المرأة والسوق

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى..   أما بعد

أختي المسلمة :إن دخولك إلى السوق دخول إلى مكان يعج بالفتن ويموج بالمحن ، والشيطان ناصب فيه رايته فاحذري . نعم ، احذري أن تكوني ممن جعلت السوق همها والأزياء آمالها ، فصارت محيطة بجميع المعلومات حول جميع الأسواق ، وفروع المحلات ونوعية البضائع ومدى جودتها وأسعارها…واحذري من أن تكوني ممن جعلت السوق مهرباً وملاذا لها و فرارا من المشاكل الاجتماعية وهروبامن مواجهة الواقع فتكوني أرضا خصبة للفتن .واحذري من أن تكوني ممن تتابع كل جديد فما سمعت بجديد إلا هرعت إليه . ولا قرأت إعلانا عن عروض إلا أسرعت إليها قاهرة جميع الظروف المضادة لذهابها . ولا أظن أني أجرؤ أن أحذرك من أن تكوني ممن جعلن السوق مكاناً للقاء والاجتماع ورؤية الصديقات وأنت تعلمين أنه أبغض البلاد إلى الله ..
ولنا مع الذاهبات إلى الأسواق عدة وقفات منها :
.لا تخضعي ظروفك وتقهريها من أجل الذهاب إلى السوق، وضعي في ذهنك أن ما لا يقضى اليوم يقضى غداً ولو فات وقته ، ولا أظن أن السوق يستحق خلافا بينك وبين زوجك أو أخيك أو أبيك.. وإن لم تجدي من يذهب بك إلى السوق في يوم معين فلست في حاجة ملحة تدفعك إلى ركوب مع السائق ... ناهيك عن أن تركبي معه بمفردك .
.تذكري دوما أن الأصل قرارك في البيت وأن كثرة خروجك - وخصوصا للأماكن العامة التي تجدين فيها الرجال – ينزع عنك جلباب الحياء رويدا رويدا. واسألي إن شئت بعض النساء عن أحوالهن أول ما بدأن الخروج إلى الأسواق وأحوالهن بعدما اعتدنه … من نزع للحياء وجرأة على الرجال وتماد في المنكرات، وتساهل بالحجاب وغير ذلك .وانظري إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم تلك التي تربت في بيت النبوة إذ قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يُصنع بالنساء ،يطرح على المرأة الثوب فيصفها - تعني إذا ماتت ووضعت في نعشها - قالت : يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : ما أحسن هذا وأجمله ،فإذا مت فغسليني أنتِ وعلي ولا يدخل علي أحد . [سير اعلام النبلاء 2 / 118] .فلا تريد رضي الله عنها أن ينظر إلى جسدها وهي على النعش وفرحت بوضع أعوادوعليها ثوب يمنع النظر إليها . فاحذري أخية من التمادي في محادثة الرجال أو إلانة القول أو تغنيج الصوت أو الإكثار من الكلام أو التعليقات بلا حاجة . ولا تتساهلي بالخلوة مع صاحب المحل فلكَم جرت تلكم الخلوة من ويلات ومصائب عدة . وإن أردت ضبط نفسك وتقويمها فتجنبي الذهاب إلى الأسواق بمفردك فإن لم يصحبك محرمك فلتصحبك أمك أوأختك أو من تذكّرك إذا نسيت
. ولا تصحبي محرمك إلى أسواق تعج بالفتن فتعرضيه للفتنة وأنت تريدين حمايته .وأنت أيتها الأم أذكّرك بمسؤوليتك والأمانة التي حملتيها فراقيبي بناتك عند ذهابهن إلى الأسواق ، مع من يذهبن ؟ وإلى أي سوق يذهبن ؟ وماذايلبسن ؟ وتأكدي بصورة أو بأخرى من التزامها الحجاب الشرعي الكامل في السوق وإناضطرك ذلك إلى أن تذهبي معها . ولا أراك ممن يتهاونّ في حجاب البنات الحجاب الكاملالشرعي وهن في سن العاشرة فما فوق.
أختي المسلمة :إن التبرج - مع الأسف - فشا في الأسواق بصورعدة تؤلم القلب وتدمع العين . من عباءة مزينة إلى مخصرة أو ملونة أو موضوعة على الكتف بطرحة كفستان العروس أو بنقاب يظهر العينين المزينتين بل لثام تحركه الرياح .ولقد عجبت من حال كثيرات ممن يضعن اللثام ، حيث يزين أو يحصرن زينة وجوههن فيما بدا منها مع اللثام أو النقاب . ولو كشفن وجوههن لبدا الفرق جليا بين لوني الجزئين ،والعجب ليس في ذلك فحسب بل في غضبهن حين يُنكر عليهن أو يقال لهن إنكن تفتن الرجال بفعلكن هذا !! وإن المتلثمة - وكل امرأة تفعل مثلها - إذ تطهر نفسها من فتنة الرجال أو إرادة فتنة الرجال .. فمن هن اللاتي فتنّ الرجال ووقعن في شباك الرذيلة ؟!ومن صور التبرج المؤلمة في الأسواق لبس البنطال والكعب العالي وأخص ذا الصوت الرنان ، بل والعطر الذي يفوح بروائح مختلفة في الأماكن العامة ولا حول ولا قوة إلابالله . وإنا إذ نقول ذلك ننصحك بأن تتنبهي بأن تراقبي رائحة الملابس التي ستخرجين بها والعباءة أيضا حتى لا تكون علقت بها روائح عطرية بغير قصد ، وإلا فنحن نربأ بكأن تكوني ممن يتقصدن التعطر عند الخروج .ومن الصور كذلك التهاون بتغطية القدممع صراحة دليلها ، هذا إن سلمتِ من ظهور الساق عند قياس الحذاء أو ركوب السيارة أوحتى بارتداء ملابس قصيرة . ونحن إذ نذكرك ذلك ننصحك بتقوى الله ونحذرك من أن تضلي وتُضلي ، وأن تفتني وتُفتني .
ولي وقفة مع النساء السلبيات الجامدات عند كلمنكر يرينه في السوق – خصوصا -فاحذري من عاقبة السكوت عن المنكرات فإن السكوت سبيلإلى ألفتها . وليس لك عذر فوسائل الدعوة في هذا الزمان متيسرة ، فبالدعوة المباشرةوالشريط والكتاب والرسالة .
 
أختي المسلمة:عند ذهابك لشراء الملابس احذري من شراء ما منعك منه الشارع ولو كنت عند النساء ، وإن كنت ترغبين فيه أو ترين فيه تميزا فتذكري أن ذلك من الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه" .
ولا تنسي أن من لبس ثوب الشهرة ألبسه الله ثوب مذلة .
 
أخت الإسلام لا تكثري من شراء الملابس بحجة عدم رغبتك في تكرار اللباس أمام الناس واحرمي نفسك -ولو مرة - من لباس ترغبين شراءه تواضعا لله ورغبة منك في نيل أجر عظيم وُعدتِ به فيقوله صلى الله عليه و سلم : " من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه اللهيوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها " رواهالبيهقي .
ألبسنــــــــا الله وإياك حلل الإيمان وكســــــانا بالهدى والتقى والإيمان

المصدر: كلمة الاسلام
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 131 مشاهدة
نشرت فى 9 مارس 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,417

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.