خطوات لمن أراد أن يكون مؤمناً قوياً

كان التفوق العلمي منذ القدم ـ ولا يزال ـ مطلباً مهماً لطلاب العلم، وهدفًاسامياً يسعون إلى تحقيقه. وكان عدد طلاب العلم المتفوقين في أي مجتمع هو المقياس الأدق لمدى تفوق مجتمعاتهم والمؤشر الأكثر وضوحاً على مستوى نهضتها. ويلحظ قارئ كتب التراجم الاهتمام بهذا الأمر في التاريخ العلمي للمسلمين، يتجلى ذلك في عبارات مبثوثة في كتب التراجم من أمثال: "وتفرد من بين أقرانه" و"شهدوا له بالتقدم على أقرانه" و"كان ممن حاز قصب السبق دون أقرانه" وديننا الحنيف الذي يهدف إلى حفظ مصالحنا ودفع المفاسد عنا في الدنيا والآخرة، يدعونا إلى التفوق، في ميادين الحياةالمختلفة، ويشجعنا عليه، وبخاصة التفوق العلمي، وقد جاء ذلك في نصوص كثيرة،ومناسبات مختلفة وبأساليب متنوعة، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل ا لشيطان"

فإن القوة التي يشجع عليها النبي صلى الله عليه وسلم تشمل القوةالعلمية، ذلك أن المؤمن القوي يتمتع بعزيمة ونشاط ويتحمل في سبيل ذلك التعب والمشاق، من أجل أن يتميز في تحصيله العلمي، طالما أن هذا العمل سيكسبه محبة الله ورضاه.

وينبغي للمؤمن الحريص على التفوق العلمي، أن يبذل فيه جُهده وطاقته،ولابد أيضاً أن يكون حرصه هذا منصباً على العلوم النافعة له ولمجتمعه ولأمته، التي تحقق مصالحهم في الدنيا والآخرة "احرص على ما ينفعك"

ويلفت النبي صلى الله عليه وسلم أنظارنا إلى أن الطريق إلى هذا التفوق هو "الاستعانة بالله، وبذل الأسباب الممكنة" فالمؤمن يستعين بالله ويتوكل عليه في أموره كلها، ويسأله الإعانة والتوفيق والسداد "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً" ثم يأخذ بالأسباب الممكنة المشروعة ولا يعجز ولا يكسل، ويستعيذ بالله من هذين المرضين ومن كل ما يشغل فكره من الهموم والأحزان "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجزوالكسل"

والذي ينشد التفوق قد تعترض طريقه بعض المعوقات والصعوبات والتحديات،فينبغي أن لا يثنيه ذلك عن مواصلة طريق التفوق، ولا يتسخط أو يتأسف، ولا يقول: "لوفعلت كذا لكان كذا وكذا" فذلك كله من عمل الشيطان، ولكنه يتوكل على الله ويلتجئإليه، ويقول: "قدر الله وما شاء فعل" ويلخص لنا هذا الحديث بعض الخطوات لمن أراد أن يكون مؤمناً قوياً، ومتفوقاً علمياً:

ـ الحرص على التفوق في العلوم النافعة،والعزم على ذلك.

ـ الاستعانة بالله تعالى ودعاؤه والتضرع إليه بأن يسهل له طريق التفوق.

ـ بذل الأسباب الممكنة المشروعة الموصلة إلى التفوق.

ـ الصبر وتحمل ا لمشاق للتغلب على ما قد يعترض طريق التفوق من عقبات أو تحديات.نسأل الله أن يجعلنامن المؤمنين الأقوياء في ديننا ودنيانا؛ لنفوز بحب الله ورضاه آمين.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: مجلة الدعوة العدد 2182
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 176 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,418

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.