الحجاب وحكم تغيطة الوجه والكفين

أرجو من فضيلتكم توضيح الأحاديث والآيات التي تنص على تغطية الوجه والكفين مع شرحها وبيـان الأدلـة بالتفصيل، فقد سمعت من علماء كثيرين بأن جمهور العلماء على كشف الوجه والكفين، واستدلوا بحديث أسماء عندما دخلت على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال لها: (يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض لا يظهر منها إلا هذا وهذا وأشار إلى الوجه والكفين) ، وثانياً بتفسير ابن عباس-رضي الله عنه-لقول الله-تعالى-: إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:3]، بأنه قال: ما ظهر منها يقصد به الكحل والخاتم، فقالوا: إن هذا دليل على كشف الوجه والكفين؟


هذه المسألة تنازع فيها أهل العلم-رحمة الله عليهم-والصواب أن الوجه والكفين من العورة والوجه أشد؛ لأنه زينة المرأة ومعظم ما يرغب فيها أو ينفر منها, وهو داخل في قوله-تعالى-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ... الآية ، والأدلة في هذا كثيرة منها قوله-تعالى-:

وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وهذا عام والله لم يستثني منه شيئاً لا يداً ولا وجهاً ولا غير ذلك فدل على العموم ثم, علله سبحانه بما هو في مصلحة الجميع ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ, فدل على أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع وأبعد عن الفواحش, فالكشف يجر إلى الفاحشة, والحجاب يبعد عنها, ومنها قوله- جل وعلا-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ... الآية ،

والزينة ما يبدوا من المرأة من وجه وشعر وغير ذلك والواجب ستر ذلك, فإنها زينة خلقية يجب سترها حتى لا تفتن غيرها, وأما قوله-سبحانه وتعالى-: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ففسره العلماء بأنه الملابس ما ظهر منها يعني الملابس الظاهرة العادية هذه لا وجه للإلزام بإخفائها وسترها فإنه لا بد من ظهورها, وإنما المقصود بالزينة الوجه وما يرغب في نكاح المرأة من شعر, ويد, وقدم ونحو ذلك,

وفي الباب أيضاً حديث عائشة - رضي الله عنها - في الصحيحين قالت: (لما سمعت صوت صفوان المعطل وذلك في عزوة الإفك لما سمعت صوته خمرت وجهي قالت: وكان قد رآني قبل الحجاب فعرفني فلما سمعت صوته خمرت وجهي)

فدل ذلك على أنه بعد الحجاب أمروا بتغطية الوجوه وسترها, وأما أثر أسماء بنت أبي بكر فهو حديث ضعيف رواه أبو داود بإسناد ضعيف؛ لأنه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة, عن خالد بن دريك, عن عائشة, وسعيد بن بشير هذا ضعيف عند أهل العلم لا يحتج به,

وقتادة بن دعامة مدلس وقد عنعن عن خالد والمدلس لا تقبل روايته إذا لم يصرح بالسماع, وخالد بن دريك لم يسمع من عائشة فصار هذا الحديث فيه ثلاث علل كلها توجب ضعفه كل واحدة توجب ضعفه فكيف باجتماع بالثلاث, ولفظه أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها-عليه الصلاة والسلام-وقال: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه) هذا الحديث صريح لكنه غير صحيح, ولو صح لكان محمولاً على ما كان قبل الحجاب؛ لأن المرأة قبل الحجاب كانت تبرز يديها ووجهها فلما شرع الله الحجاب أمرت بالستر, فلو صح هذا الخبر لكان محمولاً على حال المرأة قبل الحجاب ثم أمر الله بالحجاب لحفظهن وحميتهن من أسباب الفتن والله المستعان. بارك الله فيكم

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله رحمه الله
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 164 مشاهدة
نشرت فى 23 إبريل 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

944,440

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.