خدعة انطلت على المدخنين.. والبعض يعتقد أنه رمز للنفوذ والقوه والغنى

بين السيجار والسيجارة.. كل أنواع التبغ غير آمنة صحياً!

ارتبط السيجار ذهنياً بمشاهير العالم بسبب الدعاية الإعلامية
د.خـالد عبد الله النمر
    دخل عيادة القلب رجل في الخمسين من عمره حسن المظهر تبدو عليه آثار النعمة ورغد العيش يعاني من الضغط والسكر ويشتكي ألما في صدره.. وبعد سؤاله عن نوع الألم وموقعه وتفاصيل أخرى سأله الطبيب عن التدخين فقال "أنا ما أدخن يادكتور ولكني أستخدم السيجار مرة واحدة يوميا تقريبا"!! استغرب الطبيب كثيرا من جوابه فكان سؤاله التالي: لماذا لا تعتبر السيجار تدخينا؟! فقال "يادكتور كما تعلم فإن السيجار تبغ طبيعي بدلالة أنك تحتاج إلى اشعاله عدة مرات لأنه لا يحتوي مواد كيميائية فلا يحترق مرة واحده كما في السيجارة!! وهو كذلك لا يستنشق للرئتين فبالتالي فهو أقل ضررا من السيجارة العادية!! ولا يعتبر تدخينا لأنه لا يستنشق الى الرئتين"!!
ولأن هذه المفاهيم خاطئة ومنتشرة في جميع انحاء العالم فسنورد مايلي توضيحا لمفاهيم هامة حول الاضرار الصحية للسيجار:



سرطان الرئة على يسار الصورة يسد مجرى القصبة الهوائية




كيف يختلف السيجار عن السيجارة العادية؟
يختلف السيجار بأحجامه المختلفة في انه تبغ معالج بالهواء ومخمّر -غالبا من نوع واحد بخلاف السجائر فهي خليط من عدة أنواع من التبغ- ملفوف في ورقة من نبات التبغ.. مقارنة بالسيجارة فهي ملفوفة بورق صناعي فقط، كمية النيكوتين فيها من 100-200 ملغ وهي من 10 الى 20 ضعف كمية النيكوتين الموجودة في السيجارة العادية (حسب عرض وطول السيجار فهناك سيجار يسمى Gran Corona يصل طوله الى 23 سم وعرضه الى 19 ملم!!) كذلك تستمر عملية تدخين السيجار من 30 - 120 دقيقة –حسب طول وعرض السيجار- مقارنة ب10 دقائق فقط للسيجارة الواحدة ويختلفان كذلك في ان السيجاره غالبا ما يكون لها فلتر وتستنشق الى الرئتين بينما السيجار ليس له فلتر والغالبية العظمى لا تستنشقه الى الرئتين وانما فقط داخل تجويف الفم فقط.. ومن المهم معرفة ان الورقة الملفوف بها السيجار اقل فتحات ميكوسكوبية لمرور الهواء من الورق المستخدم في السجائر وبالتالي فاحتراق التبغ الداخلي غير مكتمل تنتج عنه مواد كيميائية عالية السمية وتنتقل بكامل تركيزها عند شفط المدخن الى فمه وحنجرته.. ومن المفارقات العجيبة ان السجائر وهي "اقل نيكوتين" عليها فلتر وتحذير رسمي على العبوة الواحدة بينما السيجار هو اكثر كمية نيكوتين ليس له فلتر وليس عليه عبارات تحذير رسمي!!.. ويسوّق السيجار دوليا على انه التبغ الخاص بعلية القوم والدعايات التجارية لها دور كبير في صبغ هذه الرسمة الذهنية مماثلة للشخصيات المشهوره كالسياسين او رجال الاعمال او الممثلين الامريكان المشهورين في ادوار العنف او المصارعين المشهورين.. الخ فأصبح السيجار رمزا للقوه والنفوذ والغنى الفاحش.


السيجار ليس بديلاً صحياً للسجائر ولا أخف منها ضرراً


كيف يختلف مستخدمو السيجار
عن مدخني السجائر؟
أثبتت الدراسات انهم غالبا مايكونون اكبر سنا وأكثر سمنة عند مقارنتهم بمدخني السجائر.. كذلك ينتشر فيهم بنسبه أكبر الضغط والسكر والكلسترول وتناول الكحول.. ومما بينته الإحصاءات ان 75% من متناولي السيجار يتناولونه في المناسبات الاجتماعية فقط والبقية (25%) الذين يستخدمونه بشكل يومي فثلاثة ارباعهم يستخدمون اقل من خمسة حبات من السيجار يوميا.
كيف يختلف السيجار صحيا عن السيجارة؟
بلاشك تدخين السيجار أخطر صحيا من تدخين السيجارة لأنه يحتوى على كمية أكبر من النيتروسامين "ماده مسرطنة" عند مقارنته بالسيجارة بسبب تخمير التبغ قبل لفه في الاوراق المجففة المخصصة لذلك حيث يتم امتصاص هذه المادة من خلال الغشاء المخاطي المحيط بالفم والحلق ويزداد تركيز المواد كلما زادت عدد حبات السيجار او طالت الفترة الزمنية لتدخينها.. ويسرّع تناول الكحول في سرعة ايصال تلك المواد -المذابة في الغشاء المخاطي للفك- للدم.. وهو بلا شك يزيد من نسبة امراض شرايين القلب (1.3) مره مقارنة ب 2x)) في السجائر.. ويزيد من احتمالية امراض الرئة المزمنة 1.5 مرة مقارنة ب (10-20x) في حال السجائر.. اما سرطان الفم واللسان والحنجرة والمرئ فهو متساوي بين الفئتين من المدخنين ويظهر الخلاف بينهما في سرطان الرئة حيث ان كلاهما يزيد من نسبته ولكن تدخين السجائر هو المؤثر الاقوى لأن السيجار نادرا ما يستنشق للرئتين ولكن العجيب ان النسبه تتساوى بينهما اذا زادت كمية السيجار يوميا عن خمس.. ويدمن النيكوتين لأنه يتم امتصاصه عن طريق غشاء الفم فالحجم الكبير من السيجار الكوبي قد يحتوي كمية من النيكوتين مساوية لعلبة سجائر كاملة.. اما التدخين السلبي فهو مشكلة مشتركه بين جميع انواع التبغ.
مفاهيم صحية مهمة:
الاول: انه من الخطأ اعتبار السيجار خطوه مساعده للإقلاع عن تدخين السجائر كبديل أقل خطورة لأنه لا يتم استنشاقه الى الرئتين.
الثاني: ليس هناك نوع من التبغ آمن صحيا سواء كان تدخين سجائر بالفلتر او استخدام ما يسمى بالمعسل او الشيشة او السيجار او السجائر الالكترونية.. الخ
الثالث: ليس هناك مستوى تعرض لمنتجات التبغ يعتبر آمنا صحيا سواء كان ذلك باستخدامه يوميا او اسبوعيا او في المناسبات الاجتماعية او بمجرد الجلوس مع مدخنين -التدخين السلبي- حيث يجب ان تركز توعية الشباب على أن المستوى الآمن من التدخين هو ايقافه نهائيا.
وزبدة الكلام هو ان السيجار ليس بديلا صحيا للسجائر وليس اقل ضررا صحيا منها بل ويجب الا يشجع تعاطيه اجتماعيا بطرق مختلفة مثل توزيعها كهدايا أو في المناسبات الاجتماعية او في اجتماعات النخبة..الخ ويجب ان نعلم ابناءنا أنه ليس رمزا للنفوذ والقوة والغنى فهناك الكثير من المسؤولين ومشاهير السينما والرموز الاجتماعية والاقتصادية العالمية لا تستخدم السيجار والسجائر والانواع الاخرى من التبغ بل وتحاربها.

المصدر: جريدة الرياض - http://www.alriyadh.com/861128
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 431 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,349

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.