حثت على استثمار عظمته في مبادرة إسلامية عاجلة لحقن الدماء السورية

رابطة العالم الإسلامي تدعو المسلمين إلى الاستفادة من دروس الصيام وعِبره


د. عبدالله التركي

    دعت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي مسلمي العالم إلى الاستفادة من دروس الصيام وعبره وفوائده، والتأسي برسول الله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الشهر العظيم، والتمسك بنهجه القويم، والاعتصام بحبل الله المتين والاحتكام إلى شريعته، وبيان محاسنها للناس، والدفاع عن مبادئ الإسلام، الذي بعث به نبينا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، في تصريحات صحافية بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك أمس (الثلاثاء): "أظل الأمة الإسلامية شهر عظيم مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، تستقبله أفئدة المؤمنين الصادقين بالبشرى والأمل، والعزم على أداء فريضة الله فيه على الكمال والتمام، مع اغتنام فضائله بالمسارعة إلى البر والتقوى، والكف عما يسخط الله تعالى".

وشدد الدكتور التركي على أن من حق الله على الأمة الإسلامية، أن تذكر نعمة الله العظمى عليها في رمضان، إذ أنزل فيه كتابه الكريم ليكون آية للناس، وهدى ونوراً، وصراطاً مستقيماً إلى يوم الدين، فكل خير ورشد اهتدت إليه هذه الأمة، وكل شر وغي نأت عنه، فبتوفيق الله وعونه لها، مستشهداً بقوله تعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".

وأشار إلى أن من شكر هذه النعمة العظيمة، العمل الجاد على تحقيق مقاصد الصيام الذي افترضه الله على المسلمين في هذا الشهر المبارك، وترويض النفوس على تقوى الله، ونشر مشاعر الأخوة ورابطة الانتماء للدين الذي ارتضاه الله لعباده، بين مختلف أبناء الأمة، وتقوية التعاطف والتآلف والتعاون بينهم، وتحقيق التضامن العملي بين بلدانهم، والعمل الجاد للعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتحكيمهما في مختلف القضايا.

وأكد الدكتور التركي أن وحدة المسلمين تبرز واضحة في شهر رمضان، مضيفا: "المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يمسكون مع كل فجر، ويفطرون عند الغروب، ويعكفون على عبادتهم ليلاً ونهاراً، ويجددون ارتباطهم بالقرآن الكريم، وهو كتاب هذه الأمة ودستورها الذي أمر الله فيه المسلمين بالاعتصام به محققين بذلك وحدتهم، وهذا ما أكد عليه مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي الرابع الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في شهر رمضان الماضي بمكة المكرمة".

وتابع: "ولئن كان رمضان فرصةً لتزكية النفس والإقبال على الله تعالى، بأنواع العبادات والعطف على المسكين واليتيم والأرملة وذي الحاجة، تأسياً بنبي الأمة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذ كان أجود ما يكون بالخير في هذا الشهر الكريم، وأجود من الريح المرسلة، فإن على المسلمين أن يجعلوا شهرهم كله للخيرات والمبرات والعطف على المسكين، وإغاثة الملهوفين، وتقديم العون للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين، وتحقيق التراحم بين فئات المجتمع المسلم انطلاقاً من قول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".

وعدّ الأمين العام للرابطة رمضان مناسبة لذِكر أيام الله فيه على الأمة، وما كان فيها من العزة والنصر، كيوم بدر وفتح مكة، وفرصة لاستدراك الأخطاء التي جرّت إلى كثير من الحوادث المؤلمة المسيئة إلى الأمة وسمعتها ومكانتها، وفرصة إلى التذكير بضرورة المحافظة على الدين، والقيام على تعليمه تعليماً صحيحاً وفق نهج سلف الأمة الصالح، سليماً من كل شائبة تفتح أبواب الشذوذ، أو تكون ثغرة للطعن فيه من أعدائه.

وأكد أهمية بذل الجهود في تعريف غير المسلمين بمحاسن الإسلام، وحاجة البشرية إلى مبادئه في العدل والسلام والتعاون بين الناس، وتعريفهم برسول الرحمة، محمد صلوات الله وسلامه عليه، الذي بعث رحمة للناس جميعاً، معرباً في الوقت ذاته باسم الرابطة، عن الألم الشديد الذي يعتصر قلوب المسلمين في العالم لما يجري في عدد من بلدان المسلمين من صراعات حزبية أو طائفية لا مبرر لها، وما يجري من إراقة للدماء في سورية التي يعاني شعبها من مظالم وعدوان وقتل وهدم للأحياء والمساجد وترويع الآمنين، داعياً إلى استثمار فرصة شهر رمضان العظيمة في إطلاق مبادرة إسلامية عاجلة لحل هذه الأزمة وحقن الدماء، وردع الظلمة من الاستمرار في العدوان على شعب سورية.

ورفع الدكتور التركي بمناسبة حلول شهر الصيام باسم رابطة العالم الإسلامي التهنئة والمباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- ولقادة المسلمين.

 

<!-- article-view -->
المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 10 يوليو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

939,689

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.