تحذير من انتشار البعوض في ألمانيا

أصبحت الظروف في ألمانيا مواتية لتكاثر البعوض، سواء المحلي القريب أو الأجنبي الغريب القادم من مناطق بعيدة. وتكمن المشكلة في أن هذا البعوض ينقل أمراضا خطيرة، مما يثير قلقا لدى باحثين بشأن زيادة الأمراض في العقود القادمة.

ويشير سفين كليمبل، وهو متخصص في علوم الطفيليات بجمعية زينكنبيرغ لأبحاث الطبيعة، إلى أن ذكور البعوض غير مؤذية، وهي تتغذى على عصارات النبات وتسعى في المقام الأول إلى خدمة مصالح الإناث، ويمكن ترك ذكور البعوض على قيد الحياة لأنها لا تلدغ. ويمكن التعرف عليها من خلال أجنحتها المتشعبة، مؤكدا في نفس الوقت أن كل بعوضة ميتة هي بعوضة جيدة.

ولكن أنثى البعوض الميتة على وجه الخصوص بعوضة جيدة، لأن الإناث هن من ينقلن الأمراض، فالأنثى هي التي تلدغ الضحية وتشفط من دمائها مما يزيد وزنها بالضعف قبل مص الدماء، التي تسحب فيه من 2 وحتى 5 مليغرامات من الدم لتحصل على البروتينات الضرورية لتكوين بيضها، وبهذه الطريقة فقط يقدر لأجيال البعوض القادمة البقاء.

ناقل للأمراض
ويكمن الخطر في أن البعوض اللادغ أثناء شفطه للدم يمكن أن ينقل للضحية فيروسات أو طفيليات أو ديدانا، أو أمراضا خطيرة كالملاريا ومرض النوم وحمى الضنك أو داء شيكونغونيا. والمواطن الأصلية لمعظم مسببات المرض موجودة في أفريقيا أو آسيا أو أميركا اللاتينية، في مناطق حارة ورطبة، ويحتاج البعوض لمثل هذه الظروف المناخية، لأن الفيروسات الموجودة في البعوض تتكاثر أسرع عندما يكون الجو دافئا، حسب ما يشرح إيغبيرت تانيش من معهد بيرنهارد نوشت لطب المناطق الاستوائية في مدينة هامبورغ.

ويتكرر وصول البعوض اللادغ من المناطق الاستوائية إلى أوروبا أو ألمانيا. ومن أنواعه على سبيل المثال، بعوضة الأدغال الآسيوية وبعوضة النمر الأسيوية وبعوضة الحمى الصفراء. وقد تمكن تانيش وزميله كليمبل من إثبات ذلك، ففي دراسة استغرقت منهما عامين كاملين، جمع تانيش وكليمبل أكثر من 75 ألف بعوضة لادغة في 55 موقعا في أنحاء ألمانيا، واكتشفوا 50 نوعا من البعوض المحلي والأجنبي، مسجلين كل ما توصلا إليه من نتائج في "أطلس للبعوض".

وينقل السياح والمسافرون من جميع أنحاء العالم أنواعا كثيرة غريبة من البعوض، وتصل هذه الأنواع في كثير من الأحيان إلى ألمانيا، حيث تبقى على قيد الحياة لفترة من الوقت، ولكن معظمها يختفي مرة أخرى بعد فصل الشتاء البارد. لكن الجو في ألمانيا قد أصبح أكثر دفئا والشتاء أقل طولا. ويلفت كليمبل إلى أن متوسط درجة الحرارة في مناطق معينة مرتفع نسبيا، أما الجو فقد صار رطبا، وهذه ظروف مثالية لتكاثر البعوض.

حتى المحلي
لكن ما يقلق العلماء ليس البعوض الأجنبي فقط، وإنما أيضا المحلي الذي أصبح يشعر بالراحة في هذا الطقس ويفقس حاليا عدة أجيال في السنة، كما بإمكانه أيضا أن يحمل مسببات أمراض خطيرة.

ووجد الباحثان مؤخرا لأول مرة في بعوضة ألمانية يرقات "المُشَوَّكة الحُبَيْبِيّة" أو ما تعرف بدودة جلد الكلاب، وهذا الطفيل موطنه الأصلي موجود في أفريقيا وآسيا وجنوب أوروبا. وهو عبارة عن دودة غير ضارة تعيش في قلب الكلاب، أو ابن عرس أو الثعالب. وعندما تمتص بعوضة الدم من حيوان مصاب، فإنها يمكن أن تنقل مسببات الأمراض إلى الشخص الذي تلدغه بعدها. وهذا أمر غير خطير في العادة، فمعظمهم الديدان تموت بسرعة.

ومع ذلك، فمن المهم المعرفة الدقيقة لمسببات الأمراض الغريبة التي تظهر في ألمانيا، ويمكنها أن تنتشر هنا، إذ يؤكد كليمبل أنه في العشر سنوات وحتى الخمسين سنة القادمة ستظهر بشكل متزايد أمراض معدية تنتقل عن طريق الحشرات الماصة للدماء في أوروبا، وخاصة في ألمانيا. 

المصدر:الألمانية

المصدر: الجزيرة نت
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 104 مشاهدة
نشرت فى 21 يوليو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,393

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.