جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مسلمون بدون ما يشعرون
أفضل نعمة يمكن أن يحصل عليها الإنسان هي أن يولد في أرض الإسلام، فهي نعمة كبيرة لا يعرفها إلا من إزداد في أرض الإسلام يعرف أنه محظوظ جدا، لكن و نحن مسلمين هل فعلا نطبق ما جاء به الإسلام، أنا لا أتحدث عن الزمن الذي كان فيه المسلمين في عزهم و أوج قوتهم بل أتحدث عن هذا الزمن،الزمن الذي يعيش فيه المسلمين كما كان يعيشون الأوروبيين في العصور الوسطة و المظلمة، فها قد إنقلبت الأمور رأسا على عقب، أصبح المسلمين يعيشون في عصر شديد الظلمة، و السبب لأننا لم نطبق شرع الله و هجرنا القرآن حتى أصبحنا ننغمس في وحل الذنوب و المذلة.
لكن مع كل هذا الغرب حاليا يعشون ما كان يعيشه المسلمين في العصور الذهبية الإسلامية أي أن هذا الأصر هو عصر الأنوار الذهبي بالنسبة للغرب، رغم أنهم كفار و مشركين لكنهم يعيشون حياة متقدمة جيدة و ميسورة، هذا بالطبع من فضل الله عليهم لكن ما سبب عيشهم الكريم هذا رغم أنهم كفار و مشركين، السبب هو أنهم يطبقون أغلب ما جاء به الإسلام لكنهم لا يشعرون، أي أنهم مسلمين بدون ما يشعرون.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه »لربما هذا الأمر لا نطبقه في غالب الأحيان في العالم العربي و الإسلامي لكن نراه بوضوح تام عند الغرب و أقوى مثال و هو المساعدة المالية التي قدمها الإتحاد الأوروبي لحل أزمة ديون اليونان فقد إجتمعت عدة دول و كل دولة ساهمت بملايين الدولارات و على رأسهم ألمانيا، هذا التكافل و الإيثار حرص رسول الله صلى الله عليه و سلم على تحقيقه بين المسلمين لكننا نراه عند الغرب و ليس المسلمين، فبيّن أن من أهم عوامل رسوخ الإيمان في القلب ، أن يحب الإنسان للآخرين حصول الخير الذي يحبه لنفسه ، من حلول النعم وزوال النقم ، وبذلك يكمل الإيمان في القلب فهذا السمو في التعامل هو أساس نجاحهم فهو يقوم على مبدأ ما جاء به الإسلام.
<!--more-->
ويتسع معنى الحديث ، ليشمل محبة الخير لغير المسلمين ، فيحب لهم أن يمنّ الله عليهم بنعمة الإيمان ، وأن ينقذهم الله من ظلمات الشرك والعصيان ، ويدل على هذا المعنى ما جاء في رواية الترمذي لهذا الحديث ، قال صلى الله عليه وسلم : « وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما » هذا الحديث لا يعني المسلمين بالضرورة و إنما أقوى معانيه هو أن الغرب مسلمين لكنهم لا يشعرون لأنهم أحبوا للناس ما يحبون لأنفسهم و بهذا جعلهم الله مسلمين و جازاهم و ساعدهم، اما مساعدتنا لهم هي أن نطلب لهم الهداية و نسأل الله أن يخرجهم من ظلمات الشرك و العصيان.
بهذا المر أصبح الإتحاد الأوروبي مثلا جسدا واحدا لا يقهره قاهر رغم الأزمات المالية، فنحن لس علينا أن نشتمهم أو أن نصفهم بأسوأ الأوصاف بل يجب أن نطلب لهم الهداية و أن نقتدي بهم عبر علمهم فرغم أنهم كفار فإننا نستفيد منهم الكثير فلولا إجتهادهم و إصرارهم و مثابرتهم و العمل بجد لما عشنا كما نعيشه الآن في عصر الإنترنت و التكنولوجيا و العلم المزدهر، بخصوص الإقتداء بهم نذكر على سبيل المثال مؤسس شركة أبل “ستيف جوبز” فهو أفضل قدوة للمسلمين حتى و إن لم يكن مسلم فهو صورة حقيقية لمعنى الإصرار و المثابرة فلطالبا أحب هذا الشخص للناس ما يحبه لنفسه كان دائما تسيطر عليه فكرة مساعدة الناس و تغيير حياتهم للأفضل و بالفعل نجح في هذا الأمر.
مثال آخر هو أغنى رجل في العالم “بيل غيتس” الرجل الخيري أو المحسن تقدر ثروته بـ53 مليار دولار فلولا تبرعاته الإنسانية لدعم المدارس و الجامعات و الجمعيات الخيرية لوصلت ثروثه لأكثر من 100 مليار دولار، فهو دائما يتبرع بملايين الدولارات و هذا دليل صارخ على الإسلام بدون شعور لأنه يحب للناس ما يحبه لنفسه و لم يحتكر الأموال لنفسه بل وهب بعضا من ثروثه لتنمية الإنسان و مساعدته ليكون أفضل و أفضل.
منذ أيام حظرت أمريكيتين واحدة من نيويورك وواحدة من ولاية نيو مكسكو إلى مدرستنا خصيصا و بدعم من أحد أساتدة اللغة الإنجليزية، واحدة تدرس اللغة الإنجليزية و الأخرة تدرس التكنولوجيا و طرق صناعة الروبوتات، لكن جوهر الأمر التغيير الذي حذث في المدرسة، حيث أن وزارة التعليم إقتنت حواسيب جديدة من أجل قاعة الإعلاميات لكن لمدة سنتين هذه الحواسيب لم ترى النور حتى قدمت الأمريكيتين،حيث أصبحت أحد قاعات المؤسسة مثل بعض قاعات المؤتمرات التي نجدعا في الجامعات و المعاهد العليا، الأمريكيتين هما مسلمتان بدون ان يشعروا، فالأخلاق التي يتميزون بها لا مثيل لها و حبهم لنا لن يتصوره أحد، فأرادوا أن يتحسن واقع التعليم ببلدنا على غرار بلدهم.
الإسلام يسكن في قلب المشركين لكنهم لا يشعرون، يحبون النظافة الإتقان في العمل الجد حب التطوع حب مساعدة الآخرين و الإصرار و المثابرة، و الطموح حب الخير للغير، مساندة بعضهم البعض، كل ما جاء به الإسلام من قيم حميدة يطبقوه، فأعزهم الله، نسأل الله لهم الهداية للإسلام، و نسأل الله للمسلمين أن يتصفوا بالقيم الحميدة التي نزل بها الإسلام، ليكونوا قدوة للغرب و سبب في أن يدخلوا الإسلام.
المصدر: مدونة نجم المغرب