سلاح شعبي وفعال ضد المرض في البلدان الفقيرة

خلاصة زهور الجيرانيوم لمعالجة مرضى الإيدز

 
ترتفع نسبة الإصابة بمرض الإيدز في بعض بلدان أفريقيا إلى 25% من السكان، بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية. ويعجز الملايين في بلدان العالم عن الحصول على العلاج الضروري بحكم كلفة العلاج العالية، وهذا يجعل العلاج النباتي الجديد بواسطة خلاصة نبتة الجيرانيوم سلاحًا فعالًا ضد الإيدز في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية.
توصل العلماء الألمان من معهد أبحاث هيلمهولتز في ميونخ (ألمانيا) إلى أن خلاصة أزهار الجيرانيوم، التي تنمو وتتكاثر في مختلف بقاع العالم، تكبح تكاثر ونمو الفيروس المسؤول على مرض المناعة المكتسبة - الإيدز. وكتب العلماء في مجلة "بلوس 1" العلمية أن خلاصة زهور الجيرانيوم من نوع Pelargonium Sidoides تصنع غلافًا يشبه الكبسولة حول فيروس الايدز وتمنعه من النمو واختراق خلايا الجسم البشري. واستنتجوا من نتائج أبحاثهم المختبرية على فيروس المرض أن خلاصة الجيرانيوم ستكون العقار الوحيد الذي يكبح تقدم مرض الإيدز بهذه الطريقة. وهناك في العالم، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، نحو 38 مليون إنسان يحملون فيروس الإيدز في خلاياهم، يموت 1,9 مليون منهم سنويًا نتيجة المرض، ويضاف إليهم يوميًا 9300 مريض جديد(3,4 ملايين سنويًا).
نتائج بالصدفة
ذكرت الباحثة روت براك-فيرنر، التي ترأست فريق العمل من معهد هيلمهولتز، انهم توصلوا إلى هذه النتائج صدفة، إذ كانوا يعرفون بفعالية عصارة الجيرانيوم من خلال عقار "أومكولابو" الذي يستخدم بشكل واسع عالميًا في معالجة التهاب القصبات. وهو عقار مجاز عالميًا، وتم تصنيفه صحيًا كعقار سليم لا أعراض خطيرة له على صحة الإنسان.
جربوا قطرات من هذا الدواء على فيروسات إيدز تم عزلها مختبريا من أجسام المصابين، فظهر أن العقار أوقف نمو وتكاثر الفيروس من مختلف الأنواع. عملوا بعد ذلك بأنفسهم على سحق زهرات الجيرانيوم، واضافة الماء إليها، ثم ترشيحها، واستخدموا الخلاصة على فيروس إيدز مستنبتة مختبريًا، فأثبتت الخلاصة تأثيرًا مماثلًا على الفيروسات.
لا يستطيع فيروس إيدز الاستمرار في الحياة من دون أن يعيش داخل خلايا الجسم، وظهر أن خلاصة الجيرانيوم صنعت غلالة غلفت الفيروس ومنعته من اختراق الخلايا. لا يعرف الطب عقارًا مجازًا يعمل بهذه الطريقة، وهذا ما يجعله مفتاح عقار جديد تتمنى براك-فيرنر أن يجرى إنتاجه على مستوى عالمي. إن السهولة التي تم تحضير العقار بها مختبريًا قد يضع سلاحًا فعالًا بيد المصابين بمرض الإيدز في المناطق المعزولة من العالم.
لم يجرَّب بعد
تعترف روت براك-فيرنر بأن العقار النباتي المستخلص من الجيرانيوم لم يجرّب بعد مباشرة على فيروس ايدز في جسم الإنسان، لكنها تأمل تحقيق ذلك في خطوات لاحقة. وقالت إن التحليلات المختبرية لخلاصة الجيرانيوم كشفت عن عدد من المواد التي يمكن أن تعمل ضد فيروس مرض الإيدز، لكن من الممكن اختصارها بمجموعة بوليفينول التي تتواجد بتركيز عال في هذا النوع من الزهور. وهي مادة كيماوية نباتية تصنف من قبل علماء النبات كمادة من المواد النباتية الثانوية. وحين تم استخدام هذه المادة وحدها، معزولة عن كامل خلاصة الجيرانيوم، اثبتت نفس المفعول الكابح لنشاط فيروس مرض المناعة المكتسبة.
وهذا ليس كل شيء، بحسب تقرير العلماء في مجلة"بلوس1"، لأن التجارب الأخرى باستخدام بوليفينول الجيرانيوم أثبتت انه يحمي خلايا المناعة الجسدية أيضًا من هجمات الفيروس، كما لم تثبت له أية تأثيرات على خلايا الجسم السليمة، ولا أية مضاعفات جانبية أو اختلاطات.
إن تحمّل شركات التأمين الصحي كلفة العلاج في ألمانيا، أو جزءًا منها على الأقل، وتطور أدوية معالجة المرض، وطرق الوقاية منه، قلل الكثير من معاناة مرضى الإيدز، وحوّل المرض بالتالي إلى مرض مزمن يمكن أن يعيش معه الإنسان لسنوات طويلة. وهناك اليوم 70 ألف مصاب في ألمانيا، بحسب معطيات معهد روبرت كوخ، وربما آن الأوان اليوم للبحث عن عقار رخيص و"شعبي" يوفر للبشر في البلدان الفقيرة فرصة العيش لسنوات طويلة وفيروس إيدز يدور في دمائهم. وتتمنى الباحثة روث براك-فيرنر أن تعمل المنظمات الدولية على نشر زراعة زهور الجيرانيوم، وتعليم الناس في بلدان العالم جنوب خط الاستواء على إنتاج خلاصتها المضادة لمرض إيدز "يدويًا".

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 134 مشاهدة
نشرت فى 28 فبراير 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,413

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.