفع صاحبه لتتبع العورات، والبحث عن الزلات، والتنقيب عن السقطات، وهو ما يعد مرضا سلوكيا، يهدد السلامة النفسية لصاحبه، «قيل لرسول الله  " صلى الله عليه وسلم" :أي الناس أفضل؟ فقال: كل مخموم القلب صدوق اللسان. قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فقال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» (3).
بينما حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر، وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلا ولا حقدا، امتثالا لقوله  " صلى الله عليه وسلم" :«إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا» (4).
سوء الظن يكون في الغالب شكلا من أشكال الإسقاط النفسي، الذي هو حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه ورغباته المحرمة والعدوانية أو الجنسية للناس حتى يبرئ نفسه ويبعد الشبهات عنها، فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب، وكذلك الخائن أو المغتاب أو غيرهم.
وقد انتبه إلى الأمر بنباهتهم كثير من الذين كتبوا في الأخلاق الإسلامية، ومنهم علي بن محمد المصري الذي أكد أنه «لا يصل أحد إلى مقام حسن الظن، إلا إذا طهر الله تعالى باطنه من سائر الرذائل، إما بالفطرة وإما بالعلاج والرياضة، بحيث يصير لا تخطر الفحشاء على باله» (5). وأضاف: «فمن طهر باطنه من سائر الرذائل فهو الذي يصح منه حسن الظن بالمسلمين» (6).
وهذا المعنى نفسه، هو الذي عالجه أبو حاتم بن حبان البستي بشكل لطيف بقوله «الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه» (7).
هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب  "رضي الله عنه" : «لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا» (8). حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير، وهو ما أكده التابعي سعيد بن المسيب -رحمه الله- حين قال: «كتب إلي بعض إخواني من أصحاب رسول الله  " صلى الله عليه وسلم"  أن ضع أمر أخيك على أحسنه، ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن إلا نفسه» (9).
ســــألني وأجبــــته
وفي هذا الباب يحكي الرواة قصة عمر بن الخطاب  "رضي الله عنه"  لما دخل إلى مجلس فوطئ قدم رجل يجلس فنظر إليه وقال: أو أعمى أنت؟ فأجابه عمر: لا. فهم أحد الصحابة ليعاقب الرجل، فمنعه عمر وقال: إنما سألني وأجبته. فالرجل بتهجمه اللفظي على عمر وإساءته الأدب معه، قد آلم الصحابي، فضلا عن عمر، لكن عمر لم يكتف بالصبر فحسب، بل التمس العذر للرجل، فطيب بذلك خاطره أولا ثم خاطر الصحابي، وقابل إساءة الرجل بالحسنى، مصداقا لقول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } (فصلت:34)، فليس المطلوب هو الصبر فقط، وإنما رد الإساءة بالإحسان.
هذه القواعد الأخلاقية السلوكية التي أسس لها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، هي التي حرص فقهاؤنا على إبراز أهميتها في سلامة الصدر وفي تشكيل معالم الشخصية المسلمة الإيجابية.ويعد ابن حزم الأندلسي من أهم من كتبوا في الموضوع، ففي كتابه القيم «مداواة النفوس» يوصي ابن حزم بالإحسان في التعامل، والتسامح بعدم مقابلة السوء بجنسه: «من أساء إلى أهله وجيرانه فهو أسقطهم، ومن كافأ من أساء إليه منهم بمثل فعله فهو مثلهم، ومن لم يكافئهم بإساءتهم بمثلها فهو سيدهم وخيرهم وأفضلهم» (10).
وبذكاء ونباهة فائقين، ينتبه ابن حزم إلى أهمية الثواب والتعزيز الداخلي، بعرض قاعدة في بدل المعروف مفادها: أن على من تصدى للناس بخدمتهم ومساعدتهم وبذل المعروف لهم ألا ينتظر عاقبة بذله ومعروفه منهم، لأن ذلك عليه مدار تأليف القلوب والتأثير في الناس، وبه اتقاء الشرور من خبث نفوسهم، فيتعين على المرء أن لا يعنى بالمصالح الوقتية والنتائج النفعية المادية أو المعنوية المترتبة عن سلوكه الإيجابي مع الناس، ويجب أن يتجرد من كون عمله مشروطا بنتائجه وعواقبه التي تعززه، فالتعزيز القوي هو أن يكون نفسه راضيا عن عمله بيقين نية إرضاء الله تعالى بتجريد العمل ابتداء وانتهاء لله وحده «وابذل فضل مالك وجاهك لمن سألك أو لم يسألك، ولكل من احتاج إليك وأمكنك نفعه، ولا تشعر نفسك انتظار مقارضة على ذلك من غير ربك عزوجل» (11).
الرضــــا الــــذاتي
التجربة السارة التي يسفر عنها الإحسان للغير تعد بمنزلة ثواب ومكافأة، وقد انتبه ابن حزم إلى أهمية إحساس المرء بالرضا الذاتي عن سلوكه الخيري، وثقته في ثواب الله ونيل رضاه، الذي يعمل كداعم إيجابي وقوي للسلوك، يساهم في تكرار الاستجابة ويشجع على إعادة النمط السلوكي الذي أدى إلى بعث الرضا والسرور في نفس المرء. «ولا تنصح على شرط القبول، ولا تشفع على شرط الإجابة، ولا تهب على شرط الإثابة، لكن على سبيل استعمال الفضل، وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة وبذل المعروف» (12). ومن المشاعر المساعدة على التخلص من القلق والهم أن يحس المرء أن الآخرين في حاجة إليه وأنهم يقدرونه، فذلك يزيده ثقة في نفسه وتقديرا لها واقتناعا بجدواه في الحياة.
الدفع بالأحسن هو الأداة الفعالة للتغلب على أنانيتنا التي تهزمنا، وعلى هوى نفوسنا بردعها عن الطبع الشهواني والطبع العدواني، إنه التسامح الشامل الذي يعترف للآخر بالحق في الاختلاف، بل بالحق في الخطأ أيضا، اعتبارا لطبيعته البشرية الهشة. وهو أيضا التحلي بالقدرة على حسن الاستماع للرأي الآخر، وتفادي الغضب، وأن نحب لغيرنا ما نحب لنفسنا.إن الدفع بالأحسن يقتضي تحسين الظن بالآخر وطرح الأحكام المسبقة في الحوار، وفتح الباب واسعا أمام مبادلة المحبة والاحترام والوئام والتفاهم والانسجام، ثم تحقيق العيش المشترك بين الشعوب على اختلاف طبعها؛ إنما يحول دون ذلك هوى النفس والأنانية.
التســامــــــــح
التسامح والثقة في الآخر وحسن الظن بالناس أمور ضرورية تحتمها الضرورة الحياتية والمصالح المشتركة. فالحكمة الربانية اقتضت أن يكون وجود الناس على الأرض في شكل تجمعات بشرية متباينة، لكنهم على الرغم من تباينهم بما ينفرد به كل تجمع من خصوصيات عرقية ودينية وبيئية وثقافية فإنهم يتفقون في ما يجمع بينهم من وحدة الأصل والحاجة إلى ضمان المصالح وحمايتها.
فالتسامح يتأسس على أساس الاشتراك الجمعي للطبيعة البشرية التي توحد الناس، الذين يتصفون بالضعف والحاجة إلى الآخر والقابلية للخطأ، وهذا التسامح لا يصب في مصلحة الشخص المخالف وحده، بل يصب في مصلحة الإنسانية جمعاء، لأنه يؤسس لمجتمع فاضل متسامح، ولأنه يقتضي منا التنازل عن أنانيتنا والتخلي عن استعلائنا، فحين نعتقد أن الحق إلى جانبنا، وأننا نمتلك المشروعية، ونتمسك بها دون أدنى تنازل، وحين نعتبر التنازل ضعفا وهزيمة، فإن الأمر يؤدي إلى حصول صدام بين المعتقدات، ينتهي إلى إظهار غالب ومغلوب، منتصر ومهزوم، هذا هو الدفع بالتي هي أسوأ، دفع بالحرب والتطاحن والتعارض، يزيد من استفحال العداوة والنفور.
نيـــــات خبيــــثة
والأنانية تتعارض مع التسامح، وتعترض على مجرد التفكير فيه، وتقدم لنا أكثر من سبب لنبذه والإحجام عنه، وتقنعنا بأهمية الانتقام والقصاص ولذة الانتصار ومتعة الغلبة، وهذا ما يزيد في القلق وعذاب النفس واضطرابها. ولا سبيل لعلاج هذا القلق إلا بالسماحة وتحسين النية والتفاؤل بالخير وتمنيه للإنسانية جمعاء. يقول ابن حزم: «رأيت أكثر الناس يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم من نيات خبيثة يضبون عليها من تمني الغلاء المهلك للناس، وتمني أشد البلاء لمن يكرهونه، وقد علموا يقينا أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئا مما يتمنونه أو يوجب كونه. وإنهم لو صفوا نياتهم وحسنوها، لتعجلوا الراحة لأنفسهم، وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم، ولاقتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد، فأي غبن أعظم من هذه الحال التي نبهنا عليها، وأي سعد أعظم من التي دعونا إليها؟» (13)؛ فسماحة النفس تفضي إلى السعادة، وراحة البال والإحساس بالأمان، وسبيل لطمأنينة النفس التي امتدحها الله عزوجل كثيرا في القرآن الكريم.
ويضيف ابن حزم في كتابه قائلا: «حد الكرم أن تعطي من نفسك الحق طائعا، وتتجافى عن حقك لغيرك قادرا، وهو فضل أيضا، وكل جود كرم وفضل وليس كل كرم وفضل جودا. فالفضل أعم، والجود أخص، إذ الحلم فضل وليس جودا، والفضل فرض زدت عليه نافلة» (14). فيربط بمهارة بين التسامح والإيجابية التي تشمل الخصال السامية، كالكرم والجود والسهولة واليسر في المعاملة، ولين الحديث، ومقابلة الإساءة بالعفو والصفح عند المقدرة، والتغافل عن هفوات الناس، والبحث لهم عن الأعذار، وغير ذلك من الفضائل والشيم الكريمة.
ولا ينبغي أن يكون قاصرا على التعامل بين المسلمين، بل يتعين أن يعم التعامل بين جميع الناس، على اختلاف أعراقهم ومعتقداتهم، ولو كان العداء مستحكما بينهم، فإن ذلك لا يسقط شرط العدالة والإنصاف، ولا يوجب الظلم والاعتداء، مع وجوب التحفظ ضمانا للسلامة: «لا تسلم عدوك لظلم ولا تظلمه، وساو في ذلك بينه وبين الصديق، وتحفظ منه، فغاية الخير أن يسلم عدوك من ظلمك ومن تركك إياه للظلم» (15).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الهــــــوامــــــش

1 - سنن ابن ماجه (بعناية محمد فؤاد عبدالباقي)، القاهرة، مطبعة البابي الحلبي، الجزء 2، ص1297، رقم الحديث 3933، وقد ورد في صحيح مسلم بلفظ قريب من هذا.

2 - ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار طيبة، 1997، الجزء 7، ص377.3 - ابن ماجة، نفس المرجع، كتاب الزهد، باب الورع، ص 1409، حديث رقم 3216. -

4 - صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها.

4 - صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها.

5 - على بن محمد المصري، تحفة الأكياس في حسن الظن بالناس، القاهرة 2006، ص33.
6 - المصري، تحفة الأكياس، المرجع نفسه، ص34.
7 - أبو حاتم محمد بن حبان البستي، روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، القاهرة، مطبعة السنة المحمدية، 1949، ص131.
8 - جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، القاهرة، مركز هجر للبحوث والدراسات، 2003، ج13، ص567.
9 - السيوطي، المرجع نفسه، ص566.
10 - ابن حزم، الأخلاق والسير، بيروت، دار ابن حزم، ص85.
11 - ابن حزم، الأخلاق والسير، المرجع نفسه، ص117.
12 - ابن حزم، الأخلاق والسير، المرجع نفسه، ص118.
13 - ابن حزم، نفس المرجع، ص84.
14 - ابن حزم، نفس المرجع، ص106.

15 - ابن حزم، نفس المرجع، ص177..

 

المصدر: مجلة الوعي الإسلامي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 23 نوفمبر 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,426

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.