المخدرات والوقاية منها
أصبحت مشكلة المخدرات هاجساً يؤرق المواطن خاصة والوطن بالأساس فالضرر لا يتوقف فقط على صحة البدن بل امتد إلى أكثر من ذلك وهو الضياع والبعد الديني وتوسع إلى أعظم من هذا وأصبحت المخدرات وسيلة من وسائل الغزو غير المباشر التي تستخدمه الدول في حروبها على بعض الدول.
إن هذه المخاوف والتهديدات للمملكة العربية السعودية تعد من أكبر المخاوف نظراً لموقعها الاستراتيجي والديني وكذلك عالمية هذه المخاوف وليست حصرية على المملكة.
لقد اصبحت مافيا المخدرات في العالم ككل عبر تاريخها القديم والحديث تتبع أساليب حديثة ومرنة وتتكيف مع طرق محاربتها من أجل الوصول إلى غاياتها وأهدافها حتى أصبحت مشكلة المخدرات تنمو حجماً وتزداد توسعاً ويثبت ذلك الزيادة المطردة في أعداد المروجين والمهربين والكميات والنوعيات المنتشرة من المخدرات بأسماء وهمية.
من كل ما ذكر يدور في أذهاننا سؤال مهم:
لماذا العالم العربي مستهدف وخاصة المملكة العربية السعودية.
ولذلك يجب أن نضع حلولاً لمشكلة المخدرات وهذه الحلول يأتي من أبرزها الدور الأساسي للمشاكل الأسرية أو المادية أو الدراسية أو العملية وكذلك الدور الكبير للتوعية الوقائية من هذه الآفة ونتائجها السلبية ولا ننسى الدور العظيم والتوعوي الذي يقدمه الأب والأم في المنزل ودور المعلمين والمرشدين الطلابيين في المدرسة حيث انهم شركاء أساسيون في ذلك.
كلنا يدرك بأن مشكلة المخدرات مشكلة اجتماعية وتحتاج إلى مضاعفة الجهود من الجميع ولا نختلف بأن التوعية الوقائية تقدم دوراً كبيراً وهاماً وحلولاً لهذه الظاهرة الخطيرة فالحل الأمني لا يعد حلاً مناسباً لعلاج ظاهرة المخدرات بل يعد قادراً على الحد من المشكلة ولكن يأتي الدور الحقيقي على التوعية الوقائية باختلاف طرقها ووسائلها في تبصير المواطن بهذه الآفة التي تفتك بالعقول وحتى نستطيع تحقيق الهدف الوطني الأسمى المتمثل في تحصين وحماية ابنائنا وبناتنا من الوقوع في مثل هذه الآفة وصد المحاولات التي ينتهجها مروجو هذه السموم للحفاظ على مجتمعنا نظيفاً.
من هذا وذاك نستنتج الدور الهام والكبير للتوعية الوقائية في تحجيم ظاهرة المخدرات وفي سبيل ايضاح اضرار المخدرات والوقاية منها فالوقاية من الأمر قبل حصوله خير من علاجه بعد الوقوع فيه وكذلك لا ننسى الدور الإعلامي مثل الوسائل المسموعة والمرئية وكذلك طباعة الكتب والمنشورات والمطويات لتقديم المعلومات الصحيحة لجميع فئات المجتمع عن أضرار هذه الآفة ولا نغفل عن أهمية اقامة المعارض والندوات والمحاضرات لشرح أضرارها كما نوضح دور الأئمة والخطباء في تكريس الوازع الديني والتحذير من الوقوع في براثن المخدرات.
لذا نجد بأن مشكلة المخدرات ليست مسؤولية الأجهزة الحكومية فقط بل مسؤولية كل مواطن ومؤسسة تمتلك الحس الوطني ولذلك فإن الأمر يتطلب مشاركة كافة الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص ليقوم بدوره الفاعل في توعية ووقاية أفراد المجتمع من ادران المخدرات حتى نستطيع بإذن الله دحر عصابات الشر وحماية ابنائنا ووطننا من آفة المخدرات.
وحكومتنا الرشيدة في ظل الدعم اللامحدود من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو نائب وزير الداخلية وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - حفظهم الله - وما يقدمونه لأجهزتنا الحكومية بشكل عام وقطاع مكافحة المخدرات بصفة خاصة الذي يعرض لنا بين الفينة والأخرى الضبطيات الكبيرة للمخدرات التي تأتي مهربة إلى داخل المملكة مما يشعرنا بالخطر الجسيم الذي يواجه وطننا ولا ننسى أن نقدم الشكر والعرفان لرجال الأمن عامة ورجال مكافحة المخدرات وحرس الحدود والجمارك على وجه الخصوص الذين يعرضون أنفسهم وأرواحهم للموت من أجل الصد والقضاء على هذه الآفة الخطيرة رغم ما يواجهونه من أخطار قد تصل إلى تعريض أرواحهم للموت.
وعلى مدى السنوات الماضية قدم ابطال من مكافحة المخدرات وحرس الحدود أرواحهم وأجسادهم في مواجهات دامية مع عصابات تهريب وترويج المخدرات حيث وقفوا لهم بالمرصاد وتصدوا لهم ببسالة وخاضوا ضدهم حروباً مستميتة فسقط بعضهم ما بين قتيل وجريح فداء للوطن وحماية لأبنائنا وبناتنا.
ويجعلنا ذلك أن نرفع أكفنا لله جل في علاه أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يتجاوز عنهم (آمين) ويجازي من أصيب فيهم بالأجر والمثوبة. وهؤلاء الشهداء والمصابون أثبتوا للعالم مقدار حبهم وتضحيتهم لوطنهم وحكومتنا الرشيدة لم تغفل عن ذلك بل أولت كل اهتمامها برعاية أسرهم وأولادهم وندعو الله جل في علاه ان يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه.