ظاهرة المعاكسات في البلاد الإسلامية

 

أختكم منار

 

أخي الكريم أختي الكريمة 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
ظاهرة المعاكسات في البلاد الإسلامية ، هذه الظاهرة الخطيرة والمؤلمة في نفس الوقت ، والتي تفشت وانتشرت في بلاد المسلمين بفعل الغزو الإستعماري الثقافي الغربي للبلاد الإسلامية وانبهار المسلمين بحضارتهم . والتي غفل عن خطورتها الكثيرين مع الأسف  .
والموضوع مقتبس عن كتاب ( رسالتي إلى أهل المعاكسات ) باختصار وتصرف .
عناصر الموضوع :
(1) المقدمة 
(2) مخاطر المعاكسات 
(3) وسائل التغريب والغزو الفكري 
(4) تمكن هذه الظاهرة وانتشارها 
(5) العلاج 
(6) الخاتمة
(1) المقدمة 
ابدأ مستعينة بالله ومصلية على رسوله صلى الله عليه وسلم 
لتعلمي أيتها الأخت الحبيبة وأيها الأخ الكريم أن المعاكسات سواء الهاتفية منها أو ما تكون عن طرق التجوال في الأسواق والمنتديات والمجتمعات ما هي إلا أثر من آثار الغرب ولأبين ذلك أقول أن التغريب نزعة ثقافية يتطلع من خلالها الشرقيون بكل إعجاب إلى دول الغرب كمثال يحتذى به في جميع مجالات الحياة  .
ومن هذا التعريف يتبين أن هذه النزعة الثقافية يتلقاها المسلمون بكل إعجاب غير مبالين أن كانت صائبة أم خاطئة .
فمن هذا أقول أن المعاكسات ما هي إلا أثر من آثار التغريب على بلاد المسلمين 
قال الشاعر : 
فتنة لا تزال تظرم نارا ** كل بيت من حرها اليوم صالِ 
بعد هذه المقدمة القصيرة أدخل في أهم عناصر الموضوع وابدأ أولا بالمخاطر 
(2) مخاطر المعاكسات 
لتعلموا أيها الأحبة أن مخاطر المعاكسات كثيرة ومن أهما ما يلي :
أولاً : ــ الانسلاخ من الإيمان وهذا يتضح في أمور 
(أ) الخروج عن الأخلاق السامية وسمو الأخلاق هو أحد أهم ركائز الإيمان فمتى انحرفت الأخلاق عن الفضيلة وهوت إلى الرذيلة فقد انحرف الإيمان من القلب إلى الهاوية .
(ب) التشكيك في عقيدة المسلمين ونشر أفكار الكافرين وتمجيد حضارة الغرب ووصف تشريعات الإسلام بالتخلف والرجعية وعلى سبيل المثال أسمع كل يوم من ينادي بالحرية المزعومة ويطالب بحرية الغرب العاهر .
(ج) تهوين أمر الصلاة والتكاسل عن أداءها في المساجد والإنشغال عنها بالملهيات مثال متابعة الفضائيات والمباريات وما خفي أعظم .
(د) التشبه بالكفار وتقليدهم والإقتداء بهم . متى عرفنا الكوافيرا ومتى عرفنا القصات وألوان الصبغات وأنواع الموديلات إلا عن طريقهم حينما أصبحنا نحاكي الغرب محاكات الظل لصاحبه.
(3) وسائل التغريب والغزو الفكري 
أخي الكريم أختي الكريمة 
أيها الواعي العاقل وأيتها الفطنة اللبيبة هل تتوقع أو تتوقعين بعدما تقدم من الآثار السابقة أن التغريب أتى عبثاً من غير تخطيط أو دراسة لا ورب الكعبة وإنما أتى بعد دراسة متقنة وبحرص وذكاء وعمل جاد من أجل إخراج المسلمين من دينهم ليتسنى لهم السيطرة عليهم وإخضاعهم لسيادتهم وليس ادل على ذلك من أقوالهم في مناسباتهم .
يقول غلادستون ما دام هذا القرآن موجود فلن تستطيع اوربا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في امان . 
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالهم للجزائر يجب أن نزيل القرآن من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من السنتهم حتى ننتصر عليهم ( تأمل أخي و تأملي أختي مدى ابتعاد العالم الإسلامي اليوم عن القرآن ولغته ) 
ومع هذا التجنيد لمحاربة الإسلام فهم يعترفون بقوة الإسلام وحسن أخلاقه . يقول باكتول : إنا المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً بشرط أن يرجعوا الى الأخلاق التي التي كانوا عليها حينما قاموا بدورهم الأول لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم . 
وأخيراً أقول لمن تأثر بالغرب ها هو الغرب يكيل لكم فهل تصحوا من سباتكم 
والآن إليكم بعض وأهم وسائل التغريب والغزو الفكري
أولاً : ــ الاعلام الخارجي والتابع له 
فالاعلام هو أعظم جنود هذا الاستعمار والاعلام أقسام وهي :
(1) المرئي منه وذلك عن طريق الأفلام الخليعة التي تعلم الحب قبل الزواج والتعرف على الأصدقاء حتى نرى حرب العقيدة جهارا عندما نرى محاربة تعدد الزوجات واتخاذ الخليلات والعشيقات وعندما نرى تمرد الزوجة على زوجها والسخرية من استأذانه في امورها بل ومباركة الأب لبنته في اتخاذ الأصدقاء بسم الحب .
(2) المسموع منه وذلك عن طريق استخدام بعض موجات الأثير لبث برامج جنسية موجهه للشباب الذكور منهم والإناث لتبادل الرسائل الغرامية للتعارف والصاقة وبث البرامج الغنائية لختيارها وارسالها للأصدقاء وغير ذلك من الأمور التي لا تخفى على اصحاب العقول النيرة .
(3) المقروء منه وهذا النوع من أكثر وسائل الاعلام انتشاراً وأكثرها ترويجاً للفساد سواءا ما تنشره من مقالات رخيصة ومدسوسة أو صور ماجنة أو من كلمات هابطة أو ما تبثه من سموم لحر العقيدة جهارا ناهيك عن مجالات الحب والخيانة والغدر التي تتزعم صور وعناوين من تسميهم بأصدقاء التعارف وهوات المراسلة .
ثانياً : ــ الغنـــاء 
الثاني من وسائل هذا الاستعمار الغنــاء لهذا قال احد قادة الغرب الجنرال غورو : كأس وغانية تفعلان بالأمة الإسلامية ما لم تفعله الجيوش الجرارة وقد صدق وهو كذوب . قال تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديثٍ ليُضلَّ عن سبيل الله بغير علمِ ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) وقال ابن القيم ( الغناء بريد الزنا ) ومن ما مضى يتبين خطر الغناء وكيف استغله اعداء العقيدة ليدخلوا من خلاله الى مكمن العقيدة في قلوبنا 
ثالثاً : ــ الثقافة الغربية المستوردة 
هذا النوع هو من أهم وسائل التغريب والغزو الفكري لقد نشروا كتبهم في البلاد الإسلامية بطريقة لا يتصورها خيال فقد ملأت كتبهم المكتبات بل وفاقت اعدادها كتب المسلمين واصبح الاقبال عليها من شباب المسلين ذكورهم وإناثهم شئ يفوق الخيال الى ان تشبع ابناء المسلمون بالثقافة الغربية ونهلوا من سمومها حتى اشربوا في قلوبهم فأصبحوا لا يرون الا ما يمليه الغرب عليهم فعميت قلوبهم عن الحق فكان للغرب ما ارادوا ونجحوا في ما خططوا له .
(4) تمكن هذه الظاهرة وانتشارها 
أخي الكريم أختي الكريمة 
عرفنا مما سبق الأسباب التي أدت لوجود ظاهرة المعاكسات والتي كما ذكرت أنها اثر من آثار التغريب على البلاد الإسلامية والتي دخلوا علينا من خلالها لزعزعت العقيدة في قلوبنا ليتمكنوا من السيطرة علينا واخضاعنا لسيادتهم وقد تمكنوا أو كادوا من تحقيق أغراضهم ونيل أهدافهم .
أخي أختي الكريمين 
هناك أدوار مشتركة بين الذكر والأنثى أدت إلى تفشي هذه الظاهرة وتمكنها . ومن أبرزها 
أولاً : ــ ضعف الإيمان 
وهذا أبرز هذه الأسباب وأولها فضعف الإيمان في نفوس بعض هؤلاء المعاكسين وعدم استشعارهم مراقبة الله في السر والعلن ادى بهم الى المساهمة في تمكين هذه الظاهرة وانتشارها ، فالقاعدة العامة هي طاعة الله ورسولة فأي إيمان للعبد حينما يعلم أن المعاكسات خيانة للدين وللعرض وللمجتمع المسلم ثم يقع فيها غير مبالي 
ثانياً : ــ الفــراغ 
الفراغ ذلك البعبع المخيف والوقت الضايع من عمر الإنسان والنعمة المهدرة ان لم تستغل فيما يرضي الله قال صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) فالشاب او الفتاة حينما يمن الله عليهما بهذه النعمة تجدهما يصرفانها فيما يغضب الله إلا من رحم ربي ، روى البزاز والطبراني بإسناد صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) 
ثالثاً : ــ فقد الرادع وضعف الوازع 
إن هذا السبب هو من أهم الأسباب في نتشار هذا المرض المزمن فمن أمن العقاب أساء الأدب يقول امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ( إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ) فإذا أمن الشاب العقاب تمادى في طغيانه حينما يعلم أنه لا رب يحاسبه ولا يراقبه أما البنت على عكسه فهي في خوف دائم تخشى أن يعلم أهلها بذلك وهذا مع الأسف بسبب التفريق في هذه المسألة من قبل الأهل بين الفتى والفتاة مع العلم انهما في الجزاء عند الله سواء وهذا هو العيب والنقص في تربية الأبناء فمراقبة البنت واطلاق قيد الولد بلا رقيب ولا حسيب هو الخطأ والخطر في نفس الوقت لأن الأهل ساهموا من حيث لا يعلمون في انتشار هذا المرض الخبيث مرض المعاكسات بهذا الثلب العظيم في تربية أبنائهم 
رابعـاً : ــ الحيـــاء 
فالحيــاء من الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام فإذا فقد الحياء كثر البلاء ، فمثلا حينما تتهاون البنت في حجابها وحشمتها وتخرج متبذلة فأين هي من الحياء وحينما يخلو قلب الشاب من الحياء فإنه لا يبالي بما يحصل منه ويبدر منه لأن الحياء هو خلق يحمل الإنسان على فعل ما يحمد عقباه وتجنب مالا يحمد عقباه وقبل ذلك كله الحياء من الله قال صلى الله عليه وسلم : ( فالله أحق أن تستحي منه ) 
خامساً : الصـحــبـــة 
لا يخفى على احد أهمية الصحبة واختيار الصديق قال الشاعر : 
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ** فإن القرين بالمقارن يقتدي 
ولكن لنا أن نتساءل من هو الصديق ؟ الصديق من صدقك لا من صدقك الصديق هو الذي يحضك على فعل الخيرات وترك المنكرات الصديق هو الذي يريك الباطل ويحذرك منه ، الصديق هو الذي يخوفك الله تعالى ، الصديق هو الذي يدلك على طريق الجنة ويحذرك طريق النار وهو الذي تسمو بصحبته الى مكارم الأخلاق ، أما صاحب السؤ فليسى بصديق بل عدو مضل يأخذ بصاحبه الى طريق الهلاك ويقوده الى الضياع وينحدر برفاقه الى المخازي والإنحطاط ويلقي بهم في بحر المعاصي والمحرمات .
سادساً : ــ موانع الزواج غير الشرعية 
الزواج فطرة جبل الله الخلق عليها وانعم الله بها على البشرية من أجل حفظ الإنسان والمجتمعات من التفكك وصيانة لأعراضهم من الضياع وحماية لأجسادهم من الأمراض وسمو بأخلاقهم إلى الطهارة والعفاف .
قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد السداد والناكح الذي يريد العفاف ) وورود ذكر الناكح بين هؤلاء الثلاثة دليل على حرص هذا الدين العظيم على هؤلاء الذين يريدون العفاف لأن عليهم تقوم المجتمعات الصالحة النظيفة من درن الرذيلة والفساد ولا شك أن من أسباب انتشار المعاكسات وجود موانع غير شرعية في طريق الزواج .
ومن أهم الموانع غير الشرعية للزواج 
(أ) الدراســة 
فالسبب الأول والمنتشر بين كثير من الناس هو الاعتذار بالدراسة فبعض الشباب والفتيات يتعذرون بالتحصيل العلمي وهذا غير صحيح فالزواج ليس سبباً في الحد من التحصيل العلمي بل إن الرجال المتزوجون هم انجح في دراساتهم من العزاب لأن تحمل مسئولية الزواج تدفعهم إلى ما يكفل لهم تحمل هذه المسئولية . وبعض الآباء هداهم الله يرفضون تزويج أبناءهم الراغبين في الزواج بحجة ان في تزويجهم قبل إتمام دراستهم عائقاً لهم عن الاعتماد على أنفسهم وهذا خطأ أيضا لأن الزواج كما قلنا لا يتعارض مع إتمام الدراسة بل على العكس فإن عدم تزويج الشاب الراغب في الزواج قد يؤدي إلى فشله وبالتالي انحرافه 
(ب) غلاء المهـور 
هو ثاني الأسباب غير الشرعية في تحقيق الزواج إذ أن المهر ركن من أركان الزواج الشرعي فإذا كان هذا الركن بعيد المنال صعب تحقيق الزواج فحينما يتقدم الشاب لمن يرضى دينها وخلقها ثم يعاق بسبب غلاء المهر وهي تحرم لهذا السبب فما المتنفس لهما بعد ذلك إلا المعاكسات إلا من رحم ربي ، فمتى يدرك آباؤنا خطر هذه المصيبة ويساهمون في حلها 
(ج) الاعتذار بصغر السـن 
وهذا العائق شائع الانتشار فبعض الآباء بل وبعض البنين والبنات يرفضون الزواج المبكر بحجة عدم القدرة على تحمل المسئولية في هذا السن ، وهذا العذر كما يقال أقبح من ذنب فلا شك أن القدرة على تحمل المسئولية مطلب أساسي في الزواج ولكن ليس للسن دخل في ذلك فرب صغير أقدر على المسئولية من كبير فالإنسان بعقله لا بسنه قال عليه الصلاة والسلام : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم البائة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء ) وظاهر الحديث يفهم منه حث الشباب على الزواج المبكر إذا لم يكن هناك عائق شرعي يحول من ذلك وكما تقدم معنى في الحديث السابق عن الثلاثة الذي أقسم الله سبحانه على عونهم ( ثلاثة حق على الله عونهم ... إلخ الحديث ) وذكر منهم الناكح الذي يريد العفاف أن الله سبحانه يكون عوناً لمن أراد تحمل هذه المسئولية إذا كان هدفه من الزواج مجرد من الأغراض والمصالح الدنيوية وإنما الهدف منه التعفف عن ما حرم الله بما أحله الله وذلك لما لهذا الهدف النبيل والشريف من مكانه عند الله سبحانه 
سابعاً وأخيراً : ــ ضعف الغيرة 
الغيرة من شيم الرجال ومن أخلاق الكمال عند النبلاء والغيرة من شعب الإيمان ومن مقتضيات إياك نعبد وإياك نستعين قال ابن القيم رحمة الله : ومن من منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الغيرة قال تعالى : ( قل إنما حرمَ ربيّ الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بطن ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما أحد أغير من الله ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) ومن هذا المنطلق أخي الكريم يكون لا بد لك من غيرة لنفسك من نفسك فلا تجعل للشيطان منك حظ وغر على نفسك أن تعاكس فتاة لا تحل لك وغر على محارم الله أن تنتهك وتكون أنت من ينتهكها فإن الذي يعاكس بنات الناس لا يغار هو على محارمه يقول الشيخ سعد البريك في شريط له ( أيها الشاب اعلم أنك حينما ترفع سماعة الهاتف لتعاكس بنات الناس أن هناك مئات من الناس يرفعون سماعات هواتفهم ليعاكسوا أهل بيتك ) فيا أخي الم يكن لك أخوات فتحافظ عليهن وغداً يكون لك بنات فلتحافظ عليهن وسوف تتزوج فالتحافظ على أهل بيتك وإياك والغرور وستر الله عليك فإن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يكد يفلته قال عليه الصلاة والسلام : ( أثنتان معجل عقوبتهما في الدنيا البغي والعقوق ) 
وبعد أخي الكريم وبعدما عرفت الأسباب وتبين لك خطورة المعاكسات وأنها دسيسة من أعدائنا ومخطط عدواني للنيل منا وبعد هذا كله ما عساك أنت فاعل .
(5) العـــلاج 
أخي الكريم أختي الكريمة 
إذا كانت الحرب على المخدرات من أجل المحافظة على العقول فإن محاربة المعاكسات لا تقل أهمية عن محاربة المخدرات لأن في محاربتها ليس حفاظاً على العقول وحسب بل وحفاظاً على الأخلاق والأعراض والمجتمعات فلا تستقيم عقول بلا أخلاق ولا تستقيم أخلاق بلا إيمان يحفظها ويقومها .
وعلاج هذه الظاهرة ينقسم إلى عدة أقسام
أولاً : ــ الآباء والأمهات 
(أ) احفظ الله يحفظك 
أيها الآباء والأمهات الكرام اعلموا أن أعظم الحفظ أن تحفظوا الله في السر والعلانية وأن تجتنبوا ما يسخطه سبحانه فإن ما تفعلانه حال حياتكما ربما توفنه في أولادكما قال ابن رجب ( ان الرجل بصلاحه يحفظ بولده وولد ولده وأهله أجمعين ) وقال سعيد بن المسيب ( والله يا بني إني لأزيد في صلاتي رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا قوله تعالى : ( وكانَ أبوهما صالحا ) 
(ب) المراقبـــة 
والمراقبه تنقسم الى قسمين 
الأول : ــ مراقبـة الله تعالى 
إن مراقبة الله من أعظم الأمور التي تعين على محاربة هذه الظاهرة إذ أن مراقبة المولى سبحانه تستدعي أن يلتزم الوالدين بكل الآداب الشرعية والتكاليف الربانية فلا يقصران في أمر من الأمور حتى يكون الوالدان قدوة حقيقية لولدهما أما إذا خالف الوالدان أوامر الله ولم يتئدبا بآداب الشرع المطهر فأي قدوه لولدهما فيهما 
الثاني : ــ اتقان التحكم في الأبناء 
معرفة من يخالط الابن ، ومعرفة من تخالط البنت ، يجلس الأب مع أصدقاء ابنه ، وأن تجلس الأم مع صديقات ابنتها ، أن يزور الوالد مكان تعلم ابنه ويعرف من يخالط ومن يجالس ويظهر له حقيقة المراقبة ، أن يعرف سر كثرة المكالمات وما الغاية منها وما الهدف المرجو من هذه المكالمات؟ وكذلك تراقب الأم ابنتها ولا تتركها مع سماعة الهاتف في خلوه فالمراقبة تحرز بعد ذلك حسن العاقبة 
(ج) الحكمة في التوجيه والمراقبة الحسنة 
إن من الأسباب الأكيدة التي أدت ببعض الشباب والفتيات إلى الوقوع في هذه الظاهرة هو فقد التوجيه والتربية الحسنة وذلك أنه حينما يخطئ الابن أو تخطئ البنت فإن الوالدين لا يحسنان طريقة التوجيه فيوبخ المخطئ أو المخطئة توبيخاً شديدا أكبر من الخطأ الذي وقع أو وقعت فيه فيكون بعد ذلك نفرة بين الوالدين وابنائهما حينما لا يلاقي الابن أو البنت التوجيه السليم حول خطورة هذه الظاهرة وما تجره من الخزي والعار 
ثانياً : ــ النصح والتوجيه العام 
إن هذا الأمر لا بد منه في كل علاج نريد أن نسلكه فعلى سبيل المثال انظر أخي وانظري أختي كيف هب العالم بأسره لمحاربت المخدرات وكيف جندوا الوسائل والطاقات ، الا ترون وسائل الاعلام كيف جندت لمحاربتة الا ترون الحكومات كيف تضرب بيد من حديد للقضاء على هذه الظاهرة .
نقول مثلاً بمثل لا بد من نشر النصح والتوجيه العام عن خطورة هذه الظاهرة سواءا عبر الاعلام أو في المنتديات العامة أو عن طريق عقد ندوات ومحاضرات لأجل كشف عوار هذه الجريمة وتبيين العلاج الناجع لها ونصحاً واظهاراً للحق في هذه المسأله لمن وقع فيها وابتلي بها .
وهنا لابد من وقفة مع الأخوة والأخوات المدرسين والمدرسات أقول فيها ان مسئوليتكم كبيرة ويقع على عاتكم الجزء الأكبر لأنكم حملة رسالة مقدسة ومكلفين بإبلاغها لمن تحت ايديكم قال صلى الله عليه وسلم : ( كل راع مسئول عن رعيته ) ولا شك أن الطلبة والطالبات راعايا للمدرسين والمدرسات وهم أمانة في أعناقهم ومسئولين عنهم يوم القيامة فمن واجبهم على اساتذتهم النصح لهم وتوجيههم حتى لا يقعوا في هذه الظاهره وغيرها من الظواهر السيئة وكذلك لا أنسى الدعاة والخطباء فعلى عاتقهم تقع مسئولية عظمى أمام الله في تبيين مثل هذه الأمور والتحذير من الوقوع فيها بالتي هي أحسن وتوجيه الجيل إلى المثل العليا والخلق الكريمة .
ثالثاً : ــ الصــلاة 
قال تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) الصلاة هي أوثق عرى الإيمان وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين فالصلاة لا يخفى أثرها الا على من طمس معالم قلبه الجهل والظلم والبعد عن منهج الحق إن الصلاة هي قوام الدين وعموده ولن تقوم لأمة الإسلام قائمة إلا بالمحافظه عليها فهي منبع الأخلاق ومنهج الهدى فعليه أقول ان المعاكسين إذا ادوا الصلاة حق الأداء بأركانها وواجباتها وخشوعها وسننها فإنها حتماً ستنهاهم عن الفحشاء والمنكر قال تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وليست الصلاة المقصودة هي التي تحضر لها بجسدك وتغيب عنها بقلبك فهذه ليست بصلاة ولن تنهاك عن الفحشاء والمنكر 
رابعاً : ـ خلاصة الكلام 
وخلاصة كل ما تقدم أقول أن أسباب الوهن الذي وقعنا فيه والداء الذي غرقنا فيه هو الابتعاد عن منهج الحق سبحانه القائل : ( إن هذا القرآنَ يهدي للتي هي أقومُ ويُبشرُ الذين يعملون الصالحاتِ أن لهم أجراً كبيرا ) إن الطريق الأقوم الذي لاعوج فيه هو طريق القرآن وطريقة القران في القضية هي العفاف قال تعالى : ( قل للمؤمنينَ يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فرُوجَهم .. الآية ) وقال : ( قل للمؤمنات يغضضنَ من أبصارهنَّ ويحفظنَ فرُجَهن .. الآية ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته تزني يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا ) وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته حتى يفضحه بها ) وأخيراً اقرءوا قول الله تعالى : ( إن الذين يحبونَ أن تشيعَ الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابُُ أليمُُ في الدنيا والآخرةِ والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون ) 
وأخيرا وقبل الوداع لابد من خاتمة 
(6) الخــاتـــمة 
وبعد ، وبعدما عرجنا على هذه الظاهرة الخطيرة ظاهرة المعاكسات في البلاد الإسلامية وبعدما وضعنا اليد على الجرح وتحسسنا مكان الالم وعرفنا الداء والدواء نقول متى سنفيق متى ندرك ما يراد لنا .
أرجو الله أن ينفع بهذا الموضوع كل من قرءه أو سمع عنه وأن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وسلم .
قام بإعداد هذا الموضوع وتحريره ونقله لكم 
أختكم في الله منار ــ mnar2
شبكة الفجر

المصدر: صيد الفوائد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 164 مشاهدة
نشرت فى 3 نوفمبر 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,070

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.