زكام الحوامل.. تناول الأدوية قد يؤثر في صحة الجنين!
مع دخول فصل الشتاء وحدوث التقلبات المناخية المتكررة يعاني الكثير من الناس من التهابات متكررة في الجهاز التنفسي العلوي وهذا قد يسبب ازعاج للكثير من السيدات وخصوصاً الحوامل اللواتي يخشين من حدوث مضاعفات على الحمل قد حدوث اجهاض مبكر او حتى ولادة مبكرة والبعض الآخر يتخوفن من حدوث مشاكل في الجنين مثل التشوهات او مضاعفات مستقبلية على المولود، والكثير قد يطروا لاستخدام علاجات مهديه لنوبات الرشح او حتى بعض المضادات الحيوية لتفادي مضاعفات عدوى الجهاز التنفسي الذي قد تتزايد اثناء الحمل نتيجة لضعف الجهاز المناعي. ومن المعروف انه لا يخلى بيت من امراض الشتاء التنفسية فانه من المفترض اتخاد جميع وسائل الحيطه والحذر والوقاية من تنقل العدوى بين افراد المنزل و خصوصاً الحوامل.
تشعر العديد من الحوامل أيضا أنهن مصابات بالزكام طوال فترة الحمل. وفي الواقع، فان سيلان أو انسداد الأنف الذي لا تصاحبه أية أعراض أخرى للزكام من الحالات الشائعة خلال فترة الحمل والتي تعرف بالتهاب الأنف المرتبط بالحمل.
فالهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الحمل قد تجعل بطانة الأنف والجيوب الأنفية تنتفخ أيضا، وبالتالي ستشعرالحامل أن المنطقة المحاذية لأنف وبين العينين مسدودة ومنتفخة.
وهذا بدوره قد يزيد من الافرازات المخاطية، مما يجعل الحامل تعاني من سيلان الأنف بشكل مستمر. ولكن الخبر السار هنا هو أنه عندما يولد الطفل عادة ما تختفي هذه الأعراض بسرعة، فهي مجرد جزء آخر من فترة الحمل التي ستؤدي في نهاية المطاف الى تلك المعجزة الصغيرة التي ستحملها بين ذراعيها بكل الحب والحنان بعد تسعة أشهر.
ولسوء الحظ، فان الصعوبات التي تواجه النساء في فترة الحمل لا تتوقف هنا. فالزكام يعتبر مرضا مزعجا بالنسبة لمعظم الناس، ولكنه عادة ليس مرضا خطرا كما أن أعراضه تزول باستخدام الأدوية. ولكن عندما تكون المريضة حامل، لن يكون في مقدورها تناول أدوية وعلاجات الزكام والسعال الشائعة لأنها قد تؤثر على صحة الجنين.
وهذا يعني أنه عليها تحمل أعراض الزكام بدون علاج يريحها مما قد يجعلها تدوم لفترات أطول وتسوء. والسعال هو بلا شك من الأعراض التي يجب تلافيها قدر الامكان أثناء فترة الحمل. فالسعال المستمر قد يكون مؤلما لا سيما وأن عضلات البطن تكون مشدودة من جراء انتفاخ البطن في فترة الحمل. وهذا قد يجعل بعض النساء الحوامل يحاولن أن يكتمن سعالهن. وبعد المعاناة من السعال لعدة أيام، من الأرجح أنها ستشعر بألم مستمر في عضلات البطن.
وبالاضافة الى ذلك، ستزداد الاعراض سوءا وستطول لأنها لا تتناول الأدوية اللازمة مما يعني ان الزكام الذي عادة ما تشفى منه بسهولة وبسرعة سيصبح مرضاً يسبب لها التعب والارهاق لفترة أطول من قبل.
وقد تشعر بالانزعاج أيضا من انسداد الأنف. فخلال الأشهر الأخيرة من الحمل ومع انتفاخ البطن ومحاولتها لايجاد وضعية مريحة للنوم، فان آخر ما تحتاجه في هذه المرحلة هو انسداد الأنف مما يجعل نومها متقطعا. فالأنف المسدود سيرغمها على التنفس بشكل غير طبيعي من خلال الفم وقد يرغمها على الاستيقاظ مرات متكررة خلال الليل. ونظرا الى حاجتها للراحة لكي تتمكن من مقاومة فيروس الزكام وللتغلب على الاحساس بالارهاق المصاحب للحمل، فان الأرق خلال الليل قد يزيد من احساسها بالتعب.
ولحسن الحظ، وحتى لو كانت الأعراض أسوأ ودامت لفترة أطول، فان الاصابة بالزكام لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على الجنين. والسبب الذي يجعل بعض أدوية وعلاجات الزكام والسعال غير ملائمة للاستخدام خلال الحمل يكمن في المواد التي تحتوي عليها هذه الأدوية مثل الكافيين الذي قد يؤثر على صحة الجنين.
ولكن ذلك لا يعني أنه يتوجب عليها أن تتحمل هذه الأعراض وأن تسمح للزكام أو الحساسية أن تشغلها عن الاستمتاع بفترة حملها. فهناك علاجات طبيعية قد تساعدك في تخفيف الأعراض وتُسَرع شفاؤها من الزكام وهي آمنة تماما للحوامل.
تصاب أكثر النساء بالزكام على الأقل مرة واحدة في أثناء الحمل وبالرغم من ان الأعراض والعلامات المرافقة للزكام تكون مزعجة للمرأة الحامل إلا انه و حتى نزلات الزكام الشديدة لا تشكل خطراً على الجنين. أن الزكام يميل الى الاستمرار لفترة أطول في أثناء الحمل بسبب التغيرات الحاصلة في جهاز المناعة. ان أفضل إستراتيجية لتجنب الإصابة بالزكام هي الأكل الجيد وأخد قسط كاف من الراحة والتمارين الرياضية المنتظمة وتجنب التماس القريب مع أي شخص مصاب بالتهاب الحلق أو يتنشق بصوت مسموع و في حال كان احد أفراد العائلة أو الزميلة في العمل مصاباً بالزكام فيجب على المرأة الحامل غسل يديها بشكل متكرر إذا انه من السهل انتقال البكتريا المسببة للزكام من شخص لآخر. يجب على المرأة الحامل الاعتناء بنفسها عند الإصابة بالزكام واستعمال اقل قدر من العقاقير، إذ ان الكثير من العقاقير التي اعتادت على استخدامها قبل الحمل مثل الأسبرين والايبوبروفين وغيرها مزيلات الاحتقان ومضادات الهيستامين والبخاخات الأنفية والعقاقير العشبية والجرعات الكبيرة من C والزنك فانه لا يوصى باستخدامها في أثناء الحمل. ويعد الاسيتامينوفين ( البنادول) خياراً جيداًُ للتخفيف من الحمى والصداع واوجاع الجسم المترافقة مع الزكام. ويفضل الاتصال بالطبيب المعالج الحامل سيئة بسبب الزكام وذلك لتقديم الإرشادات الطبية المناسبة واختيار العقاقير الأقل خطراً. ومن اجل معالجة الزكام أثناء الحمل يجب إتباع الخطوات التالية:
•أخد قسط وافر من الراحة، لان الحركة تسبب إجهادا إضافيا للجسم.
•الإكثار من تناول السوائل الإضافية، إذ ان الحمى والعطاس وسيلان ألأنف قد تؤدي إلى فقدان السوائل التي تحتاجها الأم والجنين، بالإضافة إلى ان تلك السوائل تساعد الجسم على مقاومة الزكام فهي تساعد على فتح ألأنف المصاب بالزكام أيضا ويفضل اختيار عصائر الحمضيات والماء أو الحساء الخفيف. • مما يساعد في التغلب على احتقان الأنف استعمال جهاز الترطيب في غرفة النوم ليلاً أو وضع منشفة على الرأس أو استنشاق البخار المتصاعد من حوض من الماء المغلي ويمكن عند الاضطجاع أو النوم جعل التنفس أكثر سهولة من خلال رفع الرأس بوضع عدد من الوسائد كما ان الشرائط الأنفية Nasal strips التي تفتح الممر الأنفي بلطف قد تفيد أيضا.
• يرى الكثير من الأطباء المختصين ان أقراص المص (اللزونجز) ذات التأثير المخدر الموضعي المخصصة لالتهاب الحلق تساعد على تخفيف التهاب الحلق، كما يمكن محاولة مص بعض رقائق الثلج أو شرب السوائل الدافئة أو الغرغرة باستخدام محلول دافي ملحي.
•الاستمرار في الأكل الجيد أما إذا كانت ليس لديها شهية جيدة أو لا تتحمل الوجبات الكبيرة فيمكنها حينئداً تناول وجبات صغيرة متكررة طوال اليوم ومن الأفضل اختيار الأطعمة المفضلة لها، وتعد الفواكه الغنية بالفيتامينات والحساء من الخيارات الجيدة في حال الزكام.
•يجب مراجعة الطبيب المختص إذا كانت حرارة المريضة 39 درجة مئوية أو إذا كان السعال يحتوي على مخاط مخضر أو مصفر أو إذا كان السعال مترافق مع ألم في الصدر أو أزيز. كذلك إذا كانت ألأعراض والعلامات شديدة لدرجة ان المريضة لا تستطيع الأكل أو النوم. أو إذا استمرت الأعراض والعلامات لأكثر من عدة أيام دون وجود مؤشرات على التحسن.
يمكن معالجة أعراض الزكام وعلاماته باستخدام عقاقير الزكام، ان معظم العقاقير قد تخفف من الأعراض والعلامات إلا أنها لا تؤثر في شدة الزكام ومدته لذلك يصف الأطباء بعض المضادات الحيوية إذا كانت مصابة بعدوى ثانوية مثل التهاب القصبات أو عدوى الجيوب.