علاقة مدرس التحفيظ بولي أمر الطالب

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن علاقة المدرس بأولياء أمور الطلاب أمر في غاية الأهمية؛ لأن ذلك يؤدي إلى جدية الطالب في الحضور والغياب، وأيضاً يشعر ولي الأمر بأن مدرسة التحفيظ تعتني بالأولاد عناية كبيرة من خلال التواصل معه، وذكر الأمور التي يكون عليها الابن سواء كانت ملاحظات أو تشجيع له.

وهناك أعمال يقوم بها مدرس التحفيظ تجاه أولياء الأمور:

1- عليه إيصال النتائج إلى ولي الأمر من حيث الحفظ والمثابرة وعكس ذلك.

2- إذا كان الطالب يغيب كثيراً وقد تجاوز النصاب المحدد له؛ فلا بد من إشعار ولي أمر الطالب بذلك حتى يأخذ على يديه، ويلزمه بالحضور، ويمكن ذلك بوسائل منها:

أ‌- بورقة موجهة من مدرسة التحفيظ يكتب فيها اسم الطالب، وولي أمره، وإشعار الولي بذلك؛ حتى يكون على معرفة بأن ذلك الطالب يصرف وقته في غير التحفيظ.

ب‌- ومن الممكن أن يتم ذلك بطريقة مباشرة بأن يقوم المدرس بإخبار الولي بغياب الطالب سواء عن طريق الهاتف، أو كلامه في وجهه، وضرورة إلزام الطالب بالحضور.

3- إذا أحسن الطالب في الحفظ أو المراجعة أو الانضباط فعلى المدرس إخبار ولي الأمر بذلك حتى يكون على ثقة عالية به، ويقوده ذلك إلى تنمية مهارات الطالب، ومساعدته في الوصول إلى أهدافه المرجوة.

4- يمكن لمعلم القرآن الكريم أن يزور ولي أمر الطالب إذا دعت الحاجة لذلك.

5- من الممكن أيضاً جمع بعض أولياء أمور الطلاب مع الطلاب في مدرسة التحفيظ أو المسجد، ومناقشة ما يتعلق بالتحفيظ من أعمال، وإبداء ملاحظات واقتراحات.

6- يمكن لمدرسة التحفيظ أن تمنح ولي أمر الطالب المثابر الذكي شهادة تقديرية على جهوده في تربية ابنه، ودفعه إلى مراكز التربية والتعليم الدينية.

7- يحسن بالمدرس ألا يرفع شكوى بالطالب إلى ولي أمره إلا بعد أن ينصحه ويوجهه، ويبين له أهمية الحضور وحفظ القرآن الكريم وتعلمه، ويرغبه بكافة وسائل الترغيب، فلعله يتراجع عن إهماله وغيابه.

إن العناية بالطالب في التحفيظ من القربات إلى الله - تعالى-، وليعلم المدرس أنه في عمل عظيم، وينال أجراً كبيراً إذا أخلص النية لله - تبارك وتعالى -، فإن معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، كما ثبت بذلك الحديث الشريف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت؛ ليصلون على معلم الناس الخير).1 فما أعظمه من جزاء وثواب عاجل قبل الآخرة، وما أحوج المدرس إلى تذكر هذه المعاني العالية وهو يقوم بتعليم الناس الخير.

إن تواصل المدرس مع أولياء الأمور يرفع من شأن التحفيظ، ويجعل له أهمية كبيرة في حيه أو قريته؛ ولذلك التواصل ثمرات عديدة، منها:

1- إلزام الطالب بالحضور والانضباط، فقد يعجز المدرس عن ذلك بمفرده.

2- إشعار أولياء الأمور بأن حلقة القرآن الكريم مستمرة، وفيها من الجدية ما يجعلها تخرج أجيالاً صالحة.

3- رفد ولي الأمر الحلقة بالحلول والاقتراحات العديدة لكثير من المشاكل والعوائق.

4- إذا كانت الحلقة تعاني عجزاً في الأنشطة المختلفة فيمكن لأولياء الأمر دعمها بما تحقق أهدافها.

5- التواصل مع ولي أمر الطالب يشعره بأهمية ابنه أو من هو ولي عليه؛ ويعطي الطالب إحساساً بأنه مراقب من بيته وأسرته.

وغير ذلك من الفوائد والثمار.

نسأل الله أن يوفقنا إلى العمل الصالح والعلم النافع، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



--------------------------------------------------------------------------------

1 رواه الترمذي وصححه الألبان

المصدر: ملتقى الحلقات - http://www.halqat.com/Article-188.html
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

900,655

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.